تفسير سورة يس [7]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى.

تذكير الله لعباده بآية إحياء الأرض وإخراج الثمر

تذكير الله لعباده بآية الليل والنهار

يحدثنا ربنا جل جلاله بعد ذلك عن عالم الأفلاك، فيقول سبحانه: وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ [يس:37]، هذه آية نبهنا عليها ربنا جل جلاله في مواضع من كتابه، كقوله سبحانه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً[الإسراء:12]، وكقوله جل جلاله: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ[فصلت:37]، وكقوله سبحانه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ[البقرة:164]، إلى قوله: لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة:164]، وكقوله سبحانه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، وكقوله سبحانه: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]، وكقوله سبحانه: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73].. وغير ذلك من المواضع.

فالليل نعمة من نعم ربنا، والنهار نعمة من نعم ربنا، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً [الفرقان:47]، وقال سبحانه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً [النبأ:10-11].

فالناس يحتاجون لليل كما يحتاجون للنهار، ففي النهار يضربون في مناكب الأرض يبتغون من فضل الله، يلتمسون أرزاقهم، يقضون أمورهم ويصرفون شئونهم، وفي الليل يأوون إلى بيوتهم ويرقدون في فرشهم، تسكن نفوسهم، وتهدأ أعصابهم، ويأخذون قسطاً من راحة هم بحاجة إليها، وهذا دليل على أن البشر قد استولى عليهم النقص، أما ربنا جل جلاله فلا تأخذه سنة ولا نوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل )، هذه آية ينبغي أن ننتبه إليها، وأن نحمد الله عليها.

وقوله تعالى: نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ[يس:37]، السلخ: الكشط والنزع، نسلخ: نكشط وننزع، كما قال جل جلاله: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً[الأعراف:54]، كأن الليل يطارد النهار والنهار يطارد الليل، قال سبحانه: تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ[آل عمران:27]، فآية من آيات ربنا أقسم بها في مواضع من كتابه كما في قوله: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [المدثر:33-34]، وكما في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [التكوير:17-18]، وقوله: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى [الليل:1-2]، فالله عز وجل يسلخ من النهار الليل.

وقوله تعالى: فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ [يس:37]، مظلمون، أي: دخلوا في الظلام، يقال: أظلمنا إذا جن علينا الليل، كما يقال: أصبحنا إذا طلع علينا الصبح، ويقال: أضحينا، ويقال: أمسينا، ويقال: أظهرنا، أظهرنا إذا جاء وقت الظهر؛ قال الله تعالى: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ [الروم:17-18]، تظهرون، أي: تدخلون في وقت الظهيرة.

أما المؤمن فيفكر في هذه الآية ويتأمل الليل والنهار، وأما الكافر فكما قال ربنا: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ [يوسف:105]، الكافر يأتي عليه النهار، يأتي عليه الليل، يأتي الحر، يأتي البرد.. لا يبالي! أما المؤمن فيرى في هذا كله آثار قدرة الله عز وجل.

يحدثنا ربنا جل جلاله بعد ذلك عن عالم الأفلاك، فيقول سبحانه: وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ [يس:37]، هذه آية نبهنا عليها ربنا جل جلاله في مواضع من كتابه، كقوله سبحانه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً[الإسراء:12]، وكقوله جل جلاله: وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ[فصلت:37]، وكقوله سبحانه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ[البقرة:164]، إلى قوله: لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة:164]، وكقوله سبحانه: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ [آل عمران:190]، وكقوله سبحانه: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]، وكقوله سبحانه: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73].. وغير ذلك من المواضع.

فالليل نعمة من نعم ربنا، والنهار نعمة من نعم ربنا، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً [الفرقان:47]، وقال سبحانه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً [النبأ:10-11].

فالناس يحتاجون لليل كما يحتاجون للنهار، ففي النهار يضربون في مناكب الأرض يبتغون من فضل الله، يلتمسون أرزاقهم، يقضون أمورهم ويصرفون شئونهم، وفي الليل يأوون إلى بيوتهم ويرقدون في فرشهم، تسكن نفوسهم، وتهدأ أعصابهم، ويأخذون قسطاً من راحة هم بحاجة إليها، وهذا دليل على أن البشر قد استولى عليهم النقص، أما ربنا جل جلاله فلا تأخذه سنة ولا نوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل )، هذه آية ينبغي أن ننتبه إليها، وأن نحمد الله عليها.

وقوله تعالى: نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ[يس:37]، السلخ: الكشط والنزع، نسلخ: نكشط وننزع، كما قال جل جلاله: يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً[الأعراف:54]، كأن الليل يطارد النهار والنهار يطارد الليل، قال سبحانه: تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ[آل عمران:27]، فآية من آيات ربنا أقسم بها في مواضع من كتابه كما في قوله: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ [المدثر:33-34]، وكما في قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ [التكوير:17-18]، وقوله: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى [الليل:1-2]، فالله عز وجل يسلخ من النهار الليل.

وقوله تعالى: فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ [يس:37]، مظلمون، أي: دخلوا في الظلام، يقال: أظلمنا إذا جن علينا الليل، كما يقال: أصبحنا إذا طلع علينا الصبح، ويقال: أضحينا، ويقال: أمسينا، ويقال: أظهرنا، أظهرنا إذا جاء وقت الظهر؛ قال الله تعالى: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ [الروم:17-18]، تظهرون، أي: تدخلون في وقت الظهيرة.

أما المؤمن فيفكر في هذه الآية ويتأمل الليل والنهار، وأما الكافر فكما قال ربنا: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ [يوسف:105]، الكافر يأتي عليه النهار، يأتي عليه الليل، يأتي الحر، يأتي البرد.. لا يبالي! أما المؤمن فيرى في هذا كله آثار قدرة الله عز وجل.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثالث 2769 استماع
تفسير سورة نوح [3] 2766 استماع
تفسير سورة النور - الآية [31] الرابع 2665 استماع
تفسير سورة النور - الآية [3] الأول 2652 استماع
تفسير سورة النور - قصة الإفك [5] 2534 استماع
تفسير سورة يس [8] 2523 استماع
تفسير سورة يس [4] 2477 استماع
تفسير سورة يس [6] 2468 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [23-26] 2236 استماع
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الرابع 2224 استماع