خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/212"> الدكتور عمر الأشقر . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/212?sub=60317"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
قيمة الاهتمام في زيادة الإيمان
الحلقة مفرغة
ومن موانع الصرف التركيب المزجي، ووزن الفعل والتأنيث بغير الألف والعجمة، وذلك مع العلمية، فإذا اجتمعت واحدة من هذه العلل مع العلمية منعت العلم من الصرف.
إن الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
مما ترويه كتب السنة أن الصحابي الجليل أبا الدرداء كان جالساً في مسجد دمشق، فجاءه رجل من أهل المدينة، فقال له: يا أبا الدرداء ! جئتك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بي من حاجة إلا أن أسمع منك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ومن سلك طريقاً يلتمس به علماً يسر الله له به طريقاً إلى الجنة).
رجل يخرج مسافراً يقطع الفيافي والقفار، مسافات شاسعة لا يخرجه من بيته ويجعله يتحمل أعباء السفر إلا أن يسمع أحاديث قالها الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبشره صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الطريق الذي سلكه في خروجه من بيته لطلب العلم إنما هو طريق يوصله إلى جنة الله تبارك وتعالى.
وفي حادثة أخرى في إحدى المعارك يخطب الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري في المسلمين قبيل المعركة، فيقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف)، فيقول رجل من المقاتلين يسمعه: أأنت سمعت هذا يا أبا موسى من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم، فيذهب إلى قومه فيقول: أقرأ عليكم السلام، ثم كسر غمد سيفه، ومشى إلى الأعداء فقاتل حتى استشهد في سبيل الله، وقد فعلها من قبله في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عمير بن الحمام ، الشاب الذي قاتل في معركة بدر عندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الجنة تحت ظلال السيوف فقال: بخٍ بخٍ يا رسول الله ! قال: وما يحملك على أن تقول بخٍ بخٍ؟ قال: يا رسول الله! لا والله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها)، وكان يأكل تمرات في يده، فقال: لئن عشت حتى آكل هذه التمرات، إنها لحياة طويلة.
ولو ذهبت أحدثكم عن مثل هذه الأحاديث التي تبين نوعية هذه الاهتمامات التي كان يهتم بها المسلمون لطال الحديث، لقد كانت اهتمامات عالية في القمة، ما كان المسلمون يضيعون أوقاتهم في أمور تافهة، ولا يضيعون أموالهم في أمور حقيرة، وإنما كانت همتهم جنة الله تبارك وتعالى، هذا هو الهم الأكبر الذي يسخرون من أجله أموالهم ويسخرون من أجله أنفسهم، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ [التوبة:111] هذا هو الثمن، يبيعون النفس والمال ويقبضون الجنة.
هذا هو الاهتمام الكبير، والجائزة كانت معروفة عند المسلمين، عندما يقال: فلان عالي الهمة، فيقولون: إذاً:لا يرضى بما دون الجنة، نفوس عالية، وهمة سامية، يبذل الإنسان أعز ما يملك! يبذل ماله ونفسه! إنها همة عالية في القمة لا يهتمون بسفاسف الأمور وتوافهها.
قرأت اليوم في بعض الصحف أن مزاداً عقد في الكويت بيعت فيه حمامة واحدة بثمانية آلاف دينار، من هؤلاء الذين يعشقون الحمام، يشتري الواحد حمامة ويبذل آلافاً من الدنانير تعيش مئات من الأسر، لا أقول: عشرات، بل في بعض البلاد يحتاجون إلى دراهم يقيمون بها أصلابهم.
نفقة الشخص الواحد في باكستان في اليوم أقل من مائة فلس، تكفيه لطعامه وشرابه، فلا يجد مائة فلس، وهذا ينفق على حمامة واحدة ثمانية آلاف دينار.
أي اهتمام هذا؟! وأي نفسية هذه في هذا العصر الذي ركبنا فيه أعداء الإسلام، والذي أصبحت ديار المسلمين فيه مباحة، يتصرفون فيها كما يتصرفون في أموالهم؟! تأتي اهتمامات المسلمين في أسفل سافلين، كان المسلم عندما يقال له: أنفق في سبيل الله، إذا بالأثرياء يتسابقون، عثمان بن عفان في غزوة العسرة يعطي من ماله مائة راحلة، يجهزها تجهيزاً كاملاً بكل ما عليها، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما ضر
عندما يبايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار في بيعة العقبة الثانية يشترط عليهم لربه ولدينه ولنفسه، فيقولون: فما لنا إن وفينا يا رسول الله؟! فيقول: الجنة، هذا هو الذي لكم.
اهتمامات المسلمين كانت بالعلم والجهاد في سبيل الله، وبأن يحققوا أوامر الله تبارك وتعالى في أنفسهم وأموالهم، ثم يبذلون من الوسائل في سبيل هذا ما يملكون وما يستطيعون.
وهنا صور من اهتمامات غريبة تظهر في ديار المسلمين، هذا المد الكفري الذي يأتينا وافداً من هنا وهنا وبسبب ضعف اتصال المسلمين بدينهم، في عالم الغرب تحفة أثرية تصل قيمتها لا أقول: إلى مئات الآلاف، بل إلى الملايين، لوحة تعلق في الحائط، عندما يوجد طابع قديم مضى عليه خمسون، أو ستون سنة يباع بمئات الآلاف من الدولارات، بل قد يصل إلى الملايين.
الممثلة أو الممثل دقيقته في بعض الأحيان عندما يظهر في مسلسل أو في التلفاز في السينما تبلغ إلى مئات الآلاف من الدولارات، وقد تصل إلى الملايين، إنها اهتمامات غريبة، هؤلاء أهل الدنيا هذه جنتهم ونارهم، لكن ما بال المسلمين يفعلون فعلهم؟! ما بال المسلمين تنخفض اهتماماتهم حتى تصبح في الحضيض؟! ألا يذكر المسلم أنه سيقف بين يدي الله؟! بالله عليكم هذا الذي دفع ثمانية آلاف، عندما يأتي في يوم القيامة سيسأله ربه: أين ذهبت هذه الثمانية الآلاف؟ سيقول: يا رب! اشتريت بها حمامة، أيقبل ربه منه؟!
الله تبارك وتعالى يقبل أن يبذل ثمناً عظيماً في أمر تافه؟! ما هو أجره لو بذله في حرب وقتال؟ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال: (يا رسول الله! خذها في سبيل الله، قال: لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع).
ومنها: (وماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟) من أين جئت بهذا المال؟ أجئت به من حلال أم حرام؟ فيم أنفقت هذا المال؟ أنفقته في حلال أم في حرام؟ هل تصرفت به وفق الضوابط الشرعية أم وفق الأهواء النفسية؟!
بعض الناس يقول لك: أنا حر! أنت عبد لله، ستسأل عن كل كلمة، وستسأل عن كل فعلة، هذا شأن العبيد الذين يسألون عن كل شيء، ونحن عبيد لله تبارك وتعالى.
صحيح نحن لسنا بعبيد للبشر والمخلوقات، نحن أحرار، لكن بالنسبة لله تبارك وتعالى نحن عبيد مقيدون بمنهج الله، إن تمردنا على الله تبارك وتعالى ولم نستمسك بهذا الدين فإن مصيرنا رهيب، وإن العاقبة غير سارة، وهناك حساب شديد، في يوم الحساب يسأل الرسول أن يشفع فيقول: نفسي نفسي! إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، نفسي نفسي! أنا لا أسأل الله في هذا اليوم إلا نفسي، يقول هذا خليل الرحمن إبراهيم، ويقوله نوح، ويقوله موسى، ويقوله عيسى، ويقوله كل الأنبياء في ذلك اليوم، يقول الواحد منهم: نفسي نفسي! إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، فيعتذر أن يشفع للناس في بعض المواقف خوفاً من العاقبة، فنحن أحرى أن نخشى الله تبارك وتعالى ونستقي من المرسلين.
ذنوبنا كثيرة، وآثامنا كبيرة، وليست لنا مكانة الرسل، ولن ينجي في ذلك اليوم إلا التقوى: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، أن يقدم المسلم لآخرته، وأن يقدم لربه تبارك وتعالى ويتقي غضب الله وناره، ثم يكون فعله منضبطاً بهذا الإسلام ولهذا الدين، لا يتصرف في أفعاله تصرفات خاطئة، ولا يتصرف في أمواله تصرفات خاطئة، إن كان عنده فضل مال فليجد به في الطرق التي شرعها الله تبارك وتعالى، للفقراء، وللمساكين، وفي سبيل الله، وفي إقامة المشروعات النافعة التي تعود على الأمة بالخير، ويتجدد نفعها فيصل إليه في قبره كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا مات فإنه ينقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
الصدقة الجارية التي يتركها الإنسان واقفاً إياها في سبيل الله تبارك وتعالى يبقى نفعها للناس متجدداً؛ لأنها قائمة، فكلما استفاد منها العباد فإن الأجر والثواب يصل إليه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد عبد الله ورسوله.
من سيرة خلفاء المسلمين وحكامهم الخليفة الراشد الأموي عمر بن عبد العزيز ، مما يروى عنه من مأثور القول أنه قال: إن لي نفس تواقة، تاقت إلى الإمارة فنلتها، ثم تاقت إلى الخلافة فنلتها، وإن نفسي تتوق إلى الجنة.
نفس الإنسان العظيم الكبير دائماً تطلب معالي الأمور، والإنسان الذي يطلب معالي الأمور لا يمكن أن يجد أمراً أعلى من أن يحقق ما يريده الله تبارك وتعالى، يقول: تاقت نفسي إلى الإمارة فنلت الإمارة، فوجدتها ليست بالشيء الذي يملأ نفسي، ثم تاقت إلى الخلافة فنلتها، ولكن لم أجد الخلافة تملأ نفسي، فتاقت النفس إلى جنة الله تبارك وتعالى.
المال لا يغني النفس، والمتاع لا يغني النفس، قال صلى الله عليه وسلم: (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمنى ثالثاً).
عندما يكون الإنسان فقيراً فيحصل على بيت، إذا به يريد بيتاً أحسن منه، وعندما يكون غنياً ويشتري قصراً، إذا به يريد قصراً أحسن منه، عندما يملك الإنسان الشيء من أمور الدنيا بعد ذلك لا يحترمه، لأن نفس الإنسان دائماً تريد الأعلى، ولذلك أدبنا القرآن بأدبين:
الأدب الأول فيما يتعلق في أمور الدنيا، قال تعالى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا [طه:131]، انظر في أمور الدنيا إلى من هو أقل منك صحة وعافية ومالاً، فعند ذلك تحمد الله على نعمته.
أما فيما يتعلق بأمر الآخرة فانظر إلى الغني الذي ينفق ماله في سبيل الله، وإلى المجاهد الذي يبذل نفسه في سبيل الله، وإلى العالم الذي يبذل وقته في سبيل الله، وتطلع دائماً لأن تكون واحداً من هؤلاء؛ ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فهو يسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله علماً فهو يقضي به بين الناس).
هذان الاثنان يتطلع إليهما الذي يحسن النية، فيتمنى أن يكون له مثل ذلك الغني المنفق في سبيل الله، ومثل ذلك العالم الذي يعلم الخلق وهو صادق في نيته، ولكنه لا يستطيع أن يحقق ذلك، له مثل أجرهم، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن خير الناس من آتاه الله علماً، فهو يسلطه على هلكته في الحق، ومن آتاه مالاً، ثم الذي يتمنى مثل ما لهذين فإنه ينال مثل أجرهما، (فهما في الأجر سواء) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
والذي لا يؤتى مالاً ولا يؤتى في هذه الدنيا ما يتصرف فيه، ثم يتمنى أن يكون له مثل مال فلان المجرم السيئ من المال، يفسد كفساده، فهما في الوزر سواء، هذا لم ينل من الدنيا شيئاً يحقق به ما يطلبه من أهواء وشهوات، ثم ينال في الآخرة مثل إثم هذا الإنسان الآثم الفاجر.
ففي مجال الدنيا ينبغي للمسلم ألا يشغل نفسه كثيراً، وألا ينظر إلى من هو أعلى منه، وفي مجال الآخرة ينبغي أن تتطلع همته إلى المنازل العالية، (وإن في الجنة تسعاً وتسعين درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله).
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وكفر عنا سيئاتنا وألهمنا رشدنا، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك قريب مجيب سميع الدعوات.