خطب ومحاضرات
الصدقة
الحلقة مفرغة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئاً مما أمره به إلا بلغه، فتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة وبصرهم من العمى، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم.
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها المسلمون عباد الله! فإن رمضان هو شهر الجود والإحسان، شهر تفطير الصائمين وإطعام الطعام، شهر إدخال السرور على المسلمين وتنفيس كروبهم، وقد بين ربنا جل جلاله في كتابه الكريم أن الصدقة من خصال المتقين أهل الإيمان، الذين وعدهم الله عز وجل بفسيح الجنان، قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات:15-19]، وبشر ربنا جل جلاله المنفقين المتصدقين بالخلف فقال سبحانه: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39].
أيها المسلمون عباد الله! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن بين الصيام والصدقة، فقد ثبت من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ( ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار )، فقرن صلوات ربي وسلامه عليه بين الصيام والصدقة؛ لأن كلاً منهما دليل على إيمان صاحبه، دليل على أنه عبد لله حقاً، فالصائم الذي ابتلاه الله عز وجل بالكف عما يحب من الطعام والشراب والشهوة، والمتصدق الذي ابتلاه الله عز وجل ببذل ما يحب كلاهما استجاب أمر الله عز وجل، ومن جمع بين الخصلتين فكان صائماً متصدقاً فقد أتى الخير من أبوابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن للجنة أبواباً، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهادـ، قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله! فهل أحد يدعى من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر ).
أيها المسلمون عباد الله! قال علماؤنا: الصدقة في حال الحاجة والمسغبة والضيق أفضل من الجهاد، فإذا نزلت بالمسلمين حاجة، وأحاطت بهم مجاعة فالصدقة أفضل من الجهاد.
والصدقة أفضل من الحج؛ لأن الحج عبادة نفعها قاصر، والصدقة نفعها يتعدى إلى الغير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه: ما نقص مال من صدقة، وما ظلم عبد مظلمة فعفا إلا زاده الله بها عزاً، وما فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ).
الصدقة هي المال الحقيقي للإنسان
يا أيها المسلم! يا من تجمع المال إلى المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يقول ابن آدم: مالي مالي وليس له من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله، قالوا: يا رسول الله! ما منا واحد إلا وماله أحب إليه، قال عليه الصلاة والسلام: فإن مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أبقيت)، وقال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا [المزمل:20]، وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله تعالى ليقبل صدقة أحدكم بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه حتى تكون كالجبل أو أعظم )، هذه الصدقة اليسيرة القليلة التي تتقرب بها إلى الله عز وجل تجدها يوم القيامة حسنات كأمثال الجبال.
ثمار الصدقة في الدنيا والآخرة
أيها المسلمون عباد الله! الصدقة فيها خير الدنيا والآخرة، قال أهل العلم: في الصدقة عشر خصال محمودة، خمس في الدنيا وخمس في الآخرة، أما التي في الدنيا: فتطهير المال، وتطهير البدن، ودفع البلايا والأمراض، وإدخال السرور على المسلم، وبركة المال، قال الله عز وجل: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103]، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أن صدقة السر تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار )، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام: ( أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ).
وأما الخصال الخمس التي في الآخرة: فتيسير الحساب، وتثقيل الميزان، والجواز على الصراط، ورفع الدرجات، وأن تكون الصدقة ظلاً لصاحبها يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر من بينهم: رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه )، أخفاها لأنه يريد الله والدار الآخرة، أخفاها؛ لأنه يرد الأجر والثواب لا يريد رياءً ولا سمعة، ولا يريد أن يطير له ذكر حسن بين الناس، وإنما يريد الله والدار الآخرة.
يريد وجه ربه جل جلاله قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:8-9].
يا أيها المسلم! يا من تجمع المال إلى المال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يقول ابن آدم: مالي مالي وليس له من ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو تصدق فأبقى، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله، قالوا: يا رسول الله! ما منا واحد إلا وماله أحب إليه، قال عليه الصلاة والسلام: فإن مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أبقيت)، وقال تعالى: وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا [المزمل:20]، وقال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله تعالى ليقبل صدقة أحدكم بيمينه، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه أو قلوصه حتى تكون كالجبل أو أعظم )، هذه الصدقة اليسيرة القليلة التي تتقرب بها إلى الله عز وجل تجدها يوم القيامة حسنات كأمثال الجبال.
أيها المسلمون عباد الله! الصدقة فيها خير الدنيا والآخرة، قال أهل العلم: في الصدقة عشر خصال محمودة، خمس في الدنيا وخمس في الآخرة، أما التي في الدنيا: فتطهير المال، وتطهير البدن، ودفع البلايا والأمراض، وإدخال السرور على المسلم، وبركة المال، قال الله عز وجل: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103]، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أن صدقة السر تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار )، وأخبرنا عليه الصلاة والسلام: ( أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء ).
وأما الخصال الخمس التي في الآخرة: فتيسير الحساب، وتثقيل الميزان، والجواز على الصراط، ورفع الدرجات، وأن تكون الصدقة ظلاً لصاحبها يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وذكر من بينهم: رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه )، أخفاها لأنه يريد الله والدار الآخرة، أخفاها؛ لأنه يرد الأجر والثواب لا يريد رياءً ولا سمعة، ولا يريد أن يطير له ذكر حسن بين الناس، وإنما يريد الله والدار الآخرة.
يريد وجه ربه جل جلاله قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا [الإنسان:8-9].
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
الختان | 2636 استماع |
الوفاء خلق أهل الإيمان | 2607 استماع |
التفاؤل | 2599 استماع |
الإسلام دين الفطرة | 2525 استماع |
اتفاقية دارفور | 2361 استماع |
التوحيد | 2310 استماع |
الرياح السود | 2285 استماع |
اللجوء إلى الله | 2209 استماع |
أعداء الدين | 2154 استماع |
الأخوة الإسلامية | 2148 استماع |