الانحراف عن المسيرة الإسلامية


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

موضوعنا اليوم هو: باب الانحراف في المسيرة الإسلامية ونتائجه.

إن المسيرة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي هي الأمل الذي ينعقد عليه الرجاء في إعادة الحياة الكريمة لهذا العالم، وعليه ينعقد الرجاء لحل مشاكل العالم الذي دمره القلق والصراع، وتسلط عليه شياطين الجن والإنس.

ولقد جرب عالمنا الإسلامي مختلف الأنماط في عصره الحاضر، وتسلطت على رقابنا جماعات وأحزاب وعدتنا بأنها ستعيد إلينا عزتنا ومجدنا، وأنها ستنهي مشاكلنا الاقتصادية، وأنها ستجمع شملنا وتوحدنا، لكنا إذا نظرنا اليوم إلى حالنا فإننا لا نرى إلا فرقة وانقساماً، نرى الأمة الواحدة أصبحت أمماً، والدولة الواحدة أصبحت دولاً، وازداد الفقر والتعاسة في كثير من ديار المسلمين هنا وهناك، لقد فشل دعاة الوطنية والقومية، وفشل من بعدهم الاشتراكيون والبعثيون، ولم يبق إلا الإسلام.

لقد نجح الإسلام في الماضي عندما حكم هذه الديار في إيجاد مجتمع مثالي في عالم البشر، ولقد أوجد كياناً سعدت به البشرية، وترعرعت في جنباته الفضائل والقيم الصالحة، وتناسى المسلمون في ظله العصبيات للأقوام والأجناس والأوطان، وكان ولاؤهم فيه للحق، ثم ضيع المسلمون دينهم وتركوه إلى عادات موروثة، وفلسفات وتوجيهات وافدة، فكانت ضياعاً ودماراً، وكانت فرقة وشتاتاً، وكان التسلط من الأعداء، وحصلت الهزائم العسكرية والفكرية والاقتصادية.

ثم صحا المسلمون من جديد في هذا العصر، فحاولوا أن ينظموا صفوفهم، ويلتمسوا طريقهم؛ ليحملوا الراية من جديد، ولكن الطريق مليء بالصعاب، ومحفوف بالمخاطر، فالأعداء المتربصون بنا من كل جانب يرقبون حركاتنا، ويقرءون كتاباتنا، ويدرسون فكرنا، ثم يأتمرون ويخططون، فيرسلون إلينا سهامهم، وبعض سهامهم رجال من هذه الأمة، كي يفرقوا ويقتلوا ويدمروا، وقد أصيبت جموع كثيرة من رجال الدعوة بسهام الأعداء ومكرهم وخديعتهم، وكذلك الجهل والمرض الذي يعاني منه المسلمون في مختلف بقاع العالم الإسلامي، فإنه يؤخر المسيرة، ويضعف الصف، ويجعلنا نعاني معاناة هائلة ونحن نشق طريقنا إلى الأمام، وأخطر من ذلك كله الانحراف الذي يصيب المسيرة من داخلها، فذلك أخطر ما تعاني منه المسيرة الإسلامية.

إن نجاح المسيرة في أن تتبوأ مركز القيادة والتوجيه، وتعيد للأمة دورها في عالمنا، مرهون باستقامتها على المنهج الصحيح، فانحرافها عن الطريق المرسوم يجعلها لا تصل إلى الهدف المنشود، وإذا وصلت فإنها ستصل بعد زمن طويل؛ بسبب طول الطريق الذي سببه الانحراف.

إن نجاح المسيرة يتحقق بأمرين: الأول: الهداية إلى الصراط المستقيم، وذلك يكون بالتعرف عليه، ومعرفة حدوده وأبعاده، وقد شرع الله لنا أن ندعوه دائماً أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، فنحن دائماً نردد في صلاتنا وفي خارج صلاتنا اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7]، وكان المعصوم صلوات الله وسلامه عليه عندما يقوم من الليل يسأل ربه الهداية قائلاً: (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).

الثاني: اتباع هذا الصراط المستقيم وعدم الميل عنه يميناً أو شمالاً، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]، والاستقامة على الطريق أمر في غاية المشقة والصعوبة؛ ذلك أن النفس الأمارة بالسوء، والدنيا المليئة بالمغريات، وشياطين الجن والإنس، كل أولئك يحاولون أن يحرفوا المسيرة، وأن يحرفوا العاملين بها عن الدرب القويم، ولذلك كانت أشق آية أنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول ابن عباس هي: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [هود:112].

إن المزالق التي تحرف عن الصراط المستقيم كثيرة، فطرق الباطل لا تحصى ولا تعد، وقد خط الرسول صلى الله عليه وسلم في الرمل خطاً، وخط عن يمين ذلك الخط وشماله خطوطاً، ثم أشار إلى ذلك الخط المستقيم وقال: (هذا صراط الله مستقيماً)، وأشار إلى تلك الخطوط المنحرفة ذات اليمين وذات الشمال وقال: (هذه السبل على كل سبيل فيها شيطان يدعو إليه)، ووصف هذا بمثال آخر فقال: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور ملقاة، وداع يدعو من فوق الصراط يقول: أيها الناس! ادخلوا الصراط ولا تعوجوا، وداع يدعو من جوف الصراط كلما أراد أحدهم أن يفتح باباً من تلك الأبواب يقول: ويحك لا تفتحه؛ إنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام، والأبواب محارم الله، والداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من جوف الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم).

فانحراف المسيرة يأتي من أحد هذين الأصلين: إما من جهل الصراط المستقيم وعدم العلم به، وهذا هو الضلال، ومن هنا أُتي النصارى الذين سماهم الله بالضالين؛ إذ عبدوا الله على جهل، وإما أن يأتي من عدم الاستقامة عليه واتباعه مع العلم به، وهذا حال اليهود الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه، ولذلك سماهم الله بالمغضوب عليهم.

وأما حال الذين أنعم الله عليهم فهو معرفة الحق واتباعه، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7].

إنّ من نعمة الله علينا أن الصراط المستقيم الذي ينبغي أن تسلكه المسيرة الإسلامية واضحة معالمه معروفة حدوده، محصور في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله، وسنتي).

وقد حفظ الله دينه من التغيير والتبديل والضياع فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، وهذا الدرب لن يخلو من السالكين؛ مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم إلى أن يأتي أمر الله وهم كذلك).

فالصراط المستقيم تعاليمه محفوظة في الكتب وفي الصدور، وهو متمثل في رجال وجماعات متناثرة في جنبات عالمنا اليوم، فإذا طلبنا السير في هذا الطريق القويم فإننا سنهتدي بحول الله وقوته، وسنصل إلى الهدف المنشود إن شاء الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69].

إن التنازل عن شيء من الإسلام يعد انحرافاً، فالصراط المستقيم هو الإسلام، والإسلام هو دين الله الذي أنزله ليحكم بين عباده، وليهيمن على حياة البشر في كل شأن من شئونهم: في الحكم، والتشريع، والتربية، والتعليم، والإعلام، والاقتصاد، والعلاقات بين الأفراد، وبين الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم.

إنّ طائفة من البشر يريدون أن تكون كلمتهم هي العليا في ذلك كله، ويريدون من دعاة الإسلام أن يقصروا جهودهم على أجزاء من الإسلام كالعبادات والأمور الأخلاقية، ويرفضون أن يمتد الإسلام ليهيمن هيمنة كاملة على الأفراد والمجتمعات، وبعض الذين يتصدون للعمل الإسلامي قد يساومون في هذه القضية، ويرضون بصفقة تعطيهم الحق في دعوة الناس إلى شيء من دينهم، وبالتالي سيسكتون عن أشياء كثيرة، ومع مرور الزمن ينسون أن هذه الأشياء التي تركوها هي من الدين، وبذلك تنحرف المسيرة الإسلامية.

وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من هذا المنهج، وسمى الذين لا يريدون هيمنة الإسلام على الحياة بالظالمين؛ لأنهم ظلموا أنفسهم وظلموا البشر معهم عندما عارضوا منهج الله تعالى، ومنعوا الناس من هذا الخير والنور، وجلبوا لهم الدمار والخراب الذي يحل بالظالمين، وقد حذر الله دعاة الإسلام من الركون إلى الظالمين فقال: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ [هود:113].

يقول صاحب (الظلال) في تفسير هذه الآية: لا تستندوا ولا تطمئنوا إلى الذين ظلموا من الجبارين والطغاة الظالمين أصحاب القوة في الأرض، الذين يقهرون العباد بقوتهم، ويعبّدونهم لغير الله من العبيد، لا تركنوا إليهم؛ فإن ركونكم إليهم يعني إقرارهم على هذا المنكر الأكبر الذي يزاولونه، ومشاركتهم في إثم ذلك المنكر الكبير.

يحاول أصحاب السلطان دائماً إغراء أصحاب الدعوات؛ كي يتنازلوا عن شيء من دعوتهم، وذلك بالترغيب حيناً وبالترهيب أحياناً، وقد عرضت قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم المال والنساء والملك؛ كي يخفف من دعوته، ويتخلى عن شيء من مبادئه ورهبته بالقتل والإخراج من الأرض.

وقد يحاول بعض أصحاب السلطان التوصل إلى حل وسط مع أصحاب الدعوات، فقد عرضت قريش على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم يوماً ويعبدوا إلهه يوماً، وقد يطلبون بعض التعديلات الطفيفة على منهج الداعية وأسلوبه، وقد يعرضون عليه التخلي عن بعض أتباعه؛ كي يجالسوه ويتبعوه ويسيروا معه، والجواب على هذا واضح لا غموض فيه وهو: أننا لا نتخلى عن شيء من الحق، ولا نهادن في الباطل، ولا نستجيب للمطالب الظالمة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:1-6]، وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28].

إن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية الطريق، وصاحب الدعوة الذي يقبل التسليم في جزء منها ولو يسيراً، ويقبل إغفال طرف منها ولو ضئيلاً، لا يملك أن يقف حيث سلم أول مرة؛ لأن استعداده للتسليم يتزايد كلما رجع خطوة إلى الوراء، وأصحاب السلطان يستدرجون أصحاب الدعوات، فإذا سلموا في الجزء فقدوا هيبتهم وحصانتهم، وعرف المتسلطون أن استمرار المساومة وارتفاع السعر ينتهيان إلى تسليم الصفقة كلها، والتسليم في جانب ضئيل من جوانب الدعوة لكسب أصحاب السلطان إلى صفها هو هزيمة روحية؛ لأن فيه الاعتماد على أصحاب السلطان في نصر الدعوة، والله وحده هو الذي يعتمد عليه المؤمنون في دعوتهم، ومتى دبت الهزيمة في أعماق القلوب فلن تنقلب الهزيمة نصراً.

لقد امتن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أن ثبته على ما أوحى إليه وعصمه من فتنة المشركين له، ووقاه الركون إليهم ولو قليلاً، ورحمه من عاقبة هذا الركون، وهي العذاب في الدنيا والآخرة مضاعفاً، وفقدان المعين والنصير، وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا [الإسراء:73-75] .

لقد وقع في هذه الفتنة رجال كانوا يتصدرون العمل الإسلامي، كانوا ملء السمع والبصر، فبعضهم أغراه الترغيب والمغنم العاجل القريب، وبعضهم أخافه الترهيب، وبعد سنوات من سقوطهم في الفتنة أصبحوا طبولاً جوفاء تسبح بحمد الظالمين، وأرادوا أن يجروا المسلمين إلى مسارهم المظلم، ولكن الدعوة سارت في طريقها وخلفتهم وراءها، واليوم هناك رجال يبدو من فلتات لسانهم ركون إلى الذين ظلموا، وذلك في حديثهم اللين مع الظالمين -نسأل الله لنا ولكم العصمة- ولكن دعوة الله سائرة، وكل ما يحدث أننا سنحزن على الذين يسقطون في المسيرة، ولكننا لن نرضى أن تنحرف المسيرة.

إن غاية هذه الدعوة أن يهيمن الإسلام على هذه الحياة في الحكم والتشريع، وفي التعليم والتربية والاقتصاد والسلم والحرب، ونحن لا نرضى بغير ذلك، ولا نساوم أبداً في هذه القضية، فإن استجاب الحكام لهذا فوالله إن في ذلك سعادتهم في الدنيا والآخرة، وإن أبوا إلا الأخرى صبرنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم، ولكن لن نلتقي في منتصف الطريق، ولن نتنازل عن شيء من دعوتنا، فقد حذرنا الله من ذلك، ونخشى إن فعلنا ذلك أن تمسنا النار، قال الله تعالى محذراً من ذلك: وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [هود:113]، وقال: لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [الإسراء:74-75].

لا توجد الهداية إلا في الإسلام، وأصحاب المبادئ الظالمة الجائرة، وأصحاب الأديان المحرفة يزعمون أنهم يملكون الهداية، وأنهم يملكون تخليص الناس من الشقاوة والحيرة، فالفلاسفة في القديم والحديث يدعون ذلك، واليهود والنصارى يدعون ذلك، ورجال الفكر والتربية وعلماء النفس في الغرب والشرق يدعون ذلك، ونحن نقول في مواجهة ذلك كله: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى [البقرة:120].

فلا هداية للبشرية من ضلالها وشقوتها إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والبشرية في أثناء مسيرتها فقدت الهداية، واستمداد الهداية من غير دين الله الخاتم كفر وضياع، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [آل عمران:100-101].

وإذا صُنَّا هذه الحقيقة التي صرح بها كتاب ربنا إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى فقد فرنا على أنفسنا جهوداً كثيرة في تلمس الهداية في الكتب السماوية المحرفة، وفي نظريات البشر وأفكارهم المتضاربة المتعارضة، وسرنا في الطريق المرسوم ندعو البشرية إليه، ونحاكم علومهم وعقائدهم إليه، وإذا ما جاءونا يعرضون علينا بضاعتهم رفضناها بعنف؛ لأننا نعلم أن في بضاعتهم دخن، وهم لا يرضون منا إلا أن نأخذ بها، وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ [البقرة:120].

وقد أوقف الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الانحراف بعنف، وقال فيه كلمة الفصل بلا غموض ولا لبس، روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن ثابت قال جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! إني مررت بأخ لي من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن ثابت فقلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر : رضينا بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، قال: فُسريَ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والذي نفس محمد بيده! لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين).

إننا نرفض ما يسمى بمؤتمرات التقريب بين الأديان التي تعقد في شتى أنحاء العالم، ويحضرها علماء مسلمون يبحثون في الالتقاء والتقارب بين الإسلام والنصرانية، ويبحثون في إزالة سوء التفاهم بين الإسلام والنصرانية، إننا نرفض هذه المؤتمرات؛ لأنها تضع الإسلام الدين الحق والنصرانية الدين المحرف الباطل في مرتبة سواء، نرفضها لأن الإسلام جاء مهيمناً على النصرانية وغيرها من الأديان، وليس هناك مجال للتقريب بين دين محرف مغير مبدل وبين الدين الحق.

إننا نقف في مجامع النصارى لا لنبحث في دينهم الباطل؛ وإنما لنقول لهم: دعوا هذا الدين الباطل المحرف، ودعوا الشرك والكفر بالله، وتعالوا إلى الدين الذي بشر به موسى وعيسى، وهو دين الله الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

إننا نعد قبول علماء المسلمين لعقد مثل هذه المؤتمرات انحرافاً يضر بهم وبدينهم وبعقيدتهم، ولا يستفيد منه إلا الذين قالوا اتخذ الله ولداً، لأنهم بذلك يجرونا إلى باطلهم، ويوقعونا في شباكهم، ففي عام واحد عقدت ثلاثة مؤتمرات للبحث في الالتقاء والتقارب بين الإسلام والنصرانية، وقد أمَّ هذه المؤتمرات مئات من علماء المسلمين.

ففي شهر إبريل سنة 1974م عقد مؤتمر من هذا النوع في باريس التقى فيه علماء دين سعوديون ورجال فكر أوروبيون؛ للبحث في التقارب بين الإسلام والمسيحية، وزار الوفد السعودي الفاتيكان وألقى هناك محاضرتين، وقد مهد لهذا المؤتمر منذ عام 1972م، وقد وصفت الصحف هذا المؤتمر بأنه مهم.

وفي شهر سبتمبر من العام نفسه 1974م انعقد المؤتمر الإسلامي المسيحي في مدينة قرطبة، وقد كانت مهمة هذا المؤتمر تقريب وجهات النظر بين العالمين المسيحي والإسلامي، ودراسة تزايد موجة الابتعاد عن الدين التي يواجهها الشباب المسلمون والمسيحيون، وكذلك السعي من أجل إزالة الخلافات وسوء الفهم الذي قد يكون قائماً بين الدينين بالنسبة للمعنيين بالأمر والرأي العام.

وفي شهر نوفمبر من هذا العام أقيم المؤتمر المسيحي الثالث في مدينة تونس، وقد عقد مؤتمر إسلامي في مدينة لاهور في باكستان في شهر فبراير في هذه السنة 1974م، ومع كونه مؤتمراً إسلامياً خالصاً إلا أنه حضره ممثلون مسيحيون من لبنان، وقد أشاد المؤتمر بالتعاون الإسلامي المسيحي، وهذه المؤتمرات لم تكن الأولى ولا الأخيرة فقد عقدت قبلها مؤتمرات وبعدها مؤتمرات على النمط نفسه، وقد تحدث عن شيء من بلايا هذه المؤتمرات الباحث المجيد محمد محمد حسين في كتابه: (حصوننا مهددة من الداخل) عندما كشف عن الزيف والدجل في المؤتمر الإسلامي المسيحي الذي دعت إليه إحدى الجامعات الأمريكية ومكتبة الكونجرس الأمريكي في صيف عام 1953م، ونشرت قسماً من بحوثه مؤسسة (فرانكلين) الأمريكية، كما كشف الأهداف الخبيثة لذلك المؤتمر.

إن بعض الذين يؤمون تلك المؤتمرات لا يدركون الدسيسة والمكيدة التي أوقعهم أعداؤهم فيها، وآخرون يعلمون ذلك لكنهم يريدون للإسلام والمسلمين شراً، وعندما يوجه إليهم اللوم لا تكون إجابتهم إلا كإجابة إخوانهم من قبل.

ومما يعصم العبد في تصرفاته وأعماله في حياته الدنيا: أن يكون خائفاً من ربه سبحانه وتعالى، فيراقب الله جل وعلا في أعماله وتصرفاته؛ لأنه يعلم أن الله ينظر إليه ويراقبه؛ فيخشى غضبه وانتقامه، ويحذر أن يقابل ربه سبحانه وتعالى بمعصية أو إثم فيستحق عذاب الله سبحانه وتعالى.

إن المؤمن الصالح التقي دائماً يراقب الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاته، ولا يراقبه في صلاته وصيامه وزكاته فحسب؛ وإنما يراقبه في كل عمل من الأعمال، أقول هذا بمناسبة ما يدور في الكويت اليوم حول انتخابات مجلس الأمة، وما تشغل به الصحافة نفسها، وما يشغل الناس به أنفسهم في هذه الأيام.

وفي مثل هذا ينبغي للمسلم الذي يؤم بيت الله، والذي يوجه وجهه إلى الله سبحانه وتعالى أن يكون مراقباً لله سبحانه وتعالى، خائفاً منه عز وجل.

وبمناسبة ما يدور في الكويت حول الانتخابات أؤكد على قضيتين:

القضية الأولى: أن كثيراً من الذين يتقدمون لهذا ليسوا أهلاً له، وفي الإسلام لم يكن الناس يتقدمون ويطلبون المناصب، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرد كل من جاء يطلب منصباً، ويقول له: (إنا لا نولي عملنا هذا من طلبه ولا من حرص عليه) وهذه قاعدة في الإسلام.

والديمقراطية التي يتغنى بها المجتمع الأوروبي جعلت الناس يتقاتلون على المناصب، ويبذلون في سبيل ذلك أموالاً طائلة، ويهدرون أوقاتاً كبيرة، وأما في الإسلام فإن الناس يتعففون عن المناصب، فلا يطلبونها ولا يحرصون عليها، فإذا طلبوها وحرصوا عليها كان ذلك نقطة سوداء في تصرفاتهم وفي أعمالهم، وتجعل قيمتهم تنخفض في المجتمع الإسلامي وعند المسلمين.

لكن إذا كان لا بد من أن يتقدم الناس على الطريقة التي يسير الغرب عليها فينبغي ألا يتقدم إلا رجل مؤمن يسير على المنهج الذي يريده الله سبحانه وتعالى، وفق ما يشاء الله عز وجل؛ لتحقيق الخير للإسلام والمسلمين.

ثم هو في تصرفاته وأعماله لا يصدر عنه ما يسوء، فبعض الناس الذين يتقدمون يدعون لأنفسهم ما ليس فيهم باسم الدعاية الانتخابية، مع أنها لا تؤثر، وهذا أمر سيسألهم الله سبحانه وتعالى عنه، فهم يزكون أنفسهم، والله سائلهم عن تزكيتهم لأنفسهم.

وبعضهم يدفعون أموالاً لمن يصوت لهم وينتخبهم، وهذه رشوة، وهذا مال حرام وسحت يدفعونه باطلاً، فسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى عليه.

وتجدهم يغتابون زملاءهم ويحطون من قيمتهم وينشرون فضائحهم وأخبارهم، وهذه غيبة تنافي الخُلُق الإسلامي، وتنافي الأحكام الإسلامية التي ينبغي أن يلتزم بها المسلمون.

القضية الثانية: أن الذين سيتقدمون ليدلوا بأصواتهم إذا كان الذي يدفعهم لذلك العصبية للقبيلة أو للأسرة أو للمنطقة، أو لهوى أو لمال، أو لمنصب يتوقعونه من هذا وذاك، فنقول لهم: هذه أمانة ستسألون عنها عندما يعرض العباد على رب العباد، وسيقال لكل واحد منكم: كيف قدمت فلاناً؟ فإذا قلت: هذا الذي أعتقد أنه أتقى هؤلاء الذين نزلوا لهذه المهمة، وكانت نيتك وقصدك كذلك نجوت، وإن لم يكن الأمر كذلك فستحاسب.

وقد قلت في البداية: إن الرجل الذي يتقدم لأي منصب أول شرط فيه أن يخاف الله ويخشاه، وأن يلتزم بشريعة الله سبحانه وتعالى، وأن يريد الخير للإسلام والمسلمين، فإذا كانوا كلهم بهذه الصفات فإننا نفاضل بينهم: من الأقوى ديناً وأمانة، فإذا كان الأقوى هو فلان قدمناه؛ لقوله تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [القصص:26].

فهناك صفتان ينبغي أن يتوفرا فيمن يتقدم لذلك وهما: القوة والأمانة، والقوة هنا تتمثل في فهم الأمور، ومعرفة التصرفات، ومعرفة كيف تجري أمور الدولة وشئون السياسة، وما الذي ينفع الإسلام وما الذي لا ينفعه، فعلى المرء أن يضبط لسانه، فيعبر به عما يريد، فلا يريد إلا الحق، ولا يميل مع الهوى ولا يميل لدنيا، وإنما يقول كلمة الحق؛ لأنها ترضي الله سبحانه وتعالى، فيختار الرجل الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بالقوة والأمانة، فالله يقول: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:58].

قال علماء التفسير: معنى أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ، هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فوضع الرجل في غير مكانه خيانة للأمانة.

فالوظيفة والمنصب أمانة فأعطوا ذلك من يستحقه، ولا تعطوه من لا يستحقه فإن الله سائلكم عن ذلك، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ [النساء:58]، فاختيار الأتقى والأورع هو لمصلحتك ولمصلحة الناس، وإن لم يكن من الأسرة أو العشيرة أو المنطقة، فاختياره لتقواه وورعه ينال بذلك المسلم أجراً يدوم خيره ويستمر، فسيجد الإنسان أجر ذلك عند ربه يوم القيامة، وإلا فسيكون كمن يسعى إلى حتفه بظلفه، فيجلب لنفسه بلاء وإثما.

ً فالقضية تحتاج إلى تقوى وورع وما أصاب المسلمين اليوم إلا أنهم خالفوا أمر الله سبحانه وتعالى فأدوا الأمانة إلى غير أهلها، وقد سأل سائل الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: (يا رسول الله! متى الساعة؟ فسكت عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: أنا يا رسول الله! قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها يا رسول الله؟! قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).

فإذا كان الأمر موكلاً إلى المسلمين الذين يؤمون بيوت الله وكان لهم في ذلك خيار، فينبغي عليهم أن يختاروا الأتقى والأقوى والأكثر أمانة، وينبغي للمسلم أن يتجرد لله في اختياره فلا يدخل في اختياره هوى، ولا مصلحة دنيوية، ولا قرابة دم أو نسب، ولا صداقة، وإنما يختار الأورع والأتقى، ولو كان المرشح أباً أو أخاً أو ابن عم، فالقضية قضية إيمان وتقوى وحرص على طاعة الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى سائلنا عن ذلك.

وأما أن يدعى الإسلام، والكلام فيه، والحديث عنه ثم عندما يأتي المحك لا يستطيع أن يخالف رأي قريبه في طاعة الله عز وجل فالقضية لا تكون بهذا الشكل.

وإذا تقدم رجل قريب لهذا المنصب ويكون أخاً أو أباً وهو لا يتوضأ ولا يصلي لله ولا يتوجه إلى بيوت الله، ولا يتوجه شطر البيت الحرام، ولا يفتح كتاب الله، ثم تضعه في هذا المكان فماذا تنتظر منه؟

وماذا ينتظر من مثل هذا الرجل إلا أن ينادي غداً بإباحة الخمر والاختلاط بين الرجال والنساء، وأنت تتحمل هذه الجريمة، وعندما يوافق على إقصاء شريعة الله عن الحكم، وأنت تتحمل هذه الجريمة، وتنال شيئاً من وزره، ويحاسبك الله سبحانه وتعالى على ذلك؛ لأنك أنت الذي تسببت في حصوله على هذا المنصب، فإذا كنت مسلماً فقل من البداية لا أفعل ذلك ولا أختارك، فهناك من هو أتقى منك، وهذا حكم ينبغي أن يكون في جميع تصرفات المسلمين. في حياتهم، فإذا ما رضي رضي لله سبحانه وتعالى، وإذا ما غضب غضب لله، وإذا ما أحب أحب لله سبحانه وتعالى، وإذا ما أبغض أبغض لله، وهذا أساس الدين: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة:22]، وكما يقول ابن عباس : وهل الإيمان إلا الحب في الله والبغض في الله. فهذا هو أساس الدين الذي يسير عليه المسلم، فعندما يفعل الفعل فإنه يفعله لأن الله يحبه، وعندما يحب فلاناً إنما يحبه لأنه يحب الله سبحانه وتعالى ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم، كذلك الأعمال والأقوال، فهذا مبنى حياة المسلمين وطريقتهم، إلا أن بعض المسلمين متناقض، فإنه يأتي بيت الله يقرأ القرآن ويذكر الله سبحانه وتعالى، فإذا جاءت الأمور العملية التي يخالف فيها رأي فلان حكم الله إذا به يختار رأي فلان وما يحبه ويريده فلان، سبحان الله العظيم! فهذا التناقض قائم في حياة الناس، ومشكلة المسلمين اليوم أن حياتهم مليئة بالتناقضات في تصرفاتهم وفي أعمالهم، وهذا شر ومرض ينبغي أن يتخلصوا منه، وهو جزء من النفاق العملي الذي يعيشه المسلمون، فهناك نفاق عملي، فهناك فارق بين ما يقوله المسلمون وما يتحدثون عنه وما يعتقدونه وبين تصرفاتهم وأعمالهم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.


استمع المزيد من الدكتور عمر الأشقر - عنوان الحلقة اسٌتمع
النجاة من الفتن 2409 استماع
كيف تستعيد الأمة مكانتها 2298 استماع
فتاوى عن الجماعات الإسلامية والجهاد 2291 استماع
أضواء العمل الإسلامي 2213 استماع
اليوم الآخر 2191 استماع
إخلاص النية 2161 استماع
مع آيات في كتاب الله 2141 استماع
أسباب الجريمة وعلاجها 2124 استماع
قيمة الاهتمام في زيادة الإيمان 2105 استماع
فتن هذه الأمة 2098 استماع