تفسير سورة يس [12]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، البشير النذير والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:

فإن الله جل جلاله في هذه الآيات المباركات التي يختم بها سورة يس، يرجع إلى ما بدأ به السورة من أن البعث والنشور حق لا ريب فيه، وأن الله عز وجل كما بدأ أول خلق يعيده.

سبب نزول قوله تعالى: (أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين)

يقول سبحانه: أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [يس:77].

هذه الآية كما قال مجاهد و قتادة و عروة بن الزبير و السدي و عكرمة : نزلت في أبي بن خلف الجمحي لعنه الله، حيث جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم بال ففتته ثم نفخ فيه وقال له: ( يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذه بعدما صارت رميماً؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: نعم، يحييها ويبعثك ويدخلك النار ).

وقال سعيد بن جبير رحمه الله: بل نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وقال بعضهم: بل نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول ، وهذا القول الثالث بعيد لأن السورة مكية، و عبد الله ابن سلول لم يرد له ذكر إلا بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

وسواء كان القائل هو العاص بن وائل أو أبي بن خلف أو غيرهما، فالآية رد على كل منكر للبعث أو شاك في وقوعه، والمعنى أولم ير الإنسان المنكر للبعث، المكذب بوقوعه، الشاك في إمكانه، والرؤية هاهنا المراد بها الرؤية العلمية، الرؤية القلبية، وليست الرؤية البصرية، فقوله: أَوَلَمْ يَرَ[يس:77]، أي: أولم يعلم، مثل ما قال ربنا: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ [الفجر:6]، وكقوله: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ [الفيل:1]، وقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ[البقرة:246].. هذا كله بمعنى: ألم تعلم.

إذاً: أولم ير الإنسان المنكر للبعث، المكذب بوقوعه، أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ[يس:77]، النطفة: الماء المهين، الذي بدأ منه خلقك أيها الإنسان، كما قال تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ [المرسلات:20]، وكقوله: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى [القيامة:37]، وقوله: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ[الإنسان:2]، وقوله: فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ [الطارق:5-6].

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن بسر بن جحاش رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق في كفه يوماً ثم وضع أصبعه عليها، قال: يقول الله تعالى: يا ابن آدم! أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه! حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد؛ فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة! )، فالله عز وجل يخاطب كل إنسان، (ابن آدم! أنى تعجزني!..)، أي: كيف تعجزني! (وقد خلقتك من مثل هذه..)، أي: من مثل هذه البصقة، (حتى إذا سويتك وعدلتك..)، أي: أن الله عز وجل بدأ خلق الإنسان من النطفة ثم صار في الأطوار التي ذكرها ربنا، بعد النطفة علقة، وبعد العلقة مضغة، وبعد المضغة عظاماً، ثم كسا الله العظام لحماً، ثم شق سمعه وبصره بحوله وقوته، ثم نفخ فيه الروح، ثم خرج من بطن أمه ضعيفاً صغيراً، يمد للثدي فاه، ثم بعد ذلك لم يزل ينمو ويشب حتى يصير غلاماً جفراً قوياً، وفي هذا كله يزداد بهاء وجمالاً وحسناً، (مشيت في برديك..)، أي: في ثياب حسنة، ( وللأرض منك وئيد.. )، يعني: تمشي مشية الكبر والأشر والبطر، (فجمعت ومنعت.. )، جمعت المال ومنعت من إنفاقه فيما أوجب الله عليك، (حتى إذا بلغت التراقي..)، أي: جاء أوان الموت، (قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة.. )، فالإنسان لا بد أن يتفكر في خلقه الأول.

مخاصمة العبد لربه واعتراضه على حقيقة البعث

وقوله: فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [يس:77].

يخاصم ربه جل جلاله ويعترض على أخباره وعلى أحكامه، كما قال الله في أوائل سورة النحل: خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [النحل:4]، ينسى بدايته، فهذا دليل أول على إمكانية البعث، فإذا كنت أيها الإنسان مخلوقاً من ذلك الماء الضعيف، فالله عز وجل قادر على أن يعيدك مرة أخرى، وهذا الدليل تكرر في القرآن كثيراً، كقول ربنا جل جلاله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ[الروم:27]، وكقوله سبحانه: وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ [الواقعة:62]، وكقوله سبحانه: وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً * أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً [مريم:66-67]، وفي قراءة: أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً بالتشديد، وكقوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت:20]، كلما داخل قلبك شك أو وسوس لك الشيطان كيف يكون البعث بعد الموت؟! فقل له: تذكر النشأة الأولى.

قال الله تعالى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ [يس:78]، هذا الإنسان يعترض على الله عز وجل وينسى خلقه الأول، حيث قال: مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78]، و(رميم) من رم العظم يرم إذا صار بالياً. وقوله: مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78]، هذه الشبهة تكررت في القرآن كثيراً على لسان منكري البعث، كما في قول الله عز وجل: أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ[الرعد:5]، وقوله تعالى: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوْ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ [الواقعة:47-48]، هكذا دائماً يعترضون.

الرد على منكري البعث والنشور

قال الله عز وجل في جواب هذا السؤال: قل يا محمد! لهؤلاء المنكرين المكذبين: يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ[يس:79]، يحيي هذه العظام وهي رميم من أنشأها أول مرة -جل جلاله- قال تعالى: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً [الإنسان:1].

ثم قال تعالى: وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79]، وهذا دليل ثان تدحض به هذه الشبهة، تقول لشيطان الإنس وشيطان الجن: أنا أؤمن بأن الله عز وجل بكل خلق عليم، قد علم المستقدمين منا والمستأخرين، علم الأولين والآخرين، علم الذكور والإناث، علم المؤمنين والكفار، علم الأبرار والفجار؛ كما قال تعالى: قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ [ق:4]، وقوله سبحانه: كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ [الأنبياء:104]، وقوله: وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ [يس:81] جل جلاله، وقوله: وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ [يس:79]، أي: ما يفوته شيء؛ ولذلك يوم القيامة يعيدك كما كنت.

وفي الحديث في الصحيحين: عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن رجلاً ممن كان قبلكم، لما حضره الموت وأيس من الحياة جمع بنيه، فقال لهم: إن أنا مت، فاجمعوا حطباً كثيراً، ثم أوقدوا فيه ناراً واجعلوني فيه، حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي وامتحشت، فدقوني ثم ذروا نصفي في اليم ونصفي في البر؛ فلأن قدر الله علي ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين، فلما فعلوا به ذلك، قال الله له: كن، فكان، وقال الله عز وجل له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك يا رب! فقال الله عز وجل: قد غفرت لك )، فالله عز وجل بكل خلق عليم، يعيدك كما كنت.. بشعرك وظفرك ولحمك وعظمك ودمك وعصبك.. كما كنت لأنه جل جلاله بكل خلق عليم.

يقول سبحانه: أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [يس:77].

هذه الآية كما قال مجاهد و قتادة و عروة بن الزبير و السدي و عكرمة : نزلت في أبي بن خلف الجمحي لعنه الله، حيث جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم بال ففتته ثم نفخ فيه وقال له: ( يا محمد! أتزعم أن ربك يحيي هذه بعدما صارت رميماً؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: نعم، يحييها ويبعثك ويدخلك النار ).

وقال سعيد بن جبير رحمه الله: بل نزلت في العاص بن وائل السهمي ، وقال بعضهم: بل نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول ، وهذا القول الثالث بعيد لأن السورة مكية، و عبد الله ابن سلول لم يرد له ذكر إلا بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

وسواء كان القائل هو العاص بن وائل أو أبي بن خلف أو غيرهما، فالآية رد على كل منكر للبعث أو شاك في وقوعه، والمعنى أولم ير الإنسان المنكر للبعث، المكذب بوقوعه، الشاك في إمكانه، والرؤية هاهنا المراد بها الرؤية العلمية، الرؤية القلبية، وليست الرؤية البصرية، فقوله: أَوَلَمْ يَرَ[يس:77]، أي: أولم يعلم، مثل ما قال ربنا: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ [الفجر:6]، وكقوله: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ [الفيل:1]، وقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ[البقرة:246].. هذا كله بمعنى: ألم تعلم.

إذاً: أولم ير الإنسان المنكر للبعث، المكذب بوقوعه، أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ[يس:77]، النطفة: الماء المهين، الذي بدأ منه خلقك أيها الإنسان، كما قال تعالى: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ [المرسلات:20]، وكقوله: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى [القيامة:37]، وقوله: إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ[الإنسان:2]، وقوله: فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ [الطارق:5-6].

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن بسر بن جحاش رضي الله عنه: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق في كفه يوماً ثم وضع أصبعه عليها، قال: يقول الله تعالى: يا ابن آدم! أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه! حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد؛ فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة! )، فالله عز وجل يخاطب كل إنسان، (ابن آدم! أنى تعجزني!..)، أي: كيف تعجزني! (وقد خلقتك من مثل هذه..)، أي: من مثل هذه البصقة، (حتى إذا سويتك وعدلتك..)، أي: أن الله عز وجل بدأ خلق الإنسان من النطفة ثم صار في الأطوار التي ذكرها ربنا، بعد النطفة علقة، وبعد العلقة مضغة، وبعد المضغة عظاماً، ثم كسا الله العظام لحماً، ثم شق سمعه وبصره بحوله وقوته، ثم نفخ فيه الروح، ثم خرج من بطن أمه ضعيفاً صغيراً، يمد للثدي فاه، ثم بعد ذلك لم يزل ينمو ويشب حتى يصير غلاماً جفراً قوياً، وفي هذا كله يزداد بهاء وجمالاً وحسناً، (مشيت في برديك..)، أي: في ثياب حسنة، ( وللأرض منك وئيد.. )، يعني: تمشي مشية الكبر والأشر والبطر، (فجمعت ومنعت.. )، جمعت المال ومنعت من إنفاقه فيما أوجب الله عليك، (حتى إذا بلغت التراقي..)، أي: جاء أوان الموت، (قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة.. )، فالإنسان لا بد أن يتفكر في خلقه الأول.

وقوله: فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [يس:77].

يخاصم ربه جل جلاله ويعترض على أخباره وعلى أحكامه، كما قال الله في أوائل سورة النحل: خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [النحل:4]، ينسى بدايته، فهذا دليل أول على إمكانية البعث، فإذا كنت أيها الإنسان مخلوقاً من ذلك الماء الضعيف، فالله عز وجل قادر على أن يعيدك مرة أخرى، وهذا الدليل تكرر في القرآن كثيراً، كقول ربنا جل جلاله: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ[الروم:27]، وكقوله سبحانه: وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ [الواقعة:62]، وكقوله سبحانه: وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً * أَوَلا يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً [مريم:66-67]، وفي قراءة: أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً بالتشديد، وكقوله تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [العنكبوت:20]، كلما داخل قلبك شك أو وسوس لك الشيطان كيف يكون البعث بعد الموت؟! فقل له: تذكر النشأة الأولى.

قال الله تعالى: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ [يس:78]، هذا الإنسان يعترض على الله عز وجل وينسى خلقه الأول، حيث قال: مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78]، و(رميم) من رم العظم يرم إذا صار بالياً. وقوله: مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [يس:78]، هذه الشبهة تكررت في القرآن كثيراً على لسان منكري البعث، كما في قول الله عز وجل: أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ[الرعد:5]، وقوله تعالى: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوْ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ [الواقعة:47-48]، هكذا دائماً يعترضون.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2767 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2763 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2663 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2649 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2530 استماع
تفسير سورة يس [8] 2520 استماع
تفسير سورة يس [4] 2472 استماع
تفسير سورة يس [6] 2464 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2232 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2208 استماع