خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/929"> الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/929?sub=63706"> أسرار التأويل
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة النور - قصة الإفك [7]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقناً عملاً صالحاً، ووفقنا برحمتك لما تحب وترضى، أما بعد:
قالت: ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر، فقال: يا معشر المسلمين! من يعذرني من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً، وما يدخل على أهلي إلا معي. قالت: فقام أسيد بن حضير أخو بني عبد الأشهل، فقال: أنا يا رسول الله أعذرك ).
طالت المدة، كما قالت رضي الله عنها: ( فاستلبث الوحي )، قيل: كانت المدة شهراً، وقال بعض المفسرين: بل كانت سبعةً وثلاثين يوماً، وقال بعضهم: بل بلغت خمسين يوماً، أي: المدة بين قول الإفك وبين نزول براءة عائشة قال الحافظ رحمه الله: من قالوا: شهراً أي: من حين علمت عائشة إلى أن نزل الوحي، ومن قالوا: خمسين يوماً من حين قيل ما قيل، ومعلوم أنهم لما تكلموا بالإفك ما علمت عائشة إلا بعد زمان، فمن قالوا: خمسين يوماً، فإنما حسبوا المدة من أول ما قيل إلى أن نزلت براءتها، ومن قالوا: شهراً، فإنما حسبوا المدة من حين بلغها ما قاله أهل الإفك إلى أن نزلت براءتها.
ولما استلبث الوحي وضاق رسول الله صلى الله عليه وسلم صدراً، والمدينة تغلي بهذا الكلام، قام صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ( من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ )، (من يعذرني) قيل: المعنى من ينصرني، والعاذر الناصر، وقيل: من ينتقم لي منه، فقام أسيد بن حضير ، وبعضهم ذكر سعد بن معاذ رضي الله عنه وقد جزم كثيرون بأنه وهم؛ لأن سعداً رضي الله عنه كان استشهاده عقب حكمه في بني قريظة، وغزوة بني قريظة كانت عقب غزوة الخندق، وغزوة الخندق كانت قبل المريسيع، فالذي قام هنا هو أسيد بن حضير رضي الله عنه، ( فقام أسيد بن حضير فقال: يا رسول الله! أنا أعذرك منه )، يعني: أنا أتصرف معه، ثم فصل رضي الله عنه، فقال: ( إن كان منا معشر الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك )، يعني: انظر المناسب.
وورد في بعض الروايات أنه قال: ( إن كان من إخواننا الخزرج فهم أهل أن تضرب أعناقهم )، فرجع لموضوع الخلافات التي كانت قبل أن يكرمهم الله بالإسلام، فتولى الرد عليه رجل صالح سعد بن عبادة بن دليم رضي الله عنه وأرضاه.
قالت: ( فقام رجل من الخزرج، وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه).
فقام رجل من الخزرج، وهو سعد بن عبادة بن دليم رضي الله عنه.
قالت: ( وهو سعد بن عبادة ، وهو سيد الخزرج، قالت: وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية، فقال لـسعد : كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل ).
وهاهنا عائشة رضي الله عنها قالت: ( فقام سعد بن عبادة ، وكان قبل ذلك يرى رجلاً صالحاً )، لا تقصد بذلك بأن سعداً كان يؤيد عبد الله ابن سلول أو غيره فيما قال -معاذ الله- ولكن ما كان يعلم أنه يحامي عن أهل النفاق أو يدافع عنهم، لكنها عذرته فقالت: (احتملته الحمية)، أي: حمية الجاهلية، التعصب للحي والقبيلة والجنس، (فقال للآخر -الذي هو أسيد بن حضير -: كذبت، لا تقتله، ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل )، وكأنه يقول له: أنت تعرف بأن القائل هو
عبد الله بن أبي ابن سلول
، وأن عبد الله ابن سلول من الخزرج، وتعرف بأن القائل حسان بن ثابت ، و حسان بن ثابت من الخزرج، ولو كان بعض هؤلاء أوسياً ما قلت الذي قلت.رمي أسيد بن حضير سعد بن عبادة بالنفاق
قالت: ( فقام أسيد بن حضير ، وهو ابن عم سعد ، فقال لـسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين ).
هنا أسيد قال لـسعد بن عبادة : إنك منافق. فهل يجوز لمسلم أن يقول لمسلم: يا منافق؟ لا ما يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لأخيه: يا كافر، أو يا منافق، أو يا عدو الله فقد باء بها أحدهما )، فلا يجوز لك أن تقول لمسلم: يا كافر، ولا أن تقول له: يا منافق، ولا أن تقول له: يا عدو الله؛ لأن الله تعالى قال: وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ [الحجرات:11]، فالرمي بالنفاق والرمي بالكفر من المصائب العظام، وهاهنا قال أسيد رضي الله عنه لـسعد بن عبادة : إنك منافق، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام أولاً لأنه صادر في حال الغضب، وقد كثر اللغط، كما سيأتي معنا الآن ( فثار الحيان )، وفي بعض الروايات: ( فسل سعد سيفه )، وهذا كله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولاً أسيد قال هذا الكلام في معرض غضب، ثم ثانياً قال هذا الكلام غيضاً وحنقاً لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أن أسيداً رضي الله عنه ما غضب لنفسه، ولا من أجل عرضه هو، وإنما من أجل عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال هذه الكلمة: ( إنك منافق تجادل عن المنافقين )، يعني: أنت يا سعد بن عبادة رضي الله عنك، تعلم بأن المتكلم فيه هو عبد الله ابن سلول رجل مؤصل في النفاق، ليس مرة ولا مرتين وإنما عنده صحيفة سوابق تنوء بحملها الجمال، ومع ذلك أنت تجادل عنه، فلما قال ذلك في معرض الغضب، وقال ذلك غيضاً وحنقاً لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفاعاً عن عرضه الشريف عليه الصلاة والسلام احتمل ذلك منه رضي الله عنه.
تهدئة النبي للأوس والخزرج عند ثورانهم للقتال
قالت: ( فثار الحيان: الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا ).
الحيان أي: القبيلتان، والحي بمعنى القبيلة.
النبي عليه الصلاة والسلام ما زال يشير لهم بيده، ويذكرهم بالله عز وجل، حتى أذهب الله عنهم نزغة الشيطان، وسورة الغضب، وسكتوا رضوان الله عليهم، بعدما صار الأمر كما يقال: قضية رأي عام، طرحها النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، ومعلوم أنه خلال الشهر، أو الخمسين يوماً كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة، ويلقي المواعظ، ويفتي الناس؛ لكنه ما أراد صلى الله عليه وسلم أن يجعل من ذلك الشأن الخاص قضيةً عامة إلا بعدما برح به الحزن، وزاد عليه الغم صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يحسم القضية، خاصةً أن عدو الله عبد الله ابن سلول ما كان مستكيناً ولا ساكتاً، وإنما كان ينمي هذا الخبر ويستوشيه ويزيده بكل الوسائل التي يحصل بها الضرر لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: ( فقام أسيد بن حضير ، وهو ابن عم سعد ، فقال لـسعد بن عبادة : كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين ).
هنا أسيد قال لـسعد بن عبادة : إنك منافق. فهل يجوز لمسلم أن يقول لمسلم: يا منافق؟ لا ما يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لأخيه: يا كافر، أو يا منافق، أو يا عدو الله فقد باء بها أحدهما )، فلا يجوز لك أن تقول لمسلم: يا كافر، ولا أن تقول له: يا منافق، ولا أن تقول له: يا عدو الله؛ لأن الله تعالى قال: وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ [الحجرات:11]، فالرمي بالنفاق والرمي بالكفر من المصائب العظام، وهاهنا قال أسيد رضي الله عنه لـسعد بن عبادة : إنك منافق، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام أولاً لأنه صادر في حال الغضب، وقد كثر اللغط، كما سيأتي معنا الآن ( فثار الحيان )، وفي بعض الروايات: ( فسل سعد سيفه )، وهذا كله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأولاً أسيد قال هذا الكلام في معرض غضب، ثم ثانياً قال هذا الكلام غيضاً وحنقاً لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أن أسيداً رضي الله عنه ما غضب لنفسه، ولا من أجل عرضه هو، وإنما من أجل عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال هذه الكلمة: ( إنك منافق تجادل عن المنافقين )، يعني: أنت يا سعد بن عبادة رضي الله عنك، تعلم بأن المتكلم فيه هو عبد الله ابن سلول رجل مؤصل في النفاق، ليس مرة ولا مرتين وإنما عنده صحيفة سوابق تنوء بحملها الجمال، ومع ذلك أنت تجادل عنه، فلما قال ذلك في معرض الغضب، وقال ذلك غيضاً وحنقاً لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفاعاً عن عرضه الشريف عليه الصلاة والسلام احتمل ذلك منه رضي الله عنه.
قالت: ( فثار الحيان: الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا ).
الحيان أي: القبيلتان، والحي بمعنى القبيلة.
النبي عليه الصلاة والسلام ما زال يشير لهم بيده، ويذكرهم بالله عز وجل، حتى أذهب الله عنهم نزغة الشيطان، وسورة الغضب، وسكتوا رضوان الله عليهم، بعدما صار الأمر كما يقال: قضية رأي عام، طرحها النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، ومعلوم أنه خلال الشهر، أو الخمسين يوماً كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة، ويلقي المواعظ، ويفتي الناس؛ لكنه ما أراد صلى الله عليه وسلم أن يجعل من ذلك الشأن الخاص قضيةً عامة إلا بعدما برح به الحزن، وزاد عليه الغم صلى الله عليه وسلم، وأراد أن يحسم القضية، خاصةً أن عدو الله عبد الله ابن سلول ما كان مستكيناً ولا ساكتاً، وإنما كان ينمي هذا الخبر ويستوشيه ويزيده بكل الوسائل التي يحصل بها الضرر لرسول الله صلى الله عليه وسلم.