المرأة المسلمة والتحديات المعاصرة


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فإن النساء نصف هذا المجتمع الأكبر من ناحية العدد، ولهن أثر بالغ في الصلاح والإغواء.

امرأة نوح وامرأة لوط

ولذلك ضرب الله تعالى بهن مثلاً للمؤمنين ومثلاً للكافرين وبدأ بمثل الكافرين في سورة التحريم؛ فقال سبحانه وتعالى: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10]، ثم هذا المثل ضربه الله تعالى لامرأتين مهيأ لهما أسباب الرشد والصلاح فكانتا زوجتين لعبدين صالحين من عباد الله تعالى ونبيين مقربين من أنبياء الله تعالى فتوفرت لهما أسباب الصلاح والهداية ومع ذلك اتبعتا هواهما فلم تسيرا على منهج النبيين الكريمين عليهما صلوات الله وسلامه؛ فلذلك ضرب الله بهما مثلاً للذين كفروا.

امرأة فرعون ومريم بنت عمران

ثم عقب هذا المثل بضرب مثل للذين آمنوا فقال: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:11-12].

فهذان المثلان أيضاً للذين آمنوا ضربهما بامرأتين صالحتين قد امتحنتا بأسباب الفساد، أولاهما امرأة كانت زوجة لملك مصر الطاغية فرعون عدو الله في هذه الأرض، وكانت معرضة للفتنة بأمور الدنيا فهي في مركز القوة والحكم، ومع ذلك اهتدت لما رأت نور الهداية، واختارها الله تعالى من هذا البيت المعادي فهداها لدين الله تعالى، فتابعت موسى وضحت بكل مصالحها وما تطلبه من ملذات الدنيا وشهواتها، فنالت الخلود بذلك، والثانية تلك المرأة الفاضلة التي امتحنت أيضاً بأنها نذرتها أمها لله تعالى، فسكنت من صباها في الكنيسة مع الرهبان والعباد؛ فانعزلت عن التربية وخرجت من بيت والديها، فما ربياها وما قاما عليها، ومع ذلك قامت من عند نفسها فأحصنت فرجها؛ فلذلك نجت من الشهوات فأنجاها الله تعالى من الشبهات، فكانت مثلاً للذين آمنوا بسبب حصانتها لنفسها وعفتها، وكانت بذلك من خير نساء العالمين.

ولذلك ضرب الله تعالى بهن مثلاً للمؤمنين ومثلاً للكافرين وبدأ بمثل الكافرين في سورة التحريم؛ فقال سبحانه وتعالى: ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم:10]، ثم هذا المثل ضربه الله تعالى لامرأتين مهيأ لهما أسباب الرشد والصلاح فكانتا زوجتين لعبدين صالحين من عباد الله تعالى ونبيين مقربين من أنبياء الله تعالى فتوفرت لهما أسباب الصلاح والهداية ومع ذلك اتبعتا هواهما فلم تسيرا على منهج النبيين الكريمين عليهما صلوات الله وسلامه؛ فلذلك ضرب الله بهما مثلاً للذين كفروا.

ثم عقب هذا المثل بضرب مثل للذين آمنوا فقال: وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم:11-12].

فهذان المثلان أيضاً للذين آمنوا ضربهما بامرأتين صالحتين قد امتحنتا بأسباب الفساد، أولاهما امرأة كانت زوجة لملك مصر الطاغية فرعون عدو الله في هذه الأرض، وكانت معرضة للفتنة بأمور الدنيا فهي في مركز القوة والحكم، ومع ذلك اهتدت لما رأت نور الهداية، واختارها الله تعالى من هذا البيت المعادي فهداها لدين الله تعالى، فتابعت موسى وضحت بكل مصالحها وما تطلبه من ملذات الدنيا وشهواتها، فنالت الخلود بذلك، والثانية تلك المرأة الفاضلة التي امتحنت أيضاً بأنها نذرتها أمها لله تعالى، فسكنت من صباها في الكنيسة مع الرهبان والعباد؛ فانعزلت عن التربية وخرجت من بيت والديها، فما ربياها وما قاما عليها، ومع ذلك قامت من عند نفسها فأحصنت فرجها؛ فلذلك نجت من الشهوات فأنجاها الله تعالى من الشبهات، فكانت مثلاً للذين آمنوا بسبب حصانتها لنفسها وعفتها، وكانت بذلك من خير نساء العالمين.

إن هذا المثل البليغ الذي ضربه الله تعالى في خواتيم هذه السورة الكريمة من كتابه يدلنا على خطورة النساء وخطرهن في هذا المجتمع، فإن صلحن أصلحن وإن فسدن أفسدن؛ ولذلك ذكر الله تعالى قصصاً أخرى لبعض النساء في كتابه منهن امرأة عزيز مصر التي أرادت يوسف عن نفسه فثبته الله تعالى وعصمه، وقامت بخديعتها العجيبة للنساء اللاتي تكلمن في عرضها؛ فأحضرتهن وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ [يوسف:31].

وكذلك من هؤلاء النسوة اللاتي كان لهن من الشأن ما قص الله عليهن في كتابه من التأثير بعض تفصيلات قصة لوط وما دلت به امرأته الظالمين على الملائكة المقربين؛ فبذلك كانت من حزب الشيطان، وأنجى الله لوطاً وأهل بيته من كيدها، وكانت قريباً من الظالمين وما هي من الظالمين ببعيد.

تنبيه الرسول الكريم على أثر النساء وخطورتهن في المجتمع

وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة عنه كثيرة إلى هذا الخطر وهذه الخطورة؛ فمن ذلك ما أخرجه البخاري و مسلم من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم العيد ثم قام متكئاً على بلال فوقف على النساء فوعظهن وذكرهن، وقال: يا معشر النساء! اتقين الله؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة من سطة النساء )، معناه: من أواسطهن، ( في وجهها سفعة )، معناه: تغير لون، ( فقالت: يا رسول الله! أنكفر بالله؟ قال: نعم، تكفرن بالله وتكفرن العشير )، ثم بين ذلك فقال: ( لو أحسنت إلى إحداهن دهراً ثم رأت منك سوءاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط ).

وهذه الكثرة في النار تشعر بما لهن من الخطر على غيرهن والتأثير فيه؛ فكفرانهن بالله وكفرانهن للعشير لهن قوة في اجتذاب الآخرين؛ ولذلك وصفهن الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( وما رأيت أسلب لعقل الحليم منكن )، وبقوله: ( إنكن صواحبات يوسف )، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنكن ناقصات عقل ودين )، وفي حديث آخر: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب لعقل الرجل الحليم منكن )، وقد سماهن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبائل الشيطان، وحبائله معناه: الشباك التي يرمي بها فيصطاد، وذلك لما لهن من الدور البالغ في الاصطياد والتأثير على الناس.

قصة البغي مع جريج الراهب

لذلك قص علينا الرسول صلى الله عليه وسلم قصة الملأ من بني إسرائيل الذين كان فيهم رجل صالح فأرادوا أن يغووه عن دينه؛ فحاولوا بكل المحاولات وأرشدهم الشيطان إلى الدنيا، فنثروا عليه الدراهم والدنانير فأعرض عنها وما أثرت فيه، ثم وضعوا الخمر على بابه بالليل فكسرها وما أثرت فيه، فأرادوا باغية من البغايا وكانت من أحسن النساء؛ فرفعوا إليها الأمر، فقالت: أنا كفيلة بإغوائه والإتيان به، فذهبت إليه فتعرضت له في مصلاه، فأعرض عنها ولعنها، فلما أيست منه ذهبت إلى راع فمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت، وادعت أن ذلك من هذا الراهب واسمه جريج ، وكان من الصالحين، فجاءت بحملها فأخبرت أنه من جريج ، فأخذ بنو إسرائيل ولدها فذهبوا إلى جريج فهدموا عليه صومعته وأنزلوه منها؛ فسألهم عن الخبر، فقالوا: لقد زنيت بفلانة وهذا ولدك منها، فابتسم جريج ابتسامة الواثق بدينه، ثم دعا الولد فقال: يا غلام! من أبوك؟ فقال الغلام: أبي فلان الراعي، فتكلم في المهد، وأخبر عن نفسه؛ فكان هذا كرامة لهذا الولي والعبد الصالح .. فنجاه الله تعالى مما أرادوا به من الكيد والمكر؛ فعرضوا على جريج أن يعيدوا له صومعته وأن يبنوها له من الذهب، فامتنع فقال: أعيدوها طيناً كما كانت. وغير هذا من وسائل إغوائهن وإغرائهن كثير.

وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة عنه كثيرة إلى هذا الخطر وهذه الخطورة؛ فمن ذلك ما أخرجه البخاري و مسلم من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس رضي الله عنهما ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم العيد ثم قام متكئاً على بلال فوقف على النساء فوعظهن وذكرهن، وقال: يا معشر النساء! اتقين الله؛ فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة من سطة النساء )، معناه: من أواسطهن، ( في وجهها سفعة )، معناه: تغير لون، ( فقالت: يا رسول الله! أنكفر بالله؟ قال: نعم، تكفرن بالله وتكفرن العشير )، ثم بين ذلك فقال: ( لو أحسنت إلى إحداهن دهراً ثم رأت منك سوءاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط ).

وهذه الكثرة في النار تشعر بما لهن من الخطر على غيرهن والتأثير فيه؛ فكفرانهن بالله وكفرانهن للعشير لهن قوة في اجتذاب الآخرين؛ ولذلك وصفهن الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( وما رأيت أسلب لعقل الحليم منكن )، وبقوله: ( إنكن صواحبات يوسف )، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنكن ناقصات عقل ودين )، وفي حديث آخر: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب لعقل الرجل الحليم منكن )، وقد سماهن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبائل الشيطان، وحبائله معناه: الشباك التي يرمي بها فيصطاد، وذلك لما لهن من الدور البالغ في الاصطياد والتأثير على الناس.