مقدمات في العلوم الشرعية [17]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فقد انتهينا فيما سبق من علم الاعتقاد فيما يتعلق بتعريفه وواضعه.

نسبة علم العقائد

أما نسبته إلى غيره من العلوم فهي بالنسبة لعلم الحديث وكذلك علم التفسير نسبة العموم والخصوص المطلقين، ولغيرهما من علوم الشريعة نسبة العموم والخصوص الوجهي؛ للاشتراك في بعض المسائل، وانفراد كل في مسائل مختصة.

استمداد علم العقائد

أما مستمد هذا العلم، فالنقل الصحيح والعقل السليم، النقل الصحيح معناه الوحي كتاباً أو سنةً، أو اجتهاد السلف، اجتهادات التابعين وأتباعهم، وما روي كذلك من الآثار عن بعض الصحابة، وهذا هو النقل الصحيح.

والعقل السليم ما يتعلق بالتقعيد لذلك وفهمه، وجمع نصوصه إذا حصل تعارض بينها، وحمل المتشابه منه على المحكم مطلقاً، كلما وقع تشابه أي إشكال وخفاء في الدلالة يحمل على المحكم وهو الواضح الدلالة، وهذا يحتاج فيه إلى عقل وتدبر وتفهم، لكن لا بد أن يكون ذلك العقل سليماً معناه مستنيراً بنور الوحي والعبادة.

اسم علم العقائد

أما اسمه فقد اطلق على هذا العلم عدد كبير من الأسماء، فيسمى قديماً باسم الإيمان، ولذلك ألف عدد من المؤلفات بهذا الاسم، ويسمى كذلك بعلم السنة، وهذا الاسم الذي اختاره أحمد بن حنبل فقد قال فيه حينما سئل عن سفيان ومالك قال: كان مالك إماماً في الحديث إماماً في السنة، وكان سفيان إماماً في الحديث وليس إماماً في السنة، يقصد تفصيلات هذا العلم لديه، ولذلك اشتهر أهله في البداية بأهل السنة؛ لأن هذا العلم يسمى بالسنة؛ لأن المرجع فيه إلى التسليم بالنصوص السابقة ولما كان عليه الصدر الأول من هذه الأمة.

ثم سمي بالتوحيد، والتوحيد تفعيل، والتفعيل في الأصل من أفعال الصيرورة والجعل، ولا يقصد ذلك فليس معنى توحيد الله جعله واحداً، بل هو واحد أصلاً، وهذا الإطلاق انتهجه البخاري في صحيحه، وابن خزيمة كذلك في كتاب التوحيد، وغيرهما من الذين أطلقوا على هذا علم التوحيد.

كذلك من أسمائه علم الاعتقاد، قد اشتهر هذا الاسم لدى المتأخرين بعلم الاعتقاد وعلم العقيدة.

ومن أسمائه كذلك علم الكلام؛ لأن أكثر مسائله شهرةً وخلافاً وافتراقاً مسألة إثبات التكلم لله سبحانه وتعالى، وهل كلامه صفةً من صفاته أو لا؟ وهل تكلمنا بالقرآن مخلوق صفةً من صفاتنا أو لا يقال ذلك؛ لأن القرآن كلام الله؟ وهذه المسائل هي التي كثر فيها الاحتجاج كثيراً، فكانت أغلب مسائل هذا العلم وأكثرها، ويمكن أن يسمى العلم كله باسم جزئه كما يسمى العبد رقبةً، وكما تسمى البهيمة رأساً، يعني رأس من الإبل، أو رأس من البقر، أو رأس من الغنم، اعتباره جزء من أجزائه وهو أهمها.

حكم تعلم علم العقائد

كذلك حكمه قد اختلف فيه، فما يجب عيناً منه واجب عيناً بالإجماع، علم أركان الإيمان ما يشهد به الإنسان أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويعرف المعلوم من الدين بالضرورة، هذا واجب بالإجماع على كل مسلم.

أما ما عدا ذلك وهو التفصيل والتدليل في المسائل فقد اختلف فيه، فقالت طائفة: يجب عيناً، وهؤلاء قد غلوا في هذا الأمر فالتبس عليهم الواجب العيني من ذلك بالواجب الكفائي، وهذا الالتباس ما زال موجوداً إلى الآن، وكثير من الناس يرى أن هذا العلم أفضل العلوم، وهو مقدم على غيره منها، وأنه ينبغي أن يشتغل به طلاب العلم قبل غيره؛ لأنه يلتبس عليهم ما يجب على كل مكلف اعتقاده وبالتفصيلات الجزئية التي توجد في هذا العلم، ولذلك إذا أخطأ إنسان في مسألة من مسائله أو جهلها جعلوا ذلك أكبر مما لو جهل مسألةً من مسائل التفسير، أو مسائل الحديث بفارق عظيم، والواقع أنه علم من هذه العلوم الشرعية ليس أكبرها ولا أصدرها من ناحية الصدارة.

والقول الآخر: أنه يجب الكفائي أيضاً، يجب على الأمة أن يكون فيهم من يعلمه.

القول الثالث: أن منه ما يحرم تعلمه أصلاً ومنه ما يجوز، فما يحرم تعلمه ما يوقع في الشبهة دون أن يقدر الإنسان على إجابتها، أو ما لم يكن السلف يعرفونه أي: لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، وهذا القول لا شك كذلك لا يخلو من غلو؛ لأنه لو كان كل ما لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة عموماً لا يحل تعلمه لحرم تعلم الفقه والحديث والتفسير وغيرها، وهذا لا قائل به.

القول الرابع: أنه يستحب تعلم مسائله فقط، وهذا هو اختيار ابن رشد من المالكية، قال: يستحب لطالب العلم تعلم مسائله التفصيلية ولا تجب؛ لأنه إنما يجب كفايةً ما يؤدي إلى مناظرة الكفار ومجادلتهم بالتي هي أحسن ورد الشبهات، أما كثير من المسائل التي فيها خلاف داخل الأمة الإسلامية فالأفضل للناس أن يجهلوها حتى تموت، مثل مسألة الاستطاعة، هل تنشأ عند الفعل أو قبله أو بعده؟ أو تبقى أو لا تبقى؟ وهل هي متدرجة أو متفاوتة؟ ومسألة العرض هل يبقى زمانين أو لا؟ ومسألة الجوهر الفرد وتعلق التكليف به أو تعلق الوجوب به، هذه المسائل قال فيها السبكي في آخر كتابه جمع الجوامع بعد أن ذكر مسائل الاعتقاد قال: ومما ينفع علمه ولا يضر فعله، وذكر عدداً من المسائل الكلامية مثل قوله: أن الممكن الموجود يحتاج في بقائه إلى المؤثر، وفي علة احتياجه إليه هل الحدوث أو الإمكان أو هما معاً أو جزءا علة أقوال، أو الإمكان بشرط الحدوث أو معاً أقوال، ومسائل كثيرة من هذا النوع، ينفع علمها ولا يضر جهلها، فلذلك قال ابن رشد: يستحب فقط تعلم هذه المسائل التفصيلية ولا يجب، وهذا القول محله فيما يخرج منه ما يجب اعتقاده على كل مكلف فهذا قطعاً واجب عيناً، وما ترد به الشبهة ويناظر به أهل الإلحاد فهذا واجب كفايةً أيضاً قطعاً، ثم المسائل الأخرى هي التي تستحب، وعلى هذا لا يمكن أن يطلق حكم واحد على علم العقائد، لا يمكن أن يطلق عليه الحرمة، ولا الوجوب العيني، ولا الوجوب الكفائي، ولا الاستحباب، بل منه ما هو واجب عيناً، ومنه ما هو واجب كفايةً، ومنه ما هو مستحب، ومنه أيضاً بعض المسائل التي قال بعض أهل العلم: بحرمة تعلمها، هذه المسائل نظمها محمد مولود رحمه الله في قوله:

علم العقائد بلا دليل يجب

إجماعاً وبالدليل هل فرض عين أو كفايةً يجب

أو حضر ولابن رشد استحب

والأولان جريا فينا الشبه يرد، والتفصيل رأي طلبة.

التفصيل بين ما هو واجب عيناً وما هو واجب كفايةً وما هو محرم وما هو مندوب رأي طلبة، أي: هو رأي أكثر طلبة العلم يقصد به العلماء.

فضل علم العقائد

ثم بعد هذا فضله، ولا شك أن فضل كل علم بحسب فائدته التي هي تترتب عليه، ولم يرد في فضل هذا العلم نصوص بخصوص التوسع في هذا المجال، لكن ورد في القرآن وفي السنة الحض على التدبر في آيات الله، والتفكر في آلائه ونعمه، والآيات المختصة بذلك والبراهين العقلية في خلق السموات والأرض وغيرها عظيمة جداً، قد أمر الله بالتفكر في خلق الإنسان نفسه وَفِي أَنفُسِكُمْ [الذاريات:21]، وفي خلق السموات والأرض والجبال والإبل وغيرها، أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [الغاشية:17-20].

وكقوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:190-191]، وغير هذا من الآيات الكثيرة.

وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة الحديبية على أثر مطر نزل، ( أتدرون ماذا قال: ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول: أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكوكب، وكافر بي ومؤمن بالكوكب، فالذي يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته مؤمن بي كافر بالكوكب، والذي يقول: مطرنا بنوء كذا وكذا كافر بي مؤمن بالكوكب )، وغير هذا من تنبيهه إلى هذه الأمور، فهذه كلها يؤخذ منها فضل ما يقتضي زيادة إيمان، وزيادة خشوع وأدب مع الله، ولكن مع هذا ففي مسائل هذا العلم ما يقتضي قسوةً وغلظةً وجفاءً وتجبراً على عباد الله، وأن يجعل الإنسان نفسه حكماً على الآخرين، أو يحتكر الحق دونهم، وهذه المسائل حينئذ مذمومة لما يترتب عليها من تربية الإنسان نفسه، ولذلك نبه على معنى هذا في كثير من النصوص، فقد أخرج مالك في الموطأ وأحمد في المسند عن يحيى بن سعيد أنه بلغه: ( أن عيسى ابن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسوا قلوبكم؛ لأن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، وإنما الناس مبتلىً ومعافىً فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية ).

وبالأخص أنه يوقع في مزالق كثيرة فكثير من مسائل هذا العلم تقتضي من الإنسان التعصب له مما يقتضي منه تكفيراً لقوم أو تبديعاً أو تفسيقاً، أو غير ذلك، وهذا في الأصل راجع إلى القضاة؛ لأن التكفير والتبديع والتفسيق حكم قضائي يحتاج فيه إلى إثبات ومناقشة وإقامة للحجة.

فائدة علم العقائد

أما فائدته ففائدة هذا العلم: زيادة الإيمان والتصديق بالخبر، وزيادة الأجر على حفظ النصوص، وكذلك زيادة اليقين في الخبر المحض، والقدرة على الدفاع عن الدين والجهاد بالقول، ولا شك أن الجهاد بالقول من أعظم أنواع الجهاد، فقد أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم بجهاد المنافقين، ولم يجاهدهم إلا بالقول، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ [التوبة:73]، ولم يجاهدهم إلا بالأقوال.

وكذلك قال الله في القرآن: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً [الفرقان:52]، دل ذلك على أن الجهاد بالقول جهاد كبير.

وكذلك ما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )، كل هذا جهاد باللسان، فدل هذا على أن تعلمه من الإعداد للجهاد؛ لأنه رد لشبهات الكفار والملحدين، ودفاعاً عن الدين وصدع بالحق، وقد أمر الله بذلك في الدعوة في قوله: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، وفي قوله: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46].

أما المسائل فهي ما يدخل تحته من الجزئيات السابقة وغيرها، وكان الأولى للذين يؤلفون فيه أن يرتبوه على أركان الإيمان، أن يرتبوا المسائل على أركان الإيمان، فليبدأ أولاً فيه بتعريف الإيمان وما يتعلق به، ثم بذكر مسائل الإيمان بالله، وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: الإيمان بألوهيته، وما يتعلق بذلك من شأن المخالفين الذين يعبدون غيره، أو يقدمون إليه نذوراً أو تقرباً، أو يدعونه من دونه، أو يتوسلون به، أو يستشفعون، أو غير ذلك، ثم مسائل الإيمان بربوبيته، وما يتعلق بانفراده بالخلق والملك سبحانه وحده، والرد على المخالفين في ذلك من الطبائعيين والدهريين وعبدة الأوثان أقصد الذين يدعون أن الأوثان شركاً في السموات والأرض، أو الذين يدعون أن أحداً يملك له نفعاً أو ضراً أو موتاً أو حياةً أو نشوراً، ثم بعد ذلك الإيمان بأسمائه سبحانه وتعالى إجمالاً وتفصيلاً، والبيان بهذه الأسماء ومعانيها مما يقتضي محبةً له، وزيادة اتصال به، ثم الإيمان بصفاته، وبيان ما جاء منها في النصوص، وبيان اتصافه بكل كمال، وامتناع كل نقص عليه، وهذا مما يزيد محبته؛ لأنك كلما ازددت معرفةً بصفاته كلما ازددت قرباً إليه وتقرباً، ثم بعد هذا الإيمان بملائكته وصفاتهم وأحوالهم، وأسماء من سمي منهم وأعدادهم وغير ذلك، ثم الإيمان بكتبه، ويزداد التفصيل في القرآن مثلاً، ثم الإيمان برسله وما لهم من حقوق، وأسماء من سمي منهم، ثم الإيمان باليوم الآخر وما يتعلق به مما يسبق قيام الساعة من الأشراط، والقيامة الصغرى التي هي الموت وما وراءه، ثم مشاهد القيامة، ثم الإيمان بالقدر خيره وشره بأقسامه كلها أقسام القدر الأربعة ومراتبه الأربع كذلك، فهذا الأولى أن يرتب هذا العلم على هذه الطريقة، ومع الأسف لم يرتب في كتاب شامل على هذا الوجه، بل وضعت مسائل هذا العلم بعيدة عن أركان الإيمان والاختلاط بها في أغلب الكتب، وكثر الكلام فيها فقط في الأسماء والصفات، فهذا أكثر ما ألف في علوم العقائد، مع أن الأصل أن يهتم بالجميع، وقد شعر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في زمانه بثغرة مهمة في أهل هذا الزمان؛ لجهلهم بكثير مما يتعلق بالإيمان بألوهية الله سبحانه وتعالى، فألف كتابه كتاب التوحيد، وخصصه أساساً لتوحيد الألوهية توحيد العبادة، ومن الأولى لطلاب العلم الآن أن يؤلفوا هذا العلم على طريقة جديدة ترتبط بأركان الإيمان وتفصيلاتها؛ حتى يعرف الإنسان لماذا يذكر أهل علم العقائد الطيرة مثلاً أو التولة أو التمائم في علم الاعتقاد، وإلى أي أصل ترجع؟ كلها ترجع إلى القدر بخيره وشره، كذلك المسائل الأخرى فمرجعها إلى أصولها، ويكون العلم شجرةً واضحةً في الأذهان، مثل الطريقة التي ألفت عليها العلوم الأخرى، وهذا أنفى للتعصب، وأنفى كذلك للتوسع في مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تنفع، فيكون هذا أولى.

هذا ما يتعلق بالمقدمات العشر في هذا العلم، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما نسبته إلى غيره من العلوم فهي بالنسبة لعلم الحديث وكذلك علم التفسير نسبة العموم والخصوص المطلقين، ولغيرهما من علوم الشريعة نسبة العموم والخصوص الوجهي؛ للاشتراك في بعض المسائل، وانفراد كل في مسائل مختصة.




استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
مقدمات في العلوم الشرعية [18] 3787 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [39] 3561 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [42] 3511 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [30] 3436 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [16] 3388 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [4] 3368 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [22] 3322 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [13] 3259 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [6] 3250 استماع
مقدمات في العلوم الشرعية [35] 3141 استماع