صَبِي وصَبِيّة - بسمة موسى
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
زُفّت إليها البُشرى.. بَعد أن نَذَرت لله ما في بَطنها..
فِداء الدين فرساناً..
على الغُرّ المُحَجَّلين..
فجزاها من يُثيب على الإحسان إحسانا..
بفارسٍ وأميرة..
أعَدّت بهما ولهما أمّهما العُدّة..
وهُم بَعد في غيابات الرّحِمِ يَسبَحون..
أَسمَعتهما القرآن..
وقَصّت عليهما قصص الصحابة وصاحبات أمهات المؤمنين..
والتابعين ومن أراد أن يسلك مسلكهم من المحسنين..
شَيَّدت لهم جَنّةً في الأرض..
ودَعَت..
رَبّ اجعلهما قُرّة عين..
واجعلهما من عِبادك الصالحين..
وما فَتَر لسانها..
حتى وآلام انبثاق الروح من الروح..
والجسد من الجسد..
تُمَزِّقها..
حتى وهي تَعَضُّ على شفتيها من وجع المخاض وتنزف عينها وهي تُسرِع جُهدها..
بصُحبة الحبيب الشَّفوق الباكي لِتصل إلى المشفى..
ما فَتَرَت..
حتى حين هَوَت القَذيفة..
فوق مبناها..
وهي بعدُ على الدَرَج..
فَخَرّ البَيت كأن لم يَكُن..
وانطَمَرَت ورفيقها..
والفارس والأميرة..
تَحت رُكام جُرم القذيفة..
المُذَيّلة بإمضاء الذين ضَلّ سَعيهم في الحياة الدُّنيا وهم يَظنون أنهم يُحسنون صُنعا..
ولأن من مات على شئ بُعِث عليه..
لا أظنّها سَتأتي يوم يقوم الفارس والأميرة..
وهُم آخذين بيديها على باب الجَنّة..
إلا ذاكرة..
شاكرة..