كتاب الطب


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى: [بسم الله الرحمن الرحيم، أول كتاب الطب

حدثنا حفص بن عمر النمري قال: حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من هاهنا وهاهنا، فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءً إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا أبو داود وأبو عامر وهذا لفظ أبي عامر، عن فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت: ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي رضي الله عنه وعلي ناقه ولنا دوالي معلقة, فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها, وقام علي ليأكل فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لـعلي: مه, إنك ناقه حتى كف علي , قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً فجئت به, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! أصب من هذا فهو أنفع لك ).

قال هارون: قال أبو داود الطيالسي: العدوية].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء ) ].

وهذا الحديث من مفاريد سعيد بن عبد الرحمن وحديثه لا يصح, أعل هذا الحديث الإمام أحمد رحمه الله وأبو زرعة؛ بل إن أبا زرعة رحمه الله يقول: إنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم استحباب يوم بعينه للحجامة, والصواب في ذلك أن الحجامة تستحب على العموم, سواء كان في أول الشهر أو في أوسطه أو آخره, بعض العلماء يقول: يعيد ذلك ويرجئه إلى أهل الخبرة من أهل الطب, ويأخذ بذلك في باب ما يكره من الأيام مما يتكلم فيه أهل الخبرة, وممن يميل إلى هذا الإمام أحمد رحمه الله.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرني أبو بكرة بكار بن عبد العزيز قال: أخبرتني عمتي كبشة بنت أبي بكرة وقال غير موسى: كيسة بنت أبي بكرة: ( أن أباها كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء, ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ ).

حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هشام عن أبي الزبير عن جابر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن ثابت عن مطرف عن عمران بن حصين قال: ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا, فما أفلحن ولا أنجحن ).

قال أبو داود: وكان يسمع تسليم الملائكة، فلما اكتوى انقطع عنه، فلما ترك رجع إليه.

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ من رميته )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعط )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثنا شراحيل بن يزيد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقاً أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي ).

قال أبو داود: هذا كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقد رخص فيه قوم يعني: الترياق].