خطب ومحاضرات
أبعاد شخصية المصطفى صلى الله عليه وسلم
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين, وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإني أحمد الله تعالى على اللقاء بهذه الوجوه الخيرة النيرة في هذا اليوم المبارك, وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا أجمعين في قرة أعين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وأن يحشرنا تحت لوائه، وأن يبعثنا في زمرته, وأن يجعلنا من أتباعه وجنوده, وأن يحيينا على سنته ويميتنا على ملته.
وحديثنا سيتناول لفتة مباركة في إحياء شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتجديدها والتذكير بالعهد النبوي الشريف، وبالأخص الهجرة المباركة التي ابتدأ بها تاريخ هذه الأمة وابتدأ بها بناء دولتها المباركة.
وأنتم يا إخوتي وأخواتي الآن تجتمعون لامتثال ما أمرنا الله به باتخاذ محمد صلى الله عليه وسلم أسوة صالحة، فقد قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[الأحزاب:21], وهذه الأسوة تشمل جميع أبعاد الحياة كلها، فهو المثال المرضي عند الله سبحانه وتعالى في جميع الأمور, فما من إنسان من هذه الأمة يريد أن يسلك طريق الاستقامة, ويريد أن ينجح في الحياة: في علم أو في عمل أو في إدارة أو قيادة في سياسة أو في اقتصاد أو في اجتماع أو في غير ذلك إلا والأسوة الصالحة والقدوة الحسنة له محمد صلى الله عليه وسلم.
اختيار نسبه صلى الله عليه وسلم
إن الأبعاد الشخصية هي تغطي كل هذه الجوانب, ولا غرابة في ذلك، فقد اختاره الله جل جلاله من الخلائق أجمعين, وشرفه على الثقلين الإنس والجن, واصطفاه واجتباه اصطفاءً سابقاً على مولده صلى الله عليه وسلم, فقد ثبت في صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اصطفى من ذرية آدم إبراهيم , واصطفى من ذرية إبراهيم إسماعيل , واصطفى من ذرية إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً, واصطفى من قريش بني هاشم, وجعلني من بني هاشم في المحل الأسمى، فأنا خيار من خيار من خيار ولا فخر), فهذا الاختيار الرباني لا معقب له، فقد قال الله تعالى: يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهمْ الْخِيَرَةُ[القصص:68], وقال تعالى: اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ[الحج:75].
فقد اختار الله محمداً صلى الله عليه وسلم مثالاً للبشرية كلها, وهذا يقتضي أن معاني البشرية رفيعة, وأعمالها المرضية عند الله منحصرة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم, فلا تجد أمراً محموداً في البشرية، سواءً كان في علم أو في خلق، أو في عمل أو في جهاد، أو في أي مجال من المجالات، إلا وهو متمثل في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك استحقت شخصيته الدراسة والاقتداء والإتساء, وأن يكون حاضراً في الأذهان دائماً, وأنتم تتذكرون قول العلامة أحمد البدوي المجلسي الموريتاني في نظمه لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ولحضوره بكل ذهن عن ذكره بمضمر استغنِ
فهو حاضر في الأذهان دائماً، لا يحتاج إلى ذكر اسمه لحضوره في كل ذهن من أذهان محبيه، والمتبعين له صلى الله عليه وسلم, ولذلك فليس الاقتداء به مقصوراً على أمته وعلى التابعين له.
اقتداء الأنبياء به وإمامته لهم
بل قد أخذ الله العهد على جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم في الاقتداء به وتصديقه ونصرته إذا بعث وهم أحياء، قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ[آل عمران:81-83], فكل أنبياء الله عليهم السلام يودون الاقتداء به، وأن يكونوا من أمته، وأن يكونوا من أتباعه, ولذلك حشرهم الله له؛ ليقتدوا به في مسراه في المكان المشرف المقدس، الذي تهوي إليه أفئدة المؤمنين الآن، وهو أسير منذ عدد من السنين في أحضان إخوان القردة والخنازير، الصهاينة المعتدين لعنهم الله وطردهم وأخزاهم.
فجمع الله المرسلين من أولهم إلى آخرهم، فقاموا صفاً وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجسد بذلك الإمامة الحقيقة للبشرية كلها, فالرسل هم أئمة البشر الذين اصطفاهم الله لذلك, وقد كانوا جميعاً مأمومين مهتدين بهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان رمز ذلك بوحدة صفهم، وقيامهم في المسجد الأقصى المبارك، الذي هو مهد الرسالات، وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم بعد ذلك بشهادته صلى الله عليه وسلم عليهم، فهو في الفضل سابق عليهم أجمعين, وهو كذلك يوم القيامة سابق عليهم، فهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة, وأول من يحشر الرسول صلى الله عليه وسلم, والناس يحشرون على عقبه, أي: على قدمه كما أخرج مالك في الموطأ وهو آخر حديث في الموطأ: عن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لي خمسة أسماء: فأنا محمد، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر, وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه, وأنا العاقب).
الأمة الأخرى في الدنيا الأولى يوم القيامة
وأمته هي الآخرة في الدنيا، وهي الأولى يوم القيامة, فهي أول الأمم عرضا ًعلى الله جل جلاله, وأول الأمم فرجاً بخروجها من المحشر, فالمحشر يجتمع فيه الأولون والآخرون, ويطول عليهم ما يشق بهم؛ لأن الشمس تدنو فوق رءوسهم حتى تكون كالميل, ويشتد بهم العرق، فمنهم من يصل إلى كعبيه, ومنهم من يصل إلى ركبتيه, ومنهم من يصل إلى حقويه, ومنهم من يصل إلى سرته, ومنهم من يصل إلى ثدييه, ومنهم من يصل إلى ترقوتيه, ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً.
ويشتكون من هذا الموقف حتى يريدون الخلاص منه، ولو إلى النار, يقولون: ( اشفع لنا إلى ربنا إما إلى جنة وإما إلى نار ).
وأول من يخرج من هذا الموقف أمة محمد صلى الله عليه وسلم بشفاعته، فهم أول الأمم فرجاً, وهم أول الأمم عرضاً على الله جل جلاله، تفتح لهم الصحائف والعرض والوزن, وهم أول الأمم عبوراً على الصراط يوم القيامة, ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نحن اللاحقون السابقون يوم القيامة), فقوله: (نحن اللاحقون)، أي: الآخرون, (السابقون يوم القيامة), في العرض على الله وأمام الأمم كلها، وأول من يدخل الجنة، وأول من تفتح له الأبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك الحلقة فتفتح أبواب الجنة الثمانية في وقت واحد.
سر تأخير محمد صلى الله عليه وسلم وأمته في الدنيا
ولذلك أُخرت هذه الأمة, وأخر هذا الرسول فكان آخر الرسل من أجل الشهادة، فالشهادة من شرطها العلم, فلا يحل للإنسان أن يشهد بشيء يجهله, وقد قال الله تعالى: وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ[يوسف:81], وقال تعالى: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[الزخرف:86], فلو كانت هذه الأمة في عصر نوح مثلاً أو في عصر آدم ، أو في غير ذلك من العصور السابقة لما استطاعت الشهادة على ما يأتي من بعد؛ لأنه لم يولد ولم يدخل حيز الوجود, والشهادة من شرطها العلم.
فلذلك تأخرت هذه الأمة؛ لفضيلة عظيمة وهي الشهادة, وقد نوه الله بهذه الفضيلة إذ قال: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا[البقرة:143], والوسط هم الخيار العدول, فهم عدول وشهود عند الله تعالى، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أنتم شهداء الله في أرضه, فمن أثنيتم عليه بخير وجبت له الجنة, ومن أثنيتم عليه بشر وجبت له النار), والله تعالى يقول: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ[التوبة:105], فجعل المؤمنين شهوداً.
وهذه الشهادة العظيمة لهذه الأمة من أجلها أخرت, وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من نبي إلا يخاصمه قومه يوم القيامة, يقولون: ما جاءنا من بشير ولا نذير, وإن نوحاً يخاصمه قومه يوم القيامة فيقال: من يشهد لك, فيقول: محمد وأمته), فيؤتى بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم وأمته فيشهدون أن نوحاً مكث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عاماً.
ولذلك أنتم تشهدون بهذا الآن جميعاً, وأولادكم من بعدكم يشهدون به, فنشهد أن نوحاً مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأدى الرسالة؛ لأننا نحفظ ذلك في كلام ربنا جل جلاله، ونؤمن به إيماناً يقينياً، كما لو شاهدناه ورأيناه أو أشد من ذلك.
وهذه الأمة المشرفة من أبرز علامات تشريفها, وأكبر سمةٍ لها: هي اختيار محمد صلى الله عليه وسلم لها, فعلى قدر شرفها عند الله وكرمها عنده، تكون مكانة رسولها, فلم يرسل لها مجرد رسول من الرسل, ولم يرسل لها أحد أولي العزم من الرسل، بل اختار لها أفضل الرسل وقائدهم على الإطلاق وسيدهم, ولذلك يقول أحد الشعراء:
ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي وأن أرسلت أحمد لي نبيا
فهذه مزية عظيمة لهذه الأمة, ولذلك أنزل الله إليها أفضل الكتب، وشرع لها خير شرائع الدين, وجعلها خير أمة أخرجت للناس.
إن الأبعاد الشخصية هي تغطي كل هذه الجوانب, ولا غرابة في ذلك، فقد اختاره الله جل جلاله من الخلائق أجمعين, وشرفه على الثقلين الإنس والجن, واصطفاه واجتباه اصطفاءً سابقاً على مولده صلى الله عليه وسلم, فقد ثبت في صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اصطفى من ذرية آدم إبراهيم , واصطفى من ذرية إبراهيم إسماعيل , واصطفى من ذرية إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً, واصطفى من قريش بني هاشم, وجعلني من بني هاشم في المحل الأسمى، فأنا خيار من خيار من خيار ولا فخر), فهذا الاختيار الرباني لا معقب له، فقد قال الله تعالى: يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهمْ الْخِيَرَةُ[القصص:68], وقال تعالى: اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ[الحج:75].
فقد اختار الله محمداً صلى الله عليه وسلم مثالاً للبشرية كلها, وهذا يقتضي أن معاني البشرية رفيعة, وأعمالها المرضية عند الله منحصرة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم, فلا تجد أمراً محموداً في البشرية، سواءً كان في علم أو في خلق، أو في عمل أو في جهاد، أو في أي مجال من المجالات، إلا وهو متمثل في شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك استحقت شخصيته الدراسة والاقتداء والإتساء, وأن يكون حاضراً في الأذهان دائماً, وأنتم تتذكرون قول العلامة أحمد البدوي المجلسي الموريتاني في نظمه لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ولحضوره بكل ذهن عن ذكره بمضمر استغنِ
فهو حاضر في الأذهان دائماً، لا يحتاج إلى ذكر اسمه لحضوره في كل ذهن من أذهان محبيه، والمتبعين له صلى الله عليه وسلم, ولذلك فليس الاقتداء به مقصوراً على أمته وعلى التابعين له.
بل قد أخذ الله العهد على جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم في الاقتداء به وتصديقه ونصرته إذا بعث وهم أحياء، قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ[آل عمران:81-83], فكل أنبياء الله عليهم السلام يودون الاقتداء به، وأن يكونوا من أمته، وأن يكونوا من أتباعه, ولذلك حشرهم الله له؛ ليقتدوا به في مسراه في المكان المشرف المقدس، الذي تهوي إليه أفئدة المؤمنين الآن، وهو أسير منذ عدد من السنين في أحضان إخوان القردة والخنازير، الصهاينة المعتدين لعنهم الله وطردهم وأخزاهم.
فجمع الله المرسلين من أولهم إلى آخرهم، فقاموا صفاً وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم, فجسد بذلك الإمامة الحقيقة للبشرية كلها, فالرسل هم أئمة البشر الذين اصطفاهم الله لذلك, وقد كانوا جميعاً مأمومين مهتدين بهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان رمز ذلك بوحدة صفهم، وقيامهم في المسجد الأقصى المبارك، الذي هو مهد الرسالات، وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم بعد ذلك بشهادته صلى الله عليه وسلم عليهم، فهو في الفضل سابق عليهم أجمعين, وهو كذلك يوم القيامة سابق عليهم، فهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة, وأول من يحشر الرسول صلى الله عليه وسلم, والناس يحشرون على عقبه, أي: على قدمه كما أخرج مالك في الموطأ وهو آخر حديث في الموطأ: عن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لي خمسة أسماء: فأنا محمد، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر, وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه, وأنا العاقب).
وأمته هي الآخرة في الدنيا، وهي الأولى يوم القيامة, فهي أول الأمم عرضا ًعلى الله جل جلاله, وأول الأمم فرجاً بخروجها من المحشر, فالمحشر يجتمع فيه الأولون والآخرون, ويطول عليهم ما يشق بهم؛ لأن الشمس تدنو فوق رءوسهم حتى تكون كالميل, ويشتد بهم العرق، فمنهم من يصل إلى كعبيه, ومنهم من يصل إلى ركبتيه, ومنهم من يصل إلى حقويه, ومنهم من يصل إلى سرته, ومنهم من يصل إلى ثدييه, ومنهم من يصل إلى ترقوتيه, ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً.
ويشتكون من هذا الموقف حتى يريدون الخلاص منه، ولو إلى النار, يقولون: ( اشفع لنا إلى ربنا إما إلى جنة وإما إلى نار ).
وأول من يخرج من هذا الموقف أمة محمد صلى الله عليه وسلم بشفاعته، فهم أول الأمم فرجاً, وهم أول الأمم عرضاً على الله جل جلاله، تفتح لهم الصحائف والعرض والوزن, وهم أول الأمم عبوراً على الصراط يوم القيامة, ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (نحن اللاحقون السابقون يوم القيامة), فقوله: (نحن اللاحقون)، أي: الآخرون, (السابقون يوم القيامة), في العرض على الله وأمام الأمم كلها، وأول من يدخل الجنة، وأول من تفتح له الأبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرك الحلقة فتفتح أبواب الجنة الثمانية في وقت واحد.
استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
خطورة المتاجرة بكلمة الحق | 4830 استماع |
بشائر النصر | 4289 استماع |
أسئلة عامة [2] | 4133 استماع |
المسؤولية في الإسلام | 4060 استماع |
كيف نستقبل رمضان [1] | 4000 استماع |
نواقض الإيمان [2] | 3947 استماع |
عداوة الشيطان | 3934 استماع |
اللغة العربية | 3931 استماع |
المسابقة إلى الخيرات | 3908 استماع |
القضاء في الإسلام | 3897 استماع |