خطب ومحاضرات
تفسير سورة الحج [26-28]
الحلقة مفرغة
قال تعالى: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج:26].
هذه الآية وما يأتي بعدها بها سميت السورة بسورة الحج، وابتدأ الله جل جلاله الآية بذكر بناء هذا البيت المقدس، فقال: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ [الحج:26] (بوأنا) جعلناه متبوأً، وكشفنا لإبراهيم عندما أمرناه ببناء الكعبة هذه البنية المقدسة عن أساسه ومكانه حيث كان من أيام آدم.
قال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ [آل عمران:96] فليس لأهل مكة فقط، ولا للعرب فقط، ولا للعجم فقط، بل لكل العالمين: العوالم الماضية والعوالم الآتية وإلى يوم النفخ في الصور.
ولكن لا يأتيه إلا مسلم؛ لأن الحج والعبادة والطاعة وفروع الشريعة لا تقبل إلا بعد الشهادتين، وهو الشرط الأول، فلا بد في كل عمل من نية، ومن لم يكن موحداً فإنه ينوي عبادة عيسى، أو ينوي عبادة العزير، وتلك نية فاسدة، وشرك قائم، فلا عبادة له ولا طاعة له، وبالتالي لا ثواب ولا جزاء ولا شكور.
وكلمة (بوأنا مكان البيت) معناه: أن إبراهيم جدد البيت وبنى قواعده بعد أن اندثر ولم يبق له مكان، وطمس مكان الأساس وموقع البيت فما عاد يعرفه أحد، إلى أن كشف الله لعبده إبراهيم وإسماعيل مكان البيت وأساسه والبقعة التي كان فيها.
قوله: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ [الحج:26] أي: مكان بيت الله الحرام الذي ستجدد بنيته وتعلو الكعبة كما كانت أيام آدم، ولذلك من المعروف أنه ما من نبي من الأنبياء، ولا صالح من الصالحين منذ آدم أبينا وحواء أمنا إلا وطافوا بهذا البيت العتيق، وبهذا البيت الحرام الذي أكرم الله به العرب، وجعله في أرضهم وبلدهم، وفرض على كل الخلق أن يأتوا إلى هنا مرة في العمر طائفين، عابدين، محرمين، ينادون ويجأرون: لبيك اللهم لبيك.
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ [الحج:26] قالوا: جاءت ريح عاصفة كشفت عن الأساس حتى رآه إبراهيم وإسماعيل.
وقال تعالى: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125] وبما أن إبراهيم الأب الأكبر فإن الله يقتصر أحياناً على ذكر اسمه في الآيات، كما في قصة موسى وهارون كثيراً ما يقتصر على اسم موسى، وكان أخوه هارون مؤازراً ووزيراً وشريكاً له.
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا [الحج:26] أي: جعل العبادة عند الكعبة لتكون محوراً للقبلة ومحوراً للطواف، لهذا النوع الفريد من أنواع العبادة الذي لا يكون في مكان إلا فيها.
فقوله: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا [الحج:26] أول شرط: أن تبنى الكعبة على اسم الله وحده، وعلى عبادته وحده، وعلى توحيده وألا شريك به، فالله أمر نبيه إبراهيم بذلك ويأمر غيره بذلك.
وقوله: أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا [الحج:26] أي: لا شركاً جلياً ولا خفياً، فالرياء والسمعة شرك خفي، فاحرص على أن تكون العبادة خالصة لله، فإن الله لا يقبل من العبادة إلا ما كان خالصاً له.
وقوله: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ [الحج:26] جمع طائف، والطواف لا يعرفه إلا من جاء إلى مكة، فلا يعرف الناس في الخارج عبادة سوى الصلاة والصيام والصدقة فقط وما إليها من العبادات، وأما عبادة الطواف فلا تعرف إلا هنا، ولا تكون ولا تصح إلا هنا، والطواف بغير البيت يكون شركاً، وبعض الجهلة يطوف ببعض الأضرحة وهذا بلاء من البلاء لا يجوز، بل يكون شركاً، فنحن لم نؤمر بالطواف إلا عند الكعبة، والطواف بالبيت صلاة لا يكون إلا على طهارة ووضوء، وإن كان يحل فيه الكلام بقلة، وإلا فالطواف مشتمل على أذكار وتوحيد، وعلى ذكر وعبادة.
إذاً: فالطواف بالبيت عبادة كالصلاة.
وقوله: وَالْقَائِمِينَ [الحج:26] جاء تفسير القائمين بالعاكفين كما في سورة البقرة، والقرآن يفسر بعضه ببعض، قلنا: إن القائمين بمعنى العاكفين؛ لأن العاكف هو المقيم والقائم، والمقيم هو المنقطع للصلاة والصيام والطواف، والمعتكفون هم المقيمون للعبادة؛ لتفرغهم لها، ولما ألهمهم الله إياه وقدرهم عليه.
وقوله: وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [الحج:26] الركع: جمع راكع، والسجود: جمع ساجد، أي: للمصلين. ولا يكون الركوع والسجود إلا في الصلاة، ويؤكد هذه الآية ما جاء في سورة البقرة: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125]، والطهارة المطلوبة هي الطهارة الحسية والمعنوية.
أما الطهارة الحسية فهي: أن يكون البيت دائماً نظيفاً من الروائح والأزبال وأوساخ الأطفال، وأن يحرص على ذلك في كل وقت، ونظيفاً من المقيمين فيه، فلا ينبغي أن يدخل المسلمون إليه بألبسة وسخة قذرة، والقضية ليست قضية فقر أو غنى، القضية قذارة أو وساخة، وكان ينبغي أن يمنع الوسخ من دخول بيت الله الحرام؛ لأن مؤسس البيت وبانيها بأمر الله إبراهيم وإسماعيل بتطهير البيت.
والنبي عليه الصلاة والسلام أمر بأن من وجدت فيه رائحة الثوم والبصل أن يمنع من دخول المساجد عموماً، ومن بيت الله الحرام من باب أولى، ومن المسجد النبوي كذلك.
فإذا كان هذا لمجرد رائحة من عشبة طاهرة حلال بتحليل رسول الله عليه الصلاة والسلام لها فكيف بمن يدخل قذراً وسخاً، وفيه روائح الدخان والأوساخ؟! مع أن الماء كثير، وعود الأراك يكاد يكون مجاناً.
إذاً: فهذه القذارة ليست من أخلاق الإسلام، ولا من آداب الدخول لبيت الله الحرام.
قال الله تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27] .
أمر الله إبراهيم بعد إتمامه لبناء بيت الله الحرام أن يؤذن بالحج في الناس، وبيت الله الحرام الكعبة، وهي هذه البنية التي نراها، وما يسمى بحجر إسماعيل هو من الكعبة، ولهذا يطاف عليه، وفي الجاهلية جاءت سيول جارفة فهدمت البيت فقلت بقريش النفقة فاقتصدوا، فلم يبنوا البيت على قواعد إبراهيم، ومن هنا كان الركنان الشاميان لا يمسان؛ لأن هذين الركنين من الكعبة، ولا يتم الطواف إلا من خلفهما.
فقوله: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ[الحج:27] أي: يا إبراهيم أذن وأعلن بالحج، وليكن أذانك ودعوتك ونداؤك بالحج، وبالمجيء والقصد لهذا البيت الحرام، وليعبدوا الله عبادة خاصة عند البيت الحرام، طوافاً ووقوفاً بعرفة, وسعياً بين الصفا والمروة، ومبيتاً بمزدلفة، ووقوفاً عند المشعر الحرام، والبقاء يومين أو ثلاثة أيام أو أربعة أيام في منى، والكل يأتي متجرداً حاسر الرأس، لا يلبسون مخيطاً ولا محيطاً.
قوله: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ[الحج:27] فقال إبراهيم: يا رب! كيف أبلغهم صوتي؟ قال: أنت نادي وأنا أوصلهم صوتك، فصعد على جبل أبي قبيس -ولا يزال يسمى بهذا الاسم- وأخذ ينادي: يا أيها الناس! أطيعوا أمر ربكم: حجوا بيته الحرام، قال: فأسمع الله كل من وجد إذ ذاك، ومن لا يزال في أصلاب الرجال وفي أرحام النساء ممن سيعتمر أو يحج إلى يوم القيامة.
ومن هنا: كان أول شيء نقوله بعد الإحرام والغسل والصلاة ركعتين: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وهذا جواب لنداء إبراهيم عليه السلام.
وقد فعل إبراهيم ما أمر ربه، وقد سمعناه -ولله الحمد- ونحن في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، وجئنا نقول: لبيك اللهم لبيك، لا نريد إلا رضاك ولا نريد إلا رحمتك فتقبلنا، واقبل أعمالنا، وهكذا كل من يكرمه الله بأداء العمرة وأداء الحج أو بهما معاً.
وقوله: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ[الحج:27] جواب الأمر: أنهم سيستجيبون لك ويأتونك، وقد فعل، وقد أتوا والله أعلم بهم، فمنذ أذن إبراهيم بالحج وعند تجديد نبينا عليه الصلاة والسلام للحج كما كان أيام إبراهيم، والناس لا تنقطع عن الطواف بهذه البنية المقدسة لا ليلاً ولا نهاراً، فكل بيوت الله تغلق ليلاً وبعضها يغلق ما بين الصلوات إلا بيت الله الحرام، فلا تغلق أبوابه؛ لأن الطواف لا وقت له، فهو بالليل وبالنهار، وهو في الصيف وفي الشتاء، وهو في الصحة وفي المرض.
وأذكر منذ بضع سنين أن سيولاً جاءت فارتفع الماء إلى أن وصل إلى أبواب الكعبة، فتوقفت الصلاة في الحرم يومين، وعز على الكثيرين أن يروا الكعبة لا يطوف بها أحد، فنزلوا يطوفون سابحين عائمين، وقد أغراهم بعض من أخذ يطوف وهو يحسن السباحة والعوم، فلما نزل بعضهم ممن لا يعرف السباحة غرقوا وماتوا، فاضطر المسئولون أن يمنعوا الطواف؛ لأن الناس تعرضوا للموت.
وقوله: يَأْتُوكَ رِجَالًا[الحج:27] رجالاً: جمع راجل، كصيام: جمع صائم، وقيام: جمع قائم، أي: يأتون على أرجلهم مشاة.
وقوله: وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ[الحج:27] الضامر: هو المضمر من الخيل والإبل والدواب، فهو يهيأ لذلك برياضة خاصة وسياسة خاصة؛ لتبقى البطن مرتفعة، ويبقى قوي الجلد وقوي الحركة؛ ليكون أسرع في المشي، وقطع المسافات بين المدن والأقاليم، فمعناه: يأتوك راجلين وركباناً.
وقوله: وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ[الحج:27] الفج: هو الطريق، والعميق: هو البعيد.
أقوال العلماء في أفضلية الركوب أو المشي في الحج
فمذهب الشافعي : أن الحج راكباً أفضل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حج راكباً، والفضل دائماً بالأسوة النبوية، وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام حج راكباً فالحج راكباً أفضل.
وقال المالكية: ليس الأمر كذلك؛ فالله قدم الرجال على الضامرين، فلما قدم رجالاً على كل ضامر دل ذلك على أن الحج ماشياً أفضل.
وقالوا: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال عند السعي: (أبدأ بما بدأ الله به)، وقال الله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158] فبدأ السعي من الصفا، وهو قد أعطى الأسبقية والأفضلية لما قدمه الله في الآية، وهذا حكمها كذلك.
إذاً: الحج ماشياً له الأفضلية والأسبقية؛ لأن الفعل النبوي في السعي بدأ من الصفا، وأما كون النبي عليه الصلاة والسلام لم يحج ماشياً فهذا يجب أن يكون معروف المعنى؛ لأن من العادة النبوية والهدي النبوي إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما على أمته، فلو حج عليه الصلاة والسلام ماشياً في حجة الوداع التي حج فيها معه مائة وعشرون ألف حاج، وفيهم الشيخ الهرم، والعجوز الشمطاء، والطفل الصغير، وفيهم المريض، فلو حج ماشياً لما استطاع أحد ممن معه أن يحج راكباً، فكيف يحج راكباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحج ماشياً، فهذه قلة أدب، وقلة ذوق، فخير له ألا يحج راكباً ورسول الله على قدميه، ومن العادة النبوية أن يختار الأيسر على أمته، فركب عليه الصلاة والسلام تخفيفاً على من معه من الحجيج، والأمر واضح.
وكان ابن عباس يفضل الركوب في الحج، وفي أخريات أيامه وكان قد أضر في بصره، وضعف في بدنه فقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لحججت بيت الله ماشياً؛ لأنه تأكد له بعد ذلك أن من حج ماشياً أفضل.
وحج الكثير من الصحابة والتابعين والصالحين مشاة، وأكثر من حج ماشياً هم المالكية، ونحن نرى الآن الأفارقة السود ومن يأتي من المغرب العربي من يأتي من هذه البلاد التي تدين بمذهب مالك يأتون مشاة؛ لأنهم يعتبرونه الأفضل.
وليس من الضروري أن يمشوا مسرعين، وإنما يمشون يوماً وليلة ثم يستريحون، أو يمشي كل واحد منهم ما يستطيع ثم يستريح ساعة أو يستريح للأكل والقيلولة وغير ذلك، ومع الأيام يكسبه ذلك قوة ومراناً وصلابة في الأعضاء والعصب، وضموراً في البطن، ويجد راحته في المشي، ولكن الله تعالى لا يكلف أحداً أكثر من طاقته، فما جعل علينا في الدين من حرج.
لقد اختلف أئمتنا وأعلامنا: هل الحج ماشياً أفضل أم الحج راكباً؟
فمذهب الشافعي : أن الحج راكباً أفضل؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام حج راكباً، والفضل دائماً بالأسوة النبوية، وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام حج راكباً فالحج راكباً أفضل.
وقال المالكية: ليس الأمر كذلك؛ فالله قدم الرجال على الضامرين، فلما قدم رجالاً على كل ضامر دل ذلك على أن الحج ماشياً أفضل.
وقالوا: إن النبي عليه الصلاة والسلام قال عند السعي: (أبدأ بما بدأ الله به)، وقال الله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158] فبدأ السعي من الصفا، وهو قد أعطى الأسبقية والأفضلية لما قدمه الله في الآية، وهذا حكمها كذلك.
إذاً: الحج ماشياً له الأفضلية والأسبقية؛ لأن الفعل النبوي في السعي بدأ من الصفا، وأما كون النبي عليه الصلاة والسلام لم يحج ماشياً فهذا يجب أن يكون معروف المعنى؛ لأن من العادة النبوية والهدي النبوي إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما على أمته، فلو حج عليه الصلاة والسلام ماشياً في حجة الوداع التي حج فيها معه مائة وعشرون ألف حاج، وفيهم الشيخ الهرم، والعجوز الشمطاء، والطفل الصغير، وفيهم المريض، فلو حج ماشياً لما استطاع أحد ممن معه أن يحج راكباً، فكيف يحج راكباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحج ماشياً، فهذه قلة أدب، وقلة ذوق، فخير له ألا يحج راكباً ورسول الله على قدميه، ومن العادة النبوية أن يختار الأيسر على أمته، فركب عليه الصلاة والسلام تخفيفاً على من معه من الحجيج، والأمر واضح.
وكان ابن عباس يفضل الركوب في الحج، وفي أخريات أيامه وكان قد أضر في بصره، وضعف في بدنه فقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لحججت بيت الله ماشياً؛ لأنه تأكد له بعد ذلك أن من حج ماشياً أفضل.
وحج الكثير من الصحابة والتابعين والصالحين مشاة، وأكثر من حج ماشياً هم المالكية، ونحن نرى الآن الأفارقة السود ومن يأتي من المغرب العربي من يأتي من هذه البلاد التي تدين بمذهب مالك يأتون مشاة؛ لأنهم يعتبرونه الأفضل.
وليس من الضروري أن يمشوا مسرعين، وإنما يمشون يوماً وليلة ثم يستريحون، أو يمشي كل واحد منهم ما يستطيع ثم يستريح ساعة أو يستريح للأكل والقيلولة وغير ذلك، ومع الأيام يكسبه ذلك قوة ومراناً وصلابة في الأعضاء والعصب، وضموراً في البطن، ويجد راحته في المشي، ولكن الله تعالى لا يكلف أحداً أكثر من طاقته، فما جعل علينا في الدين من حرج.
استمع المزيد من الشيخ محمد المنتصر بالله الكتاني - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
تفسير سورة الحج [1-4] | 2558 استماع |
تفسير سورة الحج [8-16] | 2152 استماع |
تفسير سورة الحج [23-25] | 1990 استماع |
تفسير سورة الحج [58-60] | 1889 استماع |
تفسير سورة الحج [27-28] | 1865 استماع |
تفسير سورة الحج [61-63] | 1849 استماع |
تفسير سورة الحج [32-35] | 1645 استماع |
تفسير سورة الحج [66-72] | 1565 استماع |
تفسير سورة الحج [73-78] | 1523 استماع |
تفسير سورة الحج [5-9] | 1439 استماع |