خطب ومحاضرات
الإيمان [1]
الحلقة مفرغة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئاً مما أمر به إلا بلغه، فتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة, وبصرهم من العمى، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد, وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى, يقول الله تعالى: إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134] .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أيها المسلمون عباد الله! إن قضية الإيمان هي أم القضايا، وهي أهم المسائل؛ بل هي لب الدين وأساسه، من أجلها أرسل الله الرسل, وأنزل الكتب، ومن أجلها انقسم الناس إلى فريقين: فريق في الجنة, وفريق في السعير.
أيها المسلمون عباد الله! بالإيمان تطيب الحياة، وبالإيمان يحصل الأمن، وبالإيمان يستقيم اللسان، وبالإيمان يقبل العمل، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فهو الناجي الموفق، هو السعيد المسدد مهما كان في قل من المال أو شظف من العيش.
ومن فقد نعمة الإيمان فإنه في ضيق وضنك ونكد مهما كان في سعة من العيش، مهما كان في رغد من الحياة، مهما بدا عليه من صلاح حال أو استقامة أمر، لكنه على شفا جرف هار, يوشك أن ينهار به في نار جهنم؛ لأن المؤمن هو السعيد الموفق.
اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيمان
أيها المسلمون عباد الله! هذه القضية بلغ من عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وبتأكيدها أنه كان إذا قام إلى صلاته بالليل فإنه يؤكد عليها، يعلن إيمانه بربه, وإذعانه لسيده ومولاه، كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بهذا الدعاء: اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق, ووعدك الحق, ولقاؤك حق, وقولك حق, والساعة حق, والجنة حق, والنار حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم لك أسلمت, وبك آمنت, وعليك توكلت, وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت, فاغفر لي ما قدمت وما أخرت, وما أسررت وما أعلنت, أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) .
بهذه الكلمات كان يفتتح صلاته بالليل: ( اللهم بك آمنت, ولك أسلمت, وعليك توكلت، وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت )، بلغ من اهتمامه صلوات ربي وسلامه عليه بهذه القضية الجوهرية أنه يكثر من الدعاء، ويلح على ربه بأن يرزقه الإيمان، وأن يثبته على الإيمان، وأن يميته على الإيمان.
كان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني من المعيشة بما قسمت لي ) ، وكان من دعائه: ( اللهم إني أسألك إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة )، وكان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم إني أسألك خير المسألة, وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، اللهم ثبت إيماني, وثقل موازيني, وارفع درجاتي, وتقبل صلاتي, وأسألك الدرجات العلى من الجنة )، وهكذا يسأل ربه أن يحقق له إيمانه، وأن يثيبه عليه، وبمثل هذا ينبغي أن ندعو.
الإيمان أشرف الأسماء
أيها المسلمون عباد الله! ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليتحول الناس من الشرك إلى الإيمان، إلا ليصير الناس مؤمنين موحدين، وقد سلك صلوات ربي وسلامه عليه كل سبيل ليعلم الصحابة رضوان الله عليهم هذه الحقيقة المهمة، ليبين لهم أن أشرف الأسماء وأسماها وأبهاها وأعلاها وأحسنها وأجملها اسم الإيمان، هذا هو أشرف الأسماء وأعلاها عند الله مقاماً.
ثبت من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (
فقال له يحيى عليه السلام: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ بهم المسجد وتعدوا إلى الشرفات؛ فخطب فيهم قائلاً: إن الله تعالى أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن, وأن آمركم لتعملوا بهن:
أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً؛ فإن من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق؛ فقال له: هذه داري وهذا عملي فأد إلي عملي، فجعل ذلك العبد يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يحب أن يكون عبده كذلك؟
وآمركم بالصلاة، وإذا صليتم فلا تلتفتوا, فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت.
وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك يعجب الناس منها، أو يعجبون بريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره عدوه فأوثقوا يديه إلى عنقه, وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير, ففدى منهم نفسه.
وآمركم بأن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل اشتد العدو خلفه سراعاً حتى دخل في حصن حصين فأحرز نفسه منهم، وإن العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس كلمات: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة؛ فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم -جثى: جمع جثوة الشيء المجموع- قال رجل: وإن صلى وصام يا رسول الله؟ قال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله التي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله )، هكذا سمانا ربنا المسلمين المؤمنين عباد الله، هذه هي أشرف الأسماء التي ينبغي أن نفخر بها وأن نتنادى من خلالها.
أيها المسلمون عباد الله! هذه القضية بلغ من عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وبتأكيدها أنه كان إذا قام إلى صلاته بالليل فإنه يؤكد عليها، يعلن إيمانه بربه, وإذعانه لسيده ومولاه، كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بهذا الدعاء: اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق, ووعدك الحق, ولقاؤك حق, وقولك حق, والساعة حق, والجنة حق, والنار حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. اللهم لك أسلمت, وبك آمنت, وعليك توكلت, وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت, فاغفر لي ما قدمت وما أخرت, وما أسررت وما أعلنت, أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ) .
بهذه الكلمات كان يفتتح صلاته بالليل: ( اللهم بك آمنت, ولك أسلمت, وعليك توكلت، وإليك أنبت, وبك خاصمت, وإليك حاكمت )، بلغ من اهتمامه صلوات ربي وسلامه عليه بهذه القضية الجوهرية أنه يكثر من الدعاء، ويلح على ربه بأن يرزقه الإيمان، وأن يثبته على الإيمان، وأن يميته على الإيمان.
كان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني من المعيشة بما قسمت لي ) ، وكان من دعائه: ( اللهم إني أسألك إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة )، وكان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم إني أسألك خير المسألة, وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، اللهم ثبت إيماني, وثقل موازيني, وارفع درجاتي, وتقبل صلاتي, وأسألك الدرجات العلى من الجنة )، وهكذا يسأل ربه أن يحقق له إيمانه، وأن يثيبه عليه، وبمثل هذا ينبغي أن ندعو.
أيها المسلمون عباد الله! ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليتحول الناس من الشرك إلى الإيمان، إلا ليصير الناس مؤمنين موحدين، وقد سلك صلوات ربي وسلامه عليه كل سبيل ليعلم الصحابة رضوان الله عليهم هذه الحقيقة المهمة، ليبين لهم أن أشرف الأسماء وأسماها وأبهاها وأعلاها وأحسنها وأجملها اسم الإيمان، هذا هو أشرف الأسماء وأعلاها عند الله مقاماً.
ثبت من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (
فقال له يحيى عليه السلام: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ بهم المسجد وتعدوا إلى الشرفات؛ فخطب فيهم قائلاً: إن الله تعالى أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن, وأن آمركم لتعملوا بهن:
أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً؛ فإن من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق؛ فقال له: هذه داري وهذا عملي فأد إلي عملي، فجعل ذلك العبد يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يحب أن يكون عبده كذلك؟
وآمركم بالصلاة، وإذا صليتم فلا تلتفتوا, فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت.
وآمركم بالصيام؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك يعجب الناس منها، أو يعجبون بريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره عدوه فأوثقوا يديه إلى عنقه, وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير, ففدى منهم نفسه.
وآمركم بأن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل اشتد العدو خلفه سراعاً حتى دخل في حصن حصين فأحرز نفسه منهم، وإن العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس كلمات: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة؛ فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم -جثى: جمع جثوة الشيء المجموع- قال رجل: وإن صلى وصام يا رسول الله؟ قال: وإن صلى وصام، فادعوا بدعوى الله التي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله )، هكذا سمانا ربنا المسلمين المؤمنين عباد الله، هذه هي أشرف الأسماء التي ينبغي أن نفخر بها وأن نتنادى من خلالها.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
الختان | 2638 استماع |
الوفاء خلق أهل الإيمان | 2609 استماع |
التفاؤل | 2601 استماع |
الإسلام دين الفطرة | 2527 استماع |
اتفاقية دارفور | 2363 استماع |
التوحيد | 2312 استماع |
الرياح السود | 2288 استماع |
اللجوء إلى الله | 2211 استماع |
أعداء الدين | 2157 استماع |
الأخوة الإسلامية | 2149 استماع |