شرح المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه [9]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، وبعد..

يقول المؤلف رحمه الله تعالى: (باب معرفة الوقوف) عقد هذا الباب لبيان أمر مهم من أمور التجويد، وهو حكم الوقف والابتداء، والوقف في اللغة: مصدر (وقف) تستعمل لازمة، وتستعمل متعدية، فيقال: وقف فلان في الصلاة؛ أي: قام، ويقال: وقف فلان راحلته أو ناقته إذا حبسها، ومنه قول عنترة:

ولقد وقفت بها طويلا ناقتي أشكو إلى سفع رواكد جثم

وقول امرئ القيس:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل

ونظيره قول طرفة:

وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد

الفرق فقط في القافية (تجمل) و(تجلد).

فهنا (وقف) متعدية في هذه الأبيات كلها، وقفه؛ أي: حبسه، والوقف في الاصطلاح هو: حبس النطق زمنًا يتنفس فيه الإنسان، وحبس النطق ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

أقسام حبس النطق لدى القارئ

القسم الأول منه: ما كان مع التنفس، ويقصد بعده المواصلة في القراءة، وهذا هو الوقف.

والقسم الثاني: ما ليس معه تنفس، وهذا هو السكت.

والقسم الثالث: ما يقصد به قطع القراءة، وهو وقف، لكن لا بد بعده من الابتداء بالتعوذ والبسملة إن كان ذلك في رأس سورة، وبعضهم استحسنها أيضًا في أول الأجزاء.

الفرق بين الوقف والسكت

والفرق بين الوقف والسكت: أن الوقف لا بد أن يتنفس فيه الإنسان، والسكت لا يتنفس فيه الإنسان، والوقف لا يكون في وسط الكلمة وإنما يكون في نهايتها، والسكت يمكن أن يكون في وسط الكلمة، ويمكن أن يكون في نهايتها، فالسكت على (أل) المظهرة، وهو لـخلاد عن خلف، وروي كذلك عن حفص بخلف عنه، فهذا النوع من السكت في أثناء الكلمة ليس فيه تنفس، ولكنه سكوت، والسكت على نهاية الكلمة مثل سكتات حفص مثلًا، وهي على قوله تعالى: عِوَجَا [الكهف:1]، في سورة الكهف، وعلى قوله: مِنْ مَرْقَدِنَا [يس:52] في سورة يس، وعلى قوله: بَلْ رَانَ [المطففين:14] في سورة المطففين، وعلى قوله: مَنْ رَاقٍ [القيامة:27] في سورة القيامة، والخامسة مختلف فيها، وهي: مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:28-29]؛ فهذه هي السكتات الخمس لـحفص عن عاصم، وله كذلك سكتات كثيرة أخرى لا تدخل في الفرش، وإنما هي من القواعد؛ أي: من الأصول، وهي السكوت على لام (أل) المظهرة، وقد ذكرنا أن رواية خلاد عن خلف فيها السكت مطلقًا.

وكثير من الناس يظن أن السكت بالخيار، وأنه بالإمكان أن يسكت متى شاء فيظن ذلك من تحسين القراءة، فيقول مثلا: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وهذا النوع هو من مخالفة القراءة؛ لأن هذا ليس محل سكت ولا محل وقف، فهو لم يقف مضطرًّا وإلا أسكن، فالوقف على المتحرك لا يمكن إلا بالروم، كما سيأتي أو بالإشمام، وكذلك فليس المحل محلًا للوقف أصلًا، وأيضًا ليس محل سكت بالإجماع، فهذا النوع السكت عليه من الغلط الذي ينتهجه بعض الأئمة، ومثله أيضًا ما يفعلونه، أثناء القراءة لقصد التحسين يقول بعضهم: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) ونحو ذلك، هذا النوع من التقطيع هو من السكت المخالف الذي لم يقرأ به أحد، فلا يحل تعمده.

والوقف جمعه هنا فقال: (باب معرفة الوقوف)، وكان الأفضل أن يقول: (باب الوقوف) فقط، دون ذكر المعرفة؛ لأن المعرفة هي الخبرة التي تحصل أنت عليها، وهذه لا يبوب لها إنما يبوب لعلم الوقوف، وفرق بين المعرفة والعلم، فالعلم هو الجانب النظري، وهو يقتضي إدراك الجزئيات، والمعرفة في الغالب هي الجانب التطبيقي، وهي تتعلق بالكليات، ولهذا تقول: عرفت فلانًا، ولا تقول: علمت فلانًا؛ لأن قولك عرفته معناه عرفت وجهه واسمه ونسبه، لكنك لا تعلم متى يموت، ولا تعلم قدر رزقه، ولا هل هو شقي أو سعيد، فذلك من العلم ليس من المعرفة، فالمعرفة إذًا تتعلق بالكليات، والعلم يتعلق بالجزئيات، فكان اللازم أن يقول: (باب الوقوف).

القسم الأول منه: ما كان مع التنفس، ويقصد بعده المواصلة في القراءة، وهذا هو الوقف.

والقسم الثاني: ما ليس معه تنفس، وهذا هو السكت.

والقسم الثالث: ما يقصد به قطع القراءة، وهو وقف، لكن لا بد بعده من الابتداء بالتعوذ والبسملة إن كان ذلك في رأس سورة، وبعضهم استحسنها أيضًا في أول الأجزاء.

والفرق بين الوقف والسكت: أن الوقف لا بد أن يتنفس فيه الإنسان، والسكت لا يتنفس فيه الإنسان، والوقف لا يكون في وسط الكلمة وإنما يكون في نهايتها، والسكت يمكن أن يكون في وسط الكلمة، ويمكن أن يكون في نهايتها، فالسكت على (أل) المظهرة، وهو لـخلاد عن خلف، وروي كذلك عن حفص بخلف عنه، فهذا النوع من السكت في أثناء الكلمة ليس فيه تنفس، ولكنه سكوت، والسكت على نهاية الكلمة مثل سكتات حفص مثلًا، وهي على قوله تعالى: عِوَجَا [الكهف:1]، في سورة الكهف، وعلى قوله: مِنْ مَرْقَدِنَا [يس:52] في سورة يس، وعلى قوله: بَلْ رَانَ [المطففين:14] في سورة المطففين، وعلى قوله: مَنْ رَاقٍ [القيامة:27] في سورة القيامة، والخامسة مختلف فيها، وهي: مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:28-29]؛ فهذه هي السكتات الخمس لـحفص عن عاصم، وله كذلك سكتات كثيرة أخرى لا تدخل في الفرش، وإنما هي من القواعد؛ أي: من الأصول، وهي السكوت على لام (أل) المظهرة، وقد ذكرنا أن رواية خلاد عن خلف فيها السكت مطلقًا.

وكثير من الناس يظن أن السكت بالخيار، وأنه بالإمكان أن يسكت متى شاء فيظن ذلك من تحسين القراءة، فيقول مثلا: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وهذا النوع هو من مخالفة القراءة؛ لأن هذا ليس محل سكت ولا محل وقف، فهو لم يقف مضطرًّا وإلا أسكن، فالوقف على المتحرك لا يمكن إلا بالروم، كما سيأتي أو بالإشمام، وكذلك فليس المحل محلًا للوقف أصلًا، وأيضًا ليس محل سكت بالإجماع، فهذا النوع السكت عليه من الغلط الذي ينتهجه بعض الأئمة، ومثله أيضًا ما يفعلونه، أثناء القراءة لقصد التحسين يقول بعضهم: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) ونحو ذلك، هذا النوع من التقطيع هو من السكت المخالف الذي لم يقرأ به أحد، فلا يحل تعمده.

والوقف جمعه هنا فقال: (باب معرفة الوقوف)، وكان الأفضل أن يقول: (باب الوقوف) فقط، دون ذكر المعرفة؛ لأن المعرفة هي الخبرة التي تحصل أنت عليها، وهذه لا يبوب لها إنما يبوب لعلم الوقوف، وفرق بين المعرفة والعلم، فالعلم هو الجانب النظري، وهو يقتضي إدراك الجزئيات، والمعرفة في الغالب هي الجانب التطبيقي، وهي تتعلق بالكليات، ولهذا تقول: عرفت فلانًا، ولا تقول: علمت فلانًا؛ لأن قولك عرفته معناه عرفت وجهه واسمه ونسبه، لكنك لا تعلم متى يموت، ولا تعلم قدر رزقه، ولا هل هو شقي أو سعيد، فذلك من العلم ليس من المعرفة، فالمعرفة إذًا تتعلق بالكليات، والعلم يتعلق بالجزئيات، فكان اللازم أن يقول: (باب الوقوف).