أبواب النوم [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المثنى وحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري قال: ( كان أبي من أصحاب الصفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقوا بنا إلى بيت عائشة، فانطلقنا فقال: يا عائشة أطعمينا، فجاءت بجشيشة فأكلنا، ثم قال: يا عائشة أطعمينا، فجاءت بحيسة مثل القطاة، فأكلنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا، فجاءت بعس من لبن فشربنا، ثم قال: يا عائشة اسقينا، فجاءت بقدح صغير فشربنا، ثم قال: إن شئتم بتم، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد، قال: فبينما أنا مضطجع في المسجد من السحر على بطني إذا رجل يحركني برجله، فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل. قال: فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ].

جاء بضعة أحاديث في النهي عن نوم البطن، وهي معلولة جميعها، بعضهم يحسنها بمجموع الطرق، والله أعلم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا سالم -يعني: ابن نوح- عن عمر بن جابر الحنفي عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثاب عن عبد الرحمن بن علي -يعني: ابن شيبان- عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من بات على ظهر بيت ليس له حجار فقد برئت منه الذمة )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً فيتعار من الليل، فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ).

قال ثابت البناني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ثابت: قال فلان: لقد جهدت أن أقولها حين أنبعث فما قدرت عليها.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من الليل فقضى حاجته، فغسل وجهه ويديه ثم نام ).

قال أبو داود: يعني بال].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبان قال: حدثنا عاصم عن معبد بن خالد عن سواء عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك. ثلاث مرار ) .

حدثنا مسدد قال: حدثنا المعتمر قال: سمعت منصوراً يحدث عن سعد بن عبيدة قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. قال: فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول. قال البراء فقلت: أستذكرهن، فقلت: وبرسولك الذي أرسلت، قال: لا. وبنبيك الذي أرسلت ).

حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن فطر بن خليفة قال: سمعت سعد بن عبيدة قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ) ثم ذكر نحوه.

حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان عن الأعمش و منصور عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، قال سفيان: قال أحدهما: ( إذا أتيت فراشك طاهراً )، وقال الآخر: ( توضأ وضوءك للصلاة ) وساق معنى معتمر.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: اللهم باسمك أحيا وأموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ).

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب، ح وحدثنا وهب بن بقية عن خالد نحوه عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ( اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء ) زاد وهب في حديثه: ( اقض عني الدين وأغنني من الفقر ).

حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا الأحوص -يعني: ابن جواب- قال: حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الحارث و أبي ميسرة عن علي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند مضجعه: ( اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك ).

حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ) .

حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي الأزهر الأنماري ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى ).

قال أبو داود: رواه أبو همام الأهوازي عن ثور قال: أبو زهير الأنماري.

حدثنا النفيلي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـنوفل: ( اقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك ).

حدثنا قتيبة بن سعيد و يزيد بن خالد بن موهب الهمداني قالا: حدثنا المفضل يعنيان ].

وقراءة الكافرون عند النوم ضعيفة، والحديث في ذلك مرسل ولا يصح موصولاً.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا قتيبة بن سعيد و يزيد بن خالد بن موهب الهمداني قالا: حدثنا المفضل يعنيان ابن فضالة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما وقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده: يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات ) .

حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية رضي الله عنه، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: إن فيهن آية أفضل من ألف آية ).

حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حسين عن ابن بريدة عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه حدثه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء أعوذ بك من النار ) .

حدثنا حامد بن يحيى قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من اضطجع مضجعاً لم يذكر الله تعالى فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة، ومن قعد مقعداً لم يذكر الله عز وجل فيه إلا كان عليه ترة يوم القيامة ) ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا الوليد قال: قال الأوزاعي: حدثني عمير بن هانئ قال: حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تعار من الليل، فقال حين يستيقظ: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم دعا: رب اغفر لي ) قال الوليد: أو قال: ( دعا استجيب له؛ فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته ) .

حدثنا حامد بن يحيى قال: حدثنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا سعيد -يعني: ابن أبي أيوب- قال: حدثني عبد الله بن الوليد عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها، ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة، ح وحدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن شعبة المعنى عن الحكم عن ابن أبي ليلى قال مسدد قال: حدثنا علي قال: ( شكت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى، فأتي بسبي فأتته تسأله فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ).

حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة قال: قال علي لـابن أعبد: ( ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أحب أهله إليه، وكانت عندي فجرت بالرحى حتى أثرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، وأصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقاً أتي بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك، فأتته فوجدت عنده حداثاً، فاستحيت فرجعت، فغدا علينا ونحن في لفاعنا فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها في اللفاع حياء من أبيها، فقال: ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فسكتت مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك يا رسول الله، إن هذه جرت عندي بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت بابها، وبلغنا أنه قد أتاك رقيق أو خدم، فقلت لها: سليه خادماً ) فذكر معنى حديث الحكم وأتم.

حدثنا عباس العنبري قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد عن محمد بن كعب القرظي عن شبث بن ربعي عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر، قال فيه: قال علي: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة صفين فإني ذكرتها من آخر الليل فقلتها.

حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشراً، ويحمد عشراً، ويكبر عشراً، فذلك خمسون، ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان. فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليل؟ قال: يأتي أحدكم - يعني: الشيطان - في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته، فيذكره حاجة قبل أن يقولها ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثني عياش بن عقبة الحضرمي عن الفضل بن الحسن الضمري أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير حدثه عن إحداهما أنها قالت: ( أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبياً، فذهبت أنا وأختي و فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبقكن يتامى بدر ) ثم ذكر قصة التسبيح قال: على إثر كل صلاة لم يذكر النوم ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد قال: حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنهما قال: ( يا رسول الله! مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ) .

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه كان يقول إذا أصبح: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور. وإذا أمسى قال: اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور ) .

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا محمد بن أبي فديك قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بن ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار ).

حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الوليد بن ثعلبة الطائي عن ابن بريدة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة ).

حدثنا وهب بن بقية عن خالد ح وحدثنا محمد بن قدامة بن أعين قال: حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أمسى: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) .

وأما زبيد كان يقول: كان إبراهيم بن سويد يقول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، زاد في حديث جرير: ( له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكبر أو الكفر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ) وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: ( أصبحنا وأصبح الملك لله ).

قال أبو داود: رواه شعبة عن سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد قال: ( من سوء الكبر ) ولم يذكر سوء الكفر.

حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا شعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام أنه كان في مسجد حمص فمر به رجل، فقال: هذا خدم النبي صلى الله عليه وسلم، فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، إلا كان حقاً على الله أن يرضيه ).

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا يحيى بن حسان وإسماعيل قالا: حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ).

حدثنا يحيى بن موسى البلخي قال: حدثنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة المعنى قال: حدثنا ابن نمير قالا: حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي )، وقال عثمان: (عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ).

قال أبو داود: قال وكيع: يعني: الخسف.

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو أن سالماً الفراء حدثه أن عبد الحميد مولى بني هاشم حدثه أن أمه حدثته، وكانت تخدم بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها حدثتها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فيقول: ( قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده، لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، فإنه من قالهن حين يصبح حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي حفظ حتى يصبح ).

حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا، ح وحدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني الليث عن سعيد بن بشير النجاري عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني قال الربيع: ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من قال حين يصبح: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ [الروم:17-18] إلى قوله: وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم:19] أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته ) قال الربيع: عن الليث.

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد ووهيب نحوه عن سهيل عن أبيه عن ابن أبي عائش، وقال حماد: عن أبي عياش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي؛ وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح ).

قال في حديث حماد: ( فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقال: يا رسول الله! إن أبا عياش يحدث عنك بكذا وكذا قال: صدق أبو عياش ).

قال أبو داود: رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزمعي وعبد الله بن جعفر عن سهيل عن أبيه عن ابن عائش.

حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية عن مسلم يعني ابن زياد قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك؛ إلا غفر له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، وإن قالها حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة ).

حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر الدمشقي قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني أبو سعيد الفلسطيني عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم أنه أخبره عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه، فقال: ( إذا انصرفت من صلاة المغرب، فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات؛ فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك؛ فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها ) أخبرني أبو سعيد عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن نخص بها إخواننا.

حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ومحمد بن المصفى الحمصي قالوا: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه إلى قوله: ( جوار منها ) إلا أنه قال فيهما: ( قبل أن يكلم أحداً ) قال علي بن سهل فيه: إن أباه حدثه، وقال علي وابن المصفى: ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي، وتلقاني الحي بالرنين، فقلت لهم: قولوا: لا إله إلا الله تحرزوا، فقالوها فلامني أصحابي، وقالوا: أحرمتنا الغنيمة، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بالذي صنعت، فدعاني فحسن لي ما صنعت، وقال: أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا ) قال عبد الرحمن: فأنا نسيت الثواب، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أما إني سأكتب لك بالوصاة بعدي ) قال: ففعل وختم عليه فدفعه إلي، وقال لي ثم ذكر معناهم، وقال ابن المصفى قال: سمعت الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي يحدث عن أبيه.

حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي قال: حدثنا عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي وكان من ثقات المسلمين من المتعبدين قال: حدثنا مدرك بن سعد قال يزيد: شيخ ثقة عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه صادقاً كان بها أو كاذباً ].

هذا الحديث لا يصح في قول: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت في أذكار الصباح والمساء.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا محمد بن المصفى قال: حدثنا ابن أبي فديك أخبرني ابن أبي ذئب عن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه، أنه قال: ( خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: أصليتم؟ فلم أقل شيئاً، فقال: قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، فلم أقل شيئاً، ثم قال: قل، فقلت: ما أقول يا رسول الله؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء ).

حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي، قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك قال: ( قالوا: يا رسول الله! حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء والملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا، ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءاً على أنفسنا أو نجره إلى مسلم ).

قال أبو داود: وبهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك ).

حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا بقية بن الوليد عن عمر بن جعثم قال: حدثني الأزهر بن عبد الله الحرازي قال: حدثني شريق الهوزني قال: ( دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح إذا هب من الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا هب من الليل كبر عشراً، وحمد عشراً، وقال: سبحان الله وبحمده عشراً، وقال: سبحان الملك القدوس عشراً، واستغفر عشراً، وهلل عشراً، ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشراً، ثم يفتتح الصلاة ) .

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فأسحر، يقول: سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا، اللهم صاحبنا فأفضل علينا عائذاً بالله من النار ).

حدثنا ابن معاذ قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا المسعودي، قال: حدثنا القاسم، قال: كان أبو ذر يقول: من قال حين يصبح: اللهم ما حلفت من حلف، أو قلت من قول، أو نذرت من نذر، فمشيئتك بين يدي ذلك كله، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن، اللهم اغفر لي وتجاوز لي عنه، اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي، ومن لعنت فعليه لعنتي كان في استثناء يومه ذلك أو قال: ذلك اليوم.

حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا أبو مودود، عمن سمع أبان بن عثمان يقول: سمعت عثمان -يعني: ابن عفان- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي ) قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟ فوالله ما كذبت على عثمان ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها.

حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال: حدثنا أنس بن عياض قال: حدثني أبو مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، لم يذكر قصة الفالج.

حدثنا العباس بن عبد العظيم و محمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الملك بن عمرو عن عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: ( يا أبت! إني أسمعك تدعو كل غداة: اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح، وثلاثاً حين تمسي، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن، فأنا أحب أن أستن بسنته، قال عباس فيه: وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثاً حين تصبح، وثلاثاً حين تمسي، فتدعو بهن فأحب أن أستن بسنته، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ) وبعضهم يزيد (على صاحبه).

حدثنا محمد بن المنهال قال: حدثنا يزيد -يعني: ابن زريع- قال: حدثنا روح بن القاسم عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وإذا أمسى كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى ) ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال :حدثنا أبان حدثنا قتادة، أنه بلغه: ( أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك ثلاث مرات، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا ).

حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن حباب أخبرهم عن أبي هلال عن قتادة ].

ولا يثبت هذا الدعاء، وهو مرسل عن النبي عليه الصلاة والسلام، جاء موصولاً من وجوه أخرى، وكلها معلولة، ولا يثبت عند رؤية الهلال دعاء ولا ذكر معين.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ عن قتادة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه ).

قال أبو داود: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث مسند صحيح ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا شعبة عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة قالت: ( ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء، فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي ) ].

الشعبي لم يسمع من أم سلمة كما قاله ابن المديني، وبعضهم ييسر فيه ويحمله على الاتصال، وهذا أصح شيء جاء في الخروج من المنزل.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يقال حينئذٍ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟ ) ].

وابن جريج لم يسمع من إسحاق أيضاً كما قاله البخاري والدارقطني وغيرهم.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا ابن عوف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني أبي، وقال ابن عوف: ورأيت في أصل إسماعيل قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا ولج الرجل بيته، فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله ) ].

كذلك فيه انقطاع، شريح لم يسمع من أبي مالك كما قاله أبو حاتم، وعلى هذا فالأحاديث الواردة في هذا الباب معلولة، وأمثلها وأصحها حديث أم سلمة السابق.