خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/929"> الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/929?sub=63706"> أسرار التأويل
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة النور - الآيات [27-29] الثاني
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
هناك أحكام في الاستئذان، نبينها كما يلي:
استقبال المستأذن الباب وجعله تلقاء وجهه
الحكم الأول: لا ينبغي للإنسان إذا استأذن أن يستقبل الباب من تلقاء وجهه، وإنما يتنحى يميناً أو شمالاً، روى الإمام أبو داود من حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أهل بيت لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، وإنما يأخذ يميناً أو شمالاً ويقول: السلام عليكم، وذلك أن البيوت لم يكن لها يومئذ ستور )، لأن الاستئذان من أجل البصر، فأنا أقف ذات اليمين أو ذات الشمال وأستأذن، ثم بعد ذلك يؤذن لي، فيقال: تفضل، وهذا معناه أنهم قد أخذوا حذرهم.
صفة دق الباب
الحكم الثاني: ينبغي أن يكون الدق خفيفاً من غير عنف، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ( كنا نقرع باب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأظافير )، فما جرت عليه عادة بعض الناس أنه يضرب بقبضته ثم برجليه، ثم بعد ذلك بالحجر وبالعكاز، ويأمر أولاده، أحدهم يتعلق بالجرس، والثاني يضرب الحجر وهو يفتش عن فحم يكتب به على الباب هذا كله من الأذى، قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58].
وأعجب من ذلك أن بعض الناس يدق ويضرب ويعلق ولده بالجرس، ثم يتسور هو من فوق السور، ولا أظن أن هناك أكثر من ذلك أذى ولا مخالفة.
تعريف المستأذن بنفسه
الحكم الثالث: من حق صاحب البيت أن يسأل فيقول: من؟ وينبغي للمستأذن أن يعرف بنفسه تعريفاً كاملاً، فيقول: أنا فلان، أو أنا فلان بن فلان، أو يذكر لقبه: أنا الشيخ فلان، أنا الدكتور فلان، أنا المهندس فلان، أنا السباك فلان، المهم أن يذكر تعريفاً يزيل الوحشة عن صاحب البيت، ولا يقول: أنا؛ لما رواه الإمام أبو داود من حديث محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي، فطرقت الباب فقال: من؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا كأنه كرهها )، كره أن يقول الطارق: أنا، قال ابن كثير رحمه الله: لأن كلمة (أنا) ليست تعريفاً، وإنما تصلح لكل أحد، أي واحد ممكن أن يقول: أنا سواءً كان رجلاً أو امرأة يريد خيراً أو يريد شراً، وكذلك شعبة بن الحجاج رحمه الله، وكان عنده دعابة، طرق بابه طارق، فقال له: من؟ فقال: أنا، قال له: يا هذا! ما عندي صديق يقال له: أنا، فـ(أنا) هذه لا تصلح، عرف بنفسك تعريفاً كاملاً، وبعض الناس تستنكر من جهله إذا طرق الباب فقلت: من؟ يقول لك: يا أخي! لماذا لا تفتح؟ خائف من ماذا؟ وهذا من الجهل، وبعض الناس يطرق الباب تقول له: من؟ يقول لك: أمين، أعرفك من أين، أمين وإلا خائن؟ قل: أنا فلان ابن فلان.
صفة الاستئذان
الحكم الرابع: المرجع في الاستئذان إلى العرف، فلكل أهل بلد عرفهم في الاستئذان، نحن ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان استئذانه بالسلام، وذكرنا أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يتنحنح ويبصق، ومثلاً بعض إخواننا المصريين يقول: يا ساتر! هذه من أجل أن يعلم بأنه قد جاء، وذكروا أن بعضهم كان يقال له: الدراوردي ؛ لأنه كان يقول أأدخل بالفارسية، أطلق عليه هذا اللقب، فالمسألة المرجع فيها إلى العرف.
الحكم الخامس: الإذن يتحقق من كل أحد من أهل البيت صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً كان أو أنثى.
السلام عند عدم وجود أحد بالبيت
الحكم السادس: قال أهل العلم ومنهم قتادة السدوسي ، والإمام القرطبي : إذا دخل بيتاً خالياً يستحب له أن يقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. مثلاً أنا خرجت من البيت ثم رجعت، وأعلم أنه ليس في البيت أحد، كلهم خرجوا، فإذا فتحت الباب بعدما أدعو بالدعاء المأثور ( باسم الله، اللهم إنا نسألك خير المولج وخير المخرج، باسم الله خرجنا، وباسم الله ولجنا، وعلى الله ربنا توكلنا )، أقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين؛ لأن في البيت ملائكةً، نسلم عليهم.
تقديم السلام على الاستئذان
الحكم السابع: أيقدم السلام أولاً أم الاستئذان؟ الله عز وجل قال: تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]، وثبت في السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقدم السلام، ( جاءه رجل فقال: أألج؟ -يعني: أأدخل- فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـأنس : اخرج فعلمه الاستئذان، وليقل: السلام عليكم، أألج؟ )، فإذاً يقدم الإنسان السلام قبل الاستئذان، والواو في الآية تفيد مطلق الجمع، ولا تفيد الترتيب، ومنه قوله تعالى: يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي [آل عمران:43]، أيهما أسبق الركوع أم السجود؟ الركوع، لكن الله قال: اقنتي واسجدي واركعي، ومنه قول الله عز وجل: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ [الأحزاب:7]، أيهما أسبق محمد صلى الله عليه وسلم أم نوح عليه السلام؟ نوح لكن الله عز وجل قال: (ومنك) أي: يا محمد، (ومن نوح)، وقد تكون الواو للترتيب كما في قوله عز وجل: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ [البقرة:158]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أبدأ بما بدأ الله به )، فبدأ بالصفاء ومشى إلى المروة.
ومنه قول حسان عليه من الله الرضوان:
هجوت محمداً وأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
الحكمة من الاستئذان والإعلام قبل دخول البيت
الحكم الأخير: كان من عادة العرب أن الواحد منهم يدخل البيت بغير إذن ويقول: قد دخلت، فأدبنا الله عز وجل بهذا الأدب الرفيع الذي فيه سلامة قلوبنا، وراحة إخواننا، وطرد للوحشة من نفوسنا؛ لأن الإنسان فلو دخل بيت غيره بلا إذن فإن هذا يكون مبعثاً للريبة، لو لقيت إنساناً دخل بيتك من غير إذن فإنك لا تظن به خيراً، فالله عز وجل أبعد عن نفوسنا وقلوبنا كل ما يوقع بيننا عداوةً، أو بغضاء، أو وحشةً، أو شحناء، فأراح الزائر والمزور، حتى بلغ من عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر أنه ينهى الزوج أن يطرق أهله ليلاً، فلو أن الواحد منا مسافر ورجع في الليل فلا يأتي أهله؛ بل يبيت في المسجد أو في أي مكان حتى يصبح، قال صلى الله عليه وسلم: ( من أجل أن تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة ) فالزوج إذا كان مسافراً فالغالب أن الزوجة لا تهتم بامتشاط، ولا تهتم باستحداد بأن تزيل الشعر الزائد في الأماكن المعلومة، فإذا علمت أن زوجها قادم فإنها تتهيأ من أجل أن يراها على أبهى هيئة، وأطيب ريح، والحمد لله أراح الله الناس الآن بالهواتف، حتى لو كان الإنسان سيحضر في نصف الليل، فإنه يخبر أهله من النهار بأني إن شاء الله سأصل في الثانية صباحاً، أو في الثالثة صباحاً، فإذا جاء يجد أهله قد تهيئوا لاستقباله، واستعدوا لمجيئه، ورحبوا بمقدمه، هذا هو أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله أن يرزقنا العمل بما نعلم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين، والحمد لله رب العالمين.