خطب ومحاضرات
كتاب الصوم [3]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين .
أما بعد:
وبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه قال: [باب في صوم العيدين.
حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب - وهذا حديثه - قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي عبيد قال: ( شهدت العيد مع عمر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين، أما يوم الأضحى فتأكلون من لحم نسككم، وأما يوم الفطر ففطركم من صيامكم ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين يوم الفطر ويوم الأضحى، وعن لبستين الصماء وأن يحتبي الرجل في الثوب الواحد، وعن الصلاة في ساعتين بعد الصبح وبعد العصر )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب صيام أيام التشريق.
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن يزيد بن الهاد عن أبي مرة مولى أم هانئ: ( أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص فقرب إليهما طعاماً، فقال: كل، قال: إني صائم، فقال عمرو: كل فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها وينهانا عن صيامها ).
قال مالك: وهي أيام التشريق.
حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا وهب قال: حدثنا موسى بن علي، ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن موسى بن علي - والإخبار في حديث وهب - قال: سمعت أبي أنه سمع عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي أن يخص يوم الجمعة بصوم.
حدثنا مسدد قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم قبله بيوم أو بعده )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب النهي أن يخص يوم السبت بصوم.
حدثنا حميد بن مسعدة قال: حدثنا سفيان بن حبيب، ح وقال: حدثنا يزيد بن قبيس - من أهل جبلة - قال: حدثنا الوليد جميعاً عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر السلمي عن أخته - وقال يزيد الصماء - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه ).
قال أبو داود: وهذا حديث منسوخ.
قال أبو داود: عبد الله بن بسر حمصي، وهذا الحديث منسوخ نسخه حديث جويرية ].
وعامة الأئمة على تضعيفه، وهو منكر سنداً ومتناً، سنداً لعلله الظاهرة، وكذلك بالنسبة للمتن مخالف للأحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام ومنها الحديث الذي قبله.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرخصة في ذلك.
قال: حدثنا محمد بن كثير قال: حدثنا همام عن قتادة، ح وحدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن أبي أيوب -قال حفص العتكي- عن جويرية بنت الحارث: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: تريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا، قال: فأفطري ).
حدثنا عبد الملك بن شعيب قال: حدثنا ابن وهب قال: سمعت الليث يحدث عن ابن شهاب أنه كان إذا ذكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت، يقول ابن شهاب: هذا حديث حمصي.
حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان قال: حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال: ما زلت له كاتماً حتى رأيته انتشر. يعني حديث عبد الله بن بسر هذا في صوم يوم السبت.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم الدهر تطوعاً.
حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة: ( أن رجلاً أتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! كيف تصوم؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله، فلما رأى ذلك عمر قال: رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، فلم يزل عمر يرددها حتى سكن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر، قال مسدد: لم يصم ولم يفطر أو ما صام ولا أفطر، شك غيلان، قال: يا رسول الله! كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: أو يطيق ذلك أحد؟ قال: يا رسول الله! فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً؟ قال: ذلك صوم داود، قال: يا رسول الله! فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين؟ قال: وددت أني طوقت ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، وصيام عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصوم يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ).
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا مهدي قال: حدثنا غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة بهذا الحديث زاد، قال: ( يا رسول الله! أرأيت صوم يوم الإثنين ويوم الخميس؟ قال: فيه ولدت وفيه أنزل علي القرآن ).
حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب وأبي سلمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ( لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألم أحدث أنك تقول: لأقومن الليل ولأصومن النهار؟ قال - أحسبه قال -: نعم يا رسول الله! قد قلت ذاك، قال: قم ونم وصم وأفطر وصم من كل شهر ثلاثة أيام، وذاك مثل صيام الدهر، قال: قلت: يا رسول الله! إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فصم يوماً وأفطر يومين، قال: فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فصم يوماً وأفطر يوماً وهو أعدل الصيام وهو صيام داود، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أفضل من ذلك )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم أشهر الحرم.
حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها ( أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حالته وهيئته، فقال: يا رسول الله! أما تعرفني؟ فقال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول، قال: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعاماً إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر الصبر ويوماً من كل شهر، قال: زدني فإن بي قوة، قال: صم يومين، قال: زدني، قال: صم ثلاثة أيام، قال: زدني، قال: صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم المحرم.
حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وإن أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة من الليل ) لم يقل قتيبة: شهر، قال: رمضان.
حدثنا إبراهيم بن موسى قال: أخبرنا عيسى قال: حدثنا عثمان - يعني: ابن حكيم - قال: ( سألت سعيد بن جبير عن صيام رجب، فقال: أخبرني ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم شعبان.
حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس سمع عائشة تقول: ( كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان )].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في صوم شوال.
حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال: حدثنا عبيد الله -يعني: ابن موسى- عن هارون بن سلمان عن عبيد الله بن مسلم القرشي عن أبيه قال: ( سألت -أو سئل النبي صلى الله عليه وسلم- عن صيام الدهر، فقال: إن لأهلك عليك حقاً، صم رمضان والذي يليه، وكل أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدهر )].
لا يثبت في صيام يوم الأربعاء حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، والأحاديث الواردة في هذا الباب معلولة.
استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
كتاب الطهارة [5] | 2709 استماع |
كتاب الطهارة [8] | 2689 استماع |
كتاب الترجل - كتاب الخاتم | 2318 استماع |
كتاب الصلاة [21] | 2312 استماع |
كتاب الأيمان والنذور [2] | 2305 استماع |
كتاب الطهارة [9] | 2297 استماع |
كتاب الطهارة [2] | 2222 استماع |
كتاب الطهارة [4] | 2166 استماع |
كتاب الصلاة [20] | 2129 استماع |
كتاب الصلاة [6] | 2119 استماع |