شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب التيمم - حديث 136-138


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون.

أما بعد:

أيها الإخوة! موعدنا مع باب جديد من الأبواب التي ميز الله تعالى بها هذه الأمة، واختصها به، وشرفها من بين سائر الأمم، ألا وهو باب التيمم.

قال المصنف رحمه الله: [باب التيمم].

التيمم في اللغة هو القصد والتوجه، تقول: يممت فلاناً وتيممته إذا قصدته.

ومنه قوله تعالى: وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ [المائدة:2]، أي: قاصديه.

ومنه أيضاً قوله تعالى: وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ [البقرة:267] أي: لا تعمدوا إلى الخبيث وتقصدوه نفقة.

ومنه قوله تعالى: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]، أي: اقصدوا إلى الصعيد الطيب.

ومن شواهد استعمال التيمم بهذا المعنى، قول امرئ القيس :

تيممتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عال

تيممتها أي: قصدتها.

والرواية المشهورة في كتب اللغة والأدب لهذا البيت: (تنورتها من أذرعات )، لكن هكذا ذكرها الحافظ في الفتح بلفظ: تيممتها من أذرعات، وأذرعات موضع بـالشام .

ومنه قول امرئ القيس نفسه:

تيممت الماء الذي عند ضـارج يفيء إليها الظل عرمضها طامي

والعرمض نوع من النبات، معنى طامي أي: الكثير المرتفع، وقوله: تيممت الماء، أي: قصدته، فمعنى التيمم في اللغة: هو القصد والتوجه.

أما معناه في الشرع فهو: تطهير الوجه والكفين بشيء من الصعيد، أو مسح الوجه والكفين بشيء من الصعيد، والتيمم ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.

فأما ثبوته في الكتاب فلقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ [المائدة:6].

وأما السنة: فإن الأحاديث الواردة في التيمم أكثر من أن تحصر في مثل هذا الموضع، لكن أذكر بعض الأحاديث المشهورة في ذلك.

فمن الأحاديث الواردة في مشروعية التيمم وثبوته، بل هو في سبب مشروعيته وبدايته ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فلما كنا بـالبيداء أو بـذات الجيش -المشهور أنهما موضعان بين مكة والمدينة - انقطع عقد لي فأقمنا على التماسه، والناس ليس معهم ماء، فجاء الناس إلى أبي بكر فقالوا: ألم تر إلى ما صنعت عائشة ؟! حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قالت: فجاءني أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع رأسه على فخذي، فأخذ يطعنني بيده ويقول لي: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قالت: وأنا لا أستطيع أن أتحرك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، قالت: فقال أبو بكر ما شاء الله أن يقول ).

وهذا القول المبهم ورد تفسيره في روايات أخرى أنه عاتبها وقال لها: (في كل مرة تكونين علينا عناء) لأنه سبق أن انقطعت هذه القلادة أو هذا العقد مرة كما رجحه واستظهره بعض الشراح.

قالت: ( فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معهم ماء، نزلت آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير رضي الله عنه: ما هي بأول بركتكم علينا يا آل أبي بكر، قالت: فلما عقلنا البعير وجدنا العقد تحته )، كانوا يبحثون عنه وهو تحت البعير الذي قد أناخوه، فلما ثار البعير وجد العقد الذي تعبوا في البحث عنه تحته.

وهذا هو أول مشروعية التيمم بنزول هذه الآية، والآية التي نزلت على الصحيح هي آية المائدة التي قرأتها قبل قليل: وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [النساء:43]، ويحتمل أن قولها في آخر الحديث: (فتيمموا) يحتمل أن يكون إشارة إلى بعض الآية، ويحتمل أن يكون خبراً عن الناس أنهم تيمموا لما نزلت الرخصة لهم.

ومن السنة أيضاً ما رواه البخاري ومسلم عن أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أقبل من نحو بئر جمل، فسلم عليه رجل فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام حتى أتى إلى الحائط فتيمم ثم رد عليه السلام )، والحديث متفق عليه .

ومن ذلك أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في قصة عمار بن ياسر وعمر :

فعن شقيق رضي الله عنه ورحمه الله قال: ( اجتمع أبو موسى وعبد الله -يعني: ابن مسعود - فقال أبو موسى لـعبد الله بن مسعود : كيف يصنع الرجل إذا لم يجد الماء عشر سنين، أو إذا لم يجد الماء شهراً، أيترك الصلاة؟ قال ابن مسعود : نعم -والكلام في الجنب كما ورد في رواية أخرى: (وهو جنب)- قال: فكيف تصنعون بهذه الآية فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [النساء:43]؟ فقال ابن مسعود رضي الله عنه: يوشك أن رخص لهم في ذلك إذا برد على أحدهم الماء أن يتيمم الصعيد، فقال: ألم تسمع ما قاله عمار لـعمر ؟ قال: إني كنت وإياك في سفر فأجنبنا فتمرغت في الصعيد كما تتمرغ الدابة، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: إنما يكفيك هكذا وضرب بيديه الأرض ثم مسح الشمال على اليمين واليمين على الشمال، ثم مسح بوجهه، ثم مسح الشمال على اليمين واليمين على الشمال، فقال ابن مسعود رضي الله عنه لـأبي موسى : ألم تر أن عمر لم يقنع بقول عمار ؟ فقال له: اتق الله يا عمار، فإني كنت معك ولا أذكر ذلك، فقال عمار رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين! إن شئت لم أحدث بذلك، قال عمر : بل نوليك ما توليت )، يعني: أذن له أن يحدث بهذا الحديث وإن كان عمر لم يحفظه.

فهذه ثلاثة أحاديث من المتفق عليه: حديث عائشة في قصة مشروعية التيمم، وحديث أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة، وحديث عمار بن ياسر في قصته مع عمر رضي الله عنه.

ومنها أيضاً حديث جابر وهو حديث الباب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً )، وسيأتي الكلام عليه.

ومنها شواهد كحديث جابر وستأتي الإشارة إليها، ومنها حديث عمران بن حصين في القصة الطويلة التي سبق الكلام عليها: ( حين ناموا عن صلاة الفجر، فلما استيقظوا بعد طلوع الشمس صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه فوجد رجلاً معتزلاً لم يصل في الناس، فقال له: يا فلان! ما لك لم تصل في الناس؟ فقال: يا رسول الله! أصابتني جنابة ولا ماء، قال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك )، والحديث رواه البخاري ضمن قصة طويلة.

ومن الأحاديث في ثبوت التيمم ومشروعيته حديث أبي ذر وأبي هريرة، وحديث علي الذي ذكره المصنف، وحديث حذيفة، وغيرها من الأحاديث التي يطول المجال بعدِّها.

وأما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على جواز التيمم من حيث الجملة، نقل هذا الإجماع كثير من أهل العلم، كـابن قدامة في المغني، والنووي في المجموع، والشوكاني في نيل الأوطار، وغيرهم من أهل العلم، فإن نقل الإجماع على هذه المسألة مشتهر.

إذاً: فالإجماع قائم ومنعقد على جواز التيمم، وإن اختلفوا في تفاصيل كثيرة من أحكامه.

والتيمم خاصية لهذه الأمة، اختصها الله عز وجل بها من بين سائر الأمم، كما صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ضمن الرخص التي تفضل الله بها علينا، ورفع بها عنا الآصار والأثقال والأغلال التي كانت على من كان قبلنا من الأمم.

أما الأحاديث التي ساقها المصنف: فأولها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي )، والمصنف رحمه الله كعادته اختصر الحديث واقتصر منه على موضع الشاهد، بل إنه لم يذكر من خرج الحديث، والحديث خرجه البخاري في أول كتاب التيمم ولفظه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الشفاعة، وكان الرجل يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )، وفي لفظ: ( وبعثت إلى الناس كافة ).

إذاً الحديث فيه ذكر خصال خمس، اقتصر المصنف منها على الشاهد المتعلق وهو إلى قوله: ( وجعلت لي الأرض مسجداً طهوراً )، وترك بقية الحديث المتعلق بإحلال الغنائم، وإعطاء الشفاعة، وأنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس عامة.

والحديث فيه مسائل وفوائد عظيمة، ولذلك أحببت أن أقف عنده، ونتأنق فيه لما فيه من الفوائد والعطايا والهبات التي منحها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فقوله عليه الصلاة والسلام: (أعطيت خمساً)، ظاهر الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختص بهذه الخمس فقط، وأن خصائصه عن غيره من الأنبياء والمرسلين خمس بناءً على أن مفهوم العدد معتبر، يعنى: ليست أربعاً ولا ستاً، بل خمس.

والصواب: أن العدد لا مفهوم له هاهنا، فما أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك بكثير، ولذلك جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فضلت على الأنبياء بست )، فذكر أربعاً مما في حديث جابر رضي الله عنه، وذكر عليه الصلاة والسلام: ( أنه أوتي جوامع الكلم، وأنه ختم به النبيون).

ويتلخص من ذلك الآن أن الخصال التي توفرت عندنا كم صارت؟ سبع خصال، منها خمس في حديث جابر، وأضيف إليها في حديث أبي هريرة: (أنه أوتي جوامع الكلم، وأنه ختم به النبيون).

وفي حديث حذيفة أيضاً عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فضلت بثلاث -وذكر مسألة الباب- وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء -وذكر الخصلة الثانية وهي- وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، قال: ونسيت الثالثة )، والحديث في مسلم. إذاً صارت الخصال الآن ثمان، فأضيف إليها: (وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة).

وهذه الخصلة التاسعة، وهي الثالثة في حديث حذيفة التي نسيها الراوي، جاء مصرحاً بها في سنن النسائي وابن خزيمة وغيرهما، فإنه جاء في أن حذيفة رضي الله عنه ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فضلت على الأنبياء بثلاث: جعلت لي الأرض مسجداً، وجعلت ترتبها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وذكر الثالثة: وهي أنه أعطي خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، وهي قوله: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ).

فكانت الخصلة التاسعة: هي أن الله عز وجل وضع الآصار والأغلال والأثقال التي كانت موجودة على الأمم السابقة، وخفف عن هذه الأمة بهذه الآيات التي نزلت من كنز تحت العرش، فهذه تسع خصال.

وفي حديث علي الذي أشار إليه المصنف عند أحمد رحمه الله ذكر خصالاً أخرى، منها: أنه صلى الله عليه وسلم سمي أحمد، ومنها أن أمته جعلت خير الأمم، ومنها أن التراب جعل له طهوراً عليه الصلاة والسلام.

وقد جاء في أحاديث أخرى مزايا وخصائص غير ما سبق؛ منها: تخصيصه بالكوثر، وهو نهر وعده الله عز وجل به في الجنة، كما قال: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ [الكوثر:1].

ومنها أنه صاحب لواء الحمد يوم القيامة الذي يحشر تحته الخلق كلهم، آدم ومن دونه كما قال صلى الله عليه وسلم، ومنها أن أمته خير الأمم، ومنها أنه خاتم النبيين، ومنها أنه صلى الله عليه وسلم أوتي مفاتيح الأرض، يعني: خزائن الأرض، ومنها أن الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر إلى غير ذلك.

وقد عدَّ الحافظ ابن حجر في الفتح نحو سبع عشرة خصلة اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، وجمع فيها غيره أكثر من ستين خصلة كما في كتاب شرف المصطفى، وكما في كتاب المقدسي الذي ألفه في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء، وهو كتاب ما يزال مخطوطاً في المكتبة الظاهرية، وينبغي أن يعلم أن هذه الخصائص هي خصائص للنبي صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء، ولأمته على غيرها من الأمم.

ولكن هناك خصائص للنبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء، وهناك خصائص لأمته على غيرها من الأمم، وهناك خصائص له عليه الصلاة والسلام على أمته، وهذه كثيرة جداً، وقد صنف فيها أهل العلم كتباً كثيرة عد منها الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه الذي سماه معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكثر من ثلاثين كتاباً في الخصائص، من أشملها كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي، الذي عد فيه ألف خصيصة، وله شروح ومختصرات، ومنها كتاب الخصائص لـابن حجر، وللبلقيني، وللوادي آشي، ولـابن الجوزي، ولغيرهم من أهل العلم.

خصائصه عليه الصلاة والسلام كثيرة، وفي حديث جابر هذا ذكر منها خمساً لا على سبيل الحصر، قال: ( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي )، يعني: من الأنبياء، ثم بدأ صلى الله عليه وسلم في عد هذه الخصائص التي تميز بها عن غيره من الأنبياء السابقين.

الخصيصة الأولى: النصر بالرعب مسيرة شهر

أما الأولى: فهي قوله: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر )، وفيما يتعلق بنصره صلى الله عليه وسلم بالرعب، يحتمل أن يكون من قبله نصروا بالرعب لكن دون الشهر، أما الشهر وما مسيرة شهر فهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام، فيكون من قبله من الأنبياء مثلاً قد ينصرون بالرعب مسيرة أسبوع، أو عشرة أيام، أو عشرين يوماً؛ لكن لا ينصرون مسيرة شهر، فمسيرة شهر وما فوقه من خواصه عليه الصلاة والسلام.

ويحتمل أن يكون من قبله لم ينصروا بالرعب مطلقاً، وهذا الذي يظهر؛ لأن في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، في مسند الإمام أحمد، وسندها حسن كما ذكره الحافظ ابن حجر، أنه قال: ( نصرت بالرعب ولو إلى شهر )، فهذا يرجح أن المقصود أن النصر بالرعب شهراً فما دونه أيضاً من خصائصه عليه الصلاة والسلام.

وجاء في حديث أبي أمامة عند أحمد أيضاً: ( ونصرت بالرعب يقذف في قلوب أعدائي )، فإذا سمعوا به عليه الصلاة والسلام من مسيرة شهر رعبوا، والرعب بداية الهزيمة لهم.

وهل هذا النصر بالرعب خاص للنبي صلى الله عليه وسلم أم هو عام لأمته؟!

الأمر محتمل، فإن الخصائص المذكورة في الحديث منها ما هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ككونه مبعوثاً إلى الناس عامة، وكإعطاء الشفاعة، ومنها ما هو عام له ولأمته، كما في قوله: ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم )، فإن هذه عامة له ولأمته.

فقوله: ( نصرت بالرعب ) متردد، يحتمل أن يكون خاصاً به كشأن بقية الخصال الأخرى، ويحتمل أن يكون عاماً له ولأمته كشأن الطائفة الأخرى من الخصائص أيضاً.

والذي يترجح لي أن النصر بالرعب عام له صلى الله عليه وسلم ولأمته؛ ولذلك عدد من الأدلة أسوقها في هذا الموضع لأنها إن شاء الله مفيدة وقد لا تأتي فرصة أخرى لسياقها.

فمن المرجحات أن الخصائص التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم -وخاصة الخصائص السبع عشرة- معظمها عام، وذلك كإحلال الغنائم، وجعل الأرض مسجداً وطهوراً، وجعل الصفوف كصفوف الملائكة، وإعطائه الآيات من أواخر سورة البقرة.. وما أشبه ذلك، فإنها عامة له ولأمته، وكذلك إعطاؤه مفاتيح الأرض وخزائن الأرض، فإن هذا عام له ولأمته، فإن من المعلوم أن الفتوح، وتوسع الأمة الإسلامية، وإخضاع الأرض لحكم الله ولحكم الإسلام، إنما تحقق بصورة واسعة في عهود الصحابة والتابعين، ومن جاء بعدهم رحمهم الله أجمعين.

فإلحاق هذه الخاصية بالخصائص العامة أولى؛ لأن الخصائص العامة أكثر.

المرجح الثاني: أن هذا أليق برحمة الله تعالى بهذه الأمة، وقد عودنا الله تعالى رحمته لهذه الأمة ولطفه بها، فهذا أليق برحمته بهذه الأمة، بل وأليق برحمته تعالى للإنسانية بهذه الأمة، كما قال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107].

والمرجح الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطائفة المنصورة وذكر من صفاتهم: ( أنهم لا يزالون ظاهرين على من خالفهم وعلى من ناوأهم، ومنصورين إلى أن يأتي أمر الله )، وفي لفظ: ( لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلا ما يصيبهم من اللأواء ) يعني: التعب.

فمن المناسب جداً أن يكون قوله: ظاهرين على الناس منصورين، يعني: إشارة إلى الرعب الذي يقذفه الله في قلوب أعدائهم منهم، وإن كان عدداً قليلاً.

ومن المرجحات على أن المقصود النبي صلى الله عليه وسلم وأمته: أنه حتى الخصائص التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم فلأمته منها نصيب كبير.

فمثلاً قوله تعالى لنبيه: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ [الفتح:2]، يناسبه أن الله تعالى وعد أمته بالمغفرة في نصوص كثيرة من القرآن والسنة لا يتسع المجال لذكرها، سواء مغفرة بالصلاة، أو بالوضوء، أو بالصيام، أو بالحج، أو بالعمرة، أو بغيرها من الأعمال والمكفرات.

والمرجح الأخير: هو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ثوبان وغيره، وهو حسن بشواهده، أنه عليه الصلاة والسلام ذكر ما تصير إليه الأمة من الوهن، وقال: ( ولينزعن الله المهابة من صدور عدوكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ).

فأشار إلى أن الرعب إنما ينزع من صدور الأعداء إذا تخلت الأمة عن الجهاد وحب الاستشهاد، ومفهومه: أنه ما دامت الأمة مجاهدة مقاتلة في سبيل الله فإن الله تعالى يقذف في قلوب عدوها المهابة منها، والمهابة تشبه الرعب، ولذلك يترجح أن الرعب ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم بل عام له ولأمته.

وهناك مرجح جيد، وهو قول الله عز وجل: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا [آل عمران:151]، فهذا مرجح أيضاً قوي على أن الرعب عام له ولأمته.

الخصيصة الثانية: أن الأرض جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته مسجداً وطهوراً

أما الخصيصة الثانية: فهي قوله عليه الصلاة والسلام: ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ).

وقد جاء لهذا القسم وغيره شواهد عديدة: منها حديث أبي هريرة، وأبي موسى، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند الإمام أحمد في مسنده، وقال عنها الحافظ ابن حجر في الفتح بأسانيد حسان.

فكأن الحافظ حسَّن حديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وحديث أبي موسى، وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حديث عبد الله بن عمرو بن العاص .

فقوله: ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً )، أي: مكان سجود يسجد عليها، والمعنى: أنه له أن يصلي حيث أدركته الصلاة، بخلاف الأمم السابقة فإنهم كانوا يصلون في كنائسهم.

كما في حديث عمرو بن شعيب : ( وكان من قبلنا يصلون في كنائسهم )، وهذا نص على أن الأمم السابقة لم يكونوا يصلون إلا في المكان المخصص للصلاة.

وفي حديث ابن عباس عند البزار قال: ( وكان من قبلي من الأنبياء إنما يصلون في محاريبهم ).

وقوله: (طهوراً) أي: مطهراً؛ ولذلك جاز للمسلم أن يصلي في أي مكان ما دام طاهراً، وجاز له أن يتطهر بالتراب عند الحاجة إلى ذلك، فأما كون التراب طهوراً فقد ورد في أحاديث كثيرة، منها: حديث أبي سعيد الخدري في السنن وغيرها، وسبق، وفي آخره أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خلع نعليه في الصلاة فخلعوا، قال: ( إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر في نعليه، فإن رأى فيهما قذراً فليمسحهما وليصل فيهما )، وهذا دليل على أن التراب مطهر لما يكون في أسفل النعل من القذر.

ومن ذلك أيضاً: حديث أم سلمة رضي الله عنها: ( أن امرأة قالت: يا رسول الله! إني أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقال صلى الله عليه وسلم: يطهره ما بعده )، والحديث رواه أبو داود .

ومن ذلك حديث: ( أن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: يا رسول الله! إن لنا طريقاً إلى المسجد منتنة، فكيف نصنع إذا مطرنا؟ قال: أليس بعدها طريق هي أطيب منها؟ قالت: بلى، قال: فهذه بهذه )، والحديث أيضاً رواه أبو داود .

ومن ذلك حديث عائشة وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور ).

وكذلك حديث الباب في التيمم، فإن التراب طهور لعادم الماء أو لمن لا يقدر على استعماله، وهذا معنى قوله: ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ).

وفي هذا القدر من الحديث مسألتان فقهيتان:

الأولى: هل التيمم مبيح أو رافع؟ هل هو رافع للحدث أو مبيح للصلاة والعبادة؟ هذه مسألة.

والمسألة الأخرى: هل يشترط التراب للتيمم، أم يكفي التيمم بالأرض كلها من تراب أو غيره؟ وأرجئ بحث هاتين المسألتين إلى ما بعد الانتهاء من الحديث، فإن أمكننا في هذه فبها وإلا في الجلسة القادمة إن شاء الله.

الخصيصة الثالثة: حلية الغنائم للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته

ثم قال صلى الله عليه وسلم في الخاصية الثالثة: ( وأحلت لي الغنائم )، وفي لفظ عند مسلم : ( وأحلت لي المغانم )، وهكذا جاء في بعض الروايات في البخاري، وهي جمع غنيمة أو جمع مغنم.

وكان من قبلنا من الأمم إذا غنموا شيئاً جاءت نار من السماء فتحرقه؛ ولذلك قال الإمام الخطابي رحمه الله: كان من قبلنا من الأمم على صنفين: فمنهم من لم يؤذن له بالجهاد أصلاً فلم يغنموا، ومنهم من أذن لهم بالجهاد لكن كانوا إذا غنموا جاءت نار من السماء أكلت هذه الغنيمة.

ويشهد لصحة ما ذكره الإمام الخطابي ما رواه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (غزا نبي من الأنبياء)، وهو من بني إسرائيل واسمه يوشع بن نون، واسمعوا ما قال، والحقيقة أن الحديث يجب أن نقف عنده لأن فيه عبراً، قال هذا النبي لقومه حين غزا بهم: (لا يتبعني رجل بنى بامرأة وهو يريد أن يدخل بها)، يعني: رجل عقد على امرأة ولم يدخل بها، قال: (ولا يتبعني رجل بنى داراً ولم يضع سقفها، ولا يتبعني رجل له إبل وغنم ينتظر ولادها)، يعني: نتاجها، فاشترط ألا يتبعه إلا من فرغوا قلوبهم من جميع الارتباطات الدنيوية، والمشاغل التي تصرفهم عن الجهاد في سبيل الله، ثم مضى هذا النبي، فلما وصل القرية التي يريد بعد العصر نظر إلى الشمس وقال: (أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عنا، فحبس الله تعالى الشمس).

قيل: توقفت، وقيل: رجعت، وقيل: أبطأت، حتى قاتل النبي أهل هذه القرية وانتصر عليهم وغنم منهم، فلما جمعوا الغنائم ووضعوها على الصعيد لتأكلها النار، جاءت النار فلم تأكل منها شيئاً وأبت أن تأكلها، فقال النبي لقومه: (فيكم غلول، ثم قال: ليبايعني من كل قبيلة رجل، فانتدبت كل قبيلة رجلاً يبايع هذا النبي عليه الصلاة والسلام، فلصقت يده بيد رجل يمثل إحدى القبائل، فقال: الغلول فيكم)، ثم قال هذا النبي عليه الصلاة والسلام: (لتبايعني قبيلتك، فبايعته قبيلة هذا الرجل فرداً فرداً، فلصقت يده بيد رجلين أو ثلاثة فقال: عندكم الغلول وفيكم الغلول، فجاءوا له بقدر رأس البقرة من الذهب فوضعوه مع هذه الغنائم فأحرقتها النار)، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث: ( إن الله تعالى علم ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا )، يعني: جعلها طيبة حلالاً، أي: الغنائم.

وهكذا يفعل في القرابين، فإن من كان قبلنا من الأمم إذا قربوا قرابين فتقبلت، جاءت نار من السماء فأحرقتها، كما ذكره كثير من أهل التفسير عند قوله عز وجل: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ [المائدة:27].

أما هذه الأمة فإن الله عز وجل أحل لهم أكل ما يقربون إلى الله عز وجل من الهدي والأضاحي ونحوها.

الخصيصة الرابعة: إعطاء النبي عليه الصلاة والسلام شفاعات لم يعطها غيره

أما الخصيصة الرابعة: فهي قوله عليه الصلاة والسلام: ( وأعطيت الشفاعة )، والشفاعة في اللغة من الشفع وهو ضد الوتر، وذلك أن الشافع ينضم إلى المشفوع له في قضاء حاجته فيصبحون اثنين .

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة في أمور الدين والدنيا، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء ).

فالشفاعة في أمور الدنيا في قضاء الحوائج ودفع المضار والمظالم وغيرها مما لا يضر بالناس مشروعة، وكذلك الشفاعة في أمور الدين كالدعاء للناس، وسؤال الله عز وجل المغفرة لهم وما شابه ذلك من الشفاعة المشروعة.

أما شفاعته صلى الله عليه وسلم فهي تنقسم إلى ستة أقسام:

القسم الأول: الشفاعة لأهل الموقف يوم القيامة لفصل القضاء، وهذا مختص به عليه الصلاة والسلام لا يشاركه فيه غيره.

والقسم الثاني: شفاعته في دخول المؤمنين الجنة، وهذا أيضاً مختص به صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيه غيره.

والقسم الثالث: شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل التوحيد من أمته، ممن لم يعملوا عملاً صالحاً إلا التوحيد، فيعذبون بالنار ثم يشفع لهم صلى الله عليه وسلم فيخرجون منها، وهذه أيضاً خاصة به عليه الصلاة والسلام.

ولذلك جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً)، والحديث متفق عليه عن أبي هريرة .

القسم الرابع من أقسام الشفاعة: شفاعته صلى الله عليه وسلم لقوم من أمته أصحاب معاصي استحقوا النار، أن يسامحهم الله عز وجل فلا يدخلوا النار أصلاً، والفرق بينها وبين التي قبلها، أن التي قبلها لقوم دخلوا النار فيخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، أما الشفاعة الرابعة: فهي الشفاعة لقوم استحقوا النار ألا يدخلوها.

والقسم الخامس: شفاعته صلى الله عليه وسلم لبعض أهل الجنة في رفع درجاتهم.

والسادس: شفاعته صلى الله عليه وسلم لبعض قرابته أن يخفف عنهم العذاب، وهذا خاص بـأبي طالب كما في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن تحت قدميه جمرتين من نار يغلي منهما دماغه، وإنه ليرى أنه أشد أهل النار عذاباً وإنه لأهونهم )، وفي لفظ قال صلى الله عليه وسلم: ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )، وهذه أيضاً خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعلم بذلك أقسام الشفاعة الخاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام.

الخصيصة الخامسة: أن النبي عليه الصلاة والسلام بعث للناس كافة

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ( وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة ) .

وفي لفظ مسلم : ( وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة )، وهذا صحيح، فإن هذا الفهم أن كل نبي من الأنبياء من نوح فمن بعده لم يبعث إلا إلى قومه، هذا هو الصحيح؛ ولذلك نجد أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما ذكر الله تعالى في القرآن، كل نبي يقول الله عز وجل في شأنه: لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ [الأعراف:59]، وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ [الأعراف:80]، وهكذا بقية الأنبياء، فدل على أنهم بعثوا إلى أقوامهم فقط.

وقد يصادف ألا يكون في الأرض كلها إلا قوم هذا النبي، هذا قد يحصل، أما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد بعث إلى الناس كافة وعامة، ولذلك أيضاً جاء في صحيح مسلم : ( وبعثت إلى الأحمر والأسود )، قيل: الأحمر هم العجم، والأسود: العرب، وقيل: الأحمر: الإنس، والأسود: الجن، وعلى كل حال فهو مبعوث صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم وسائر الأمم، وإلى الجن والإنس.. إلى الثقلين.

هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.


استمع المزيد من الشيخ سلمان العودة - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 38-40 4784 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة الجماعة والإمامة - حديث 442 4394 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 57-62 4213 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 282-285 4095 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 727-728 4047 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صلاة التطوع - حديث 405-408 4021 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الصلاة - باب صفة الصلاة - حديث 313-316 3974 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب الوضوء - حديث 36 3917 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الطهارة - باب المياه - حديث 2-4 3900 استماع
شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب فضله وبيان من فرض عليه - حديث 734-739 3879 استماع