خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/943"> د. عمر عبد الكافي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/943?sub=34777"> سلسلة مقتطفات من السيرة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سلسلة مقتطفات من السيرة [15]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه هي الحلقة الخامسة عشرة في السيرة العطرة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الحلقة الثانية في موضوع الصلاة.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، اللهم اجعلها خالصة لوجهك الكريم، اللهم ثقل بها موازيننا، اللهم ثقل بها موازيننا، اللهم ثقل بها موازيننا، اللهم ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام.
اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا قصمته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا غانماً سالماً رددته.
اللهم ارحم برحمتك ضعفنا، واكفنا شر ما أهمنا وما يهمنا، وعلى الإيمان التام والسنة توفنا وأنت راض عنا، اللهم تب على كل عاص، اللهم تب على كل عاص، اللهم تب على كل عاص، واهد كل ضال، اللهم اهد كل ضال، اللهم اهد كل ضال، واشف كل مريض، اللهم اشف كل مريض، اللهم اشف كل مريض.
اللهم فك كرب المكروبين، اللهم فك كرب المكروبين، واقض دين المدينين، وارحم موتانا وأموات المسلمين، واجعل -اللهم- برحمتك جمعنا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل بيننا -يا مولانا- شقياً ولا محروماً.
اللهم إنك تعلم أنه في كل قلب كل واحد منا كرب، فنفس كروبنا، اللهم إنك رزقتنا الإسلام من غير أن نسألك، فارزقنا الجنة ونحن نسألك، اللهم ارزقنا الجنة بدون سابقة عذاب، اللهم نجنا من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، واجعلنا من الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعلنا من الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعل -اللهم- خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك.
إن موضوع الصلاة له أهمية قصوى؛ لأن هذا الأمر جعله الرسول عماد الدين، فالصلاة عماد الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر).
وإن العلماء على رأيين في تارك الصلاة: فبعضهم يقول: إن تارك الصلاة المصر على تركها كافر، وبذا قال الإمام أحمد وغيره: إنه يفرق بينه وبين زوجته؛ لأن المرأة إن كانت تصلي فهي مسلمة.
فالإمام أحمد اعتبر تارك الصلاة كافراً، ولا يجوز زواج المسلمة بالكافر، وأما جمهور الفقهاء فعلى أن الذي لا يصلي إن عاد فصلى فإنه يعيد الصلوات التي فاتته.
وأهل الحجاز يتبعون ما قاله الإمام أحمد ، فتارك صلاته عندهم كافر، فإن عاد فصلى فقد عاد إلى الإسلام، والإسلام يجب ما قبله.
ومثال الذي يصلي والذي لا يصلي كاثنين درساً في وقت واحد، وتوظفا، وأحيلا على المعاش، فأحدهما اسمه محمود والثاني اسمه محمد، وأحدهما مسلم والآخر نصراني، فمحمود النصراني عاش بين المسلمين يعامل الناس معاملة جيدة، ومضى عليهما ستون سنة، وفي يوم فوجئ صاحب محمود بأنه يصلي، فقال: ما الذي جرى يا محمود؟ فقال له: إني أنا كنت مقصراً ستين سنة، ولقد تبت، وإن دينكم جميل جداً، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وبدءا يصليان في وقت واحد، فمحمود ترك الصلاة عشرات السنوات ولم يصل أي فرض وأما محمد فعمله جار عليه بالصلاة منذ أول صلاة.
إن تارك الصلاة كافر على مذهب أحمد ، ولهذا القول أدلته.
وأما الجمهور فقالوا: إما أن يكون تاركاً للصلاة جحوداً أو تاركاً لها تكاسلاً، فالمسلم الذي ترك الصلاة جحوداً منكر لها، فهذا كافر.
وأما إذا تركها تكاسلاً فقد قال أبو حنيفة احبسوه وعزروه حتى يصلي، فحين يأتي وقت الظهر يقال له: يا فلان! صل، وكذلك العصر والمغرب وسائر الفروض.
وأما الإمام الشافعي فيرى أنه يستحق القتل، فمتى ما قيل له: يا فلان! لماذا لا تصلي، وقال: لن أصلي؛ فإنه لم يمتثل لأوامر الله، وهذه قلة أدب، فيستحق القتل.
إذاً: الجمهور على أن تارك الصلاة جحوداً وإنكاراً كافر، مثل المسلمة غير المحجبة، فإن كانت منكرة للحجاب البتة، فإنه لو كان هناك حكم إسلامي لقطعت رقاب كثير من النساء.
وأما تارك للصلاة تكاسلاً، تقول له: لم لا تصلي؟! فيقول لك: نسأل الله أن يهدينا، عندي ضيوف، فهو لا يريد أن يصلي، ولكنه خجل من أن يقول لك: أنا لا أصلي. فهذا يحكم بفسقه، والفاسق لا يشهد في المحكمة الإسلامية، فالقاضي يسأل عن الذي يشهد في المحكمة، ليعلم الذي يصلي والذي لا يصلي.
فالصلاة موقعها من الدين أنها العمود الأساسي أو الركن الأساسي في الدين، ولذلك جاء في الحديث أن عرى الإسلام سوف تنقض عروة عروة، فأولها الحكم وآخرها الصلاة.
وقد تحدثنا عن الطهارة، وقلنا: إن الطهارة أنواع أربعة:
طهارة الظاهر من البدن والثوب من النجاسات.
وطهارة الجوارح من المعاصي.
وطهارة القلوب من الرذائل والأخلاق الذميمة.
وطهارة السر عما سوى الله عز وجل.
ومسألة السر لن نتكلم فيها؛ لأنها طهارة الأنبياء، فكل حياة النبي من الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام لله، أما أنت فحياتك لامرأتك مرة، ولأولادك مرة، ولأقاربك مرة، ولمديرك في العمل مرة، ونعوذ بالله من الشرك الظاهر الخفي.
والناس أنواع ثلاثة:
الأول: من قدم معاشه على معاده، فهذا من الهالكين، كشخص يقدم الدنيا على الآخرة، وهذا كثير في المسلمين.
النوع الثاني: من قدم معاده على معاشه، فهذا من الفائزين، وهذا عنوانه: وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى [النجم:42]، يعرف أن النهاية عند الله عز وجل، والذي يتمنى شيئاً يعطيه الله عز وجل إياه، فالذي يريد الدنيا وما فيها يعطاها، والذي يريد الآخرة وما فيها يعطاها.
وقد دفنا أحد الإخوة الأعزاء علينا كان معنا منذ أكثر من عشرين سنة مواظباً على الدروس والجمع، وفي آخر كلام له عندي في البيت قال لي: يا شيخ! أنا أشتهي أن أموت وأنا أصلي، فيموت وهو ساجد لله رحمه الله رحمة واسعة، فطالما كان محباً للخير، يتمنى من الله أن يموت وهو في الصلاة، فلما طلب من الله هذا أجابه الله، فالله سبحانه لا يخذل عبده أبداً.
وهذا مثل حديث: (من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)، أي: أنك تتمنى وتقول: يا ليت أن الدولة تقول في يوم من الأيام؛ لنحارب إسرائيل، وأنت ما دخلت في الجيش ولا في التجنيد.
وقد جاء في الحديث أن صلاة في المسجد الأقصى تعدل ألف صلاة، وصلاة في المسجد النبوي الشريف تعدل عشرة آلاف صلاة، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة، وصلاة في أرض الرباط تعدل ألف ألف صلاة، فركعة المجند في أرض المعركة بمليون ركعة، وخير من هذا كله ركعتان يصليهما المؤمن في جوف الليل والناس نيام.
المراد بطهارة الظاهر
وبول الصبي ينضح، وبول الجارية يغسل، وهذا كلام الحبيب المصطفى، فإذا كان عندك ولد عمره ثلاثة أشهر فبال عليك أو على والدته فإن تأخذ في يدك قليلاً من الماء وتضعه على البقعة التي أصابها البول في الثوب، فيصير طاهراً، وإذا كان عندك بنت عمرها كذلك فبالت عليك فلا تقل: إنهم متعبون، بل اغسل ثوبك؛ وقد كنا نسأل العلماء الذين علمونا عن صحة الحديث، وعندما علمنا مقاييس الصحة اكتشفنا صحة هذا الحديث.
وقد اكتشف الباحثون أن بول البنت في بداية تكوينها يختلف تماماً عن البول عند الولد، فهناك مواد كيماوية زائدة عند البنت تؤثر على نسيج البول، وهذا حديث الذي لا ينطق عن الهوى.
ومن النجاسات بول الآدمي، وأما بول مأكول اللحم فطاهر، فعندما ترى الفلاح في بلادنا، وراد الجاموسة يمشي، فإن مسحت بالذيل فيه وبالت عليه قلنا: بول ما يؤكل لحمه طاهر، والإسلام دين اليسر.
فبول وروث ما يؤكل لحمه طاهر، وبول الإنسان نجس، ولذلك قال سيدنا علي : يا ابن آدم! علام تتكبر وأنت نزلت من مجرى البول مرتين، تنتنك عرقة، وتقلقك بقة، وتميتك شرقة، فعلام الكبر على الله.
ومعنى هذا أنك لا تساوي أي شيء، لكن في ميزان الله تساوي كل شيء.
المراد بطهارة الباطن
فالمسألة هي مسألة تواضع وإخلاص نية لله، ولذلك ذكر أهل العلم مسألة النية في الصلاة عندما تصلي، فحين أصلي أطهر الظاهر وأبحث عن تطهير الباطن؛ لأن الظاهر محل نظر المخلوق، والباطن محل نظر الخالق جل جلاله جلاله، ولذلك تنظف ما تقع عليه عينا أخيك، والله أولى بأن تنظف له ما ينظر إليه، ففي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: والله إنا لنستحي يا رسول الله. فقال: الحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وأن تذكر الموت والبلى، وأن تؤثر ما يبقى على ما يفنى، وأن تعد نفسك مع الموتى).
إنه إذا قيل: استح من الله نقول: إنا نستحي، والحق أن الحياء من الله هو حفظ الرأس وما وعى، ففي الرأس عقل وعينان وأنف وفم ومخ وسمع.
فالعين خلقت للنظر إلى ما أحل الله، وكذلك الأنف والأذن خلق كل منهما لاستعماله فيما أحل الله، فلا أكفر نعمة الله بتلك الجوارح.
وكفران النعمة هو أن أستعمل نعمة الله في معصية الله، حيث يستعمل المرء النعمة التي أعطاها الله له في أن يعصي الله، فالله يعطيه فلوساً، فبدل أن ينفقها في سبيل الله ينفقها في إغضاب الله.
فالعينان يكون حفظهما بترك النظر إلى الحرام، والأنف بألا أشم به ما لا يجوز شمه، فقد جاء في الحديث: (أيما امرأة استعطرت فخرجت فشم الناس رائحتها فهي زانية، وكل عين زانية).
فالله عز وجل أمر المرأة بالحجاب، والحجاب شرطه ألا يكون لافتاً للنظر، وليس المراد أن تلبس الخمار أو النقاب فحسب كيفما كان. وأمر المرأة بعدم الاستعطار، وفي هذا الوقت تسمع بعض الناس يقول: إن فلانة كانت هنا في الأصانصير؛ لأنهم يرونها كل يوم تنزل في وقت معين وقد استعطرت وتركت رائحتها.
والعجب أن المرأة قد تكون في خارج البيت معطرة، وفي داخل البيت مبصلة.
ثم بعد ذلك تحفظ السمع، والسمع فيه مصائب، كسماع الغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس.
وكذلك حفظ البطن، فلا يدخل البطن إلا الطعام الحلال، وقد جاء في حديث: (سوف يأتي زمان على أمتي من لم يأكل الربا أصابه غباره).
فالمراد بحفظ البطن وما حوى حفظ المعدة، قال صلى الله عليه وسلم: (وأن تذكر الموت والبلى، وأن تؤثر ما يبقى على ما يفنى، وأن تعد نفسك في الموتى).
وأما طهارة القلب فتطهيره من آفاته، ومنها الكبر، فنسأل الله أن يخرج الكبر من قلوبنا، وأن يجعلنا وإياكم من أهل التواضع، فمن تواضع لله رفعه، اللهم اجعلنا من المتواضعين.
فأما طهارة الظاهر فعن النجاسات، كالبول.
وبول الصبي ينضح، وبول الجارية يغسل، وهذا كلام الحبيب المصطفى، فإذا كان عندك ولد عمره ثلاثة أشهر فبال عليك أو على والدته فإن تأخذ في يدك قليلاً من الماء وتضعه على البقعة التي أصابها البول في الثوب، فيصير طاهراً، وإذا كان عندك بنت عمرها كذلك فبالت عليك فلا تقل: إنهم متعبون، بل اغسل ثوبك؛ وقد كنا نسأل العلماء الذين علمونا عن صحة الحديث، وعندما علمنا مقاييس الصحة اكتشفنا صحة هذا الحديث.
وقد اكتشف الباحثون أن بول البنت في بداية تكوينها يختلف تماماً عن البول عند الولد، فهناك مواد كيماوية زائدة عند البنت تؤثر على نسيج البول، وهذا حديث الذي لا ينطق عن الهوى.
ومن النجاسات بول الآدمي، وأما بول مأكول اللحم فطاهر، فعندما ترى الفلاح في بلادنا، وراد الجاموسة يمشي، فإن مسحت بالذيل فيه وبالت عليه قلنا: بول ما يؤكل لحمه طاهر، والإسلام دين اليسر.
فبول وروث ما يؤكل لحمه طاهر، وبول الإنسان نجس، ولذلك قال سيدنا علي : يا ابن آدم! علام تتكبر وأنت نزلت من مجرى البول مرتين، تنتنك عرقة، وتقلقك بقة، وتميتك شرقة، فعلام الكبر على الله.
ومعنى هذا أنك لا تساوي أي شيء، لكن في ميزان الله تساوي كل شيء.
وليس كل مصل بمصل، فقد جاء في الحديث: (إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يصر على معصيتي، ورحم الأرملة والمسكين وابن السبيل، ورحم المصاب، فهذا أكلؤه برعايتي، وهو في الفردوس في الجنة أباهي به ملائكتي في السماء).
فالمسألة هي مسألة تواضع وإخلاص نية لله، ولذلك ذكر أهل العلم مسألة النية في الصلاة عندما تصلي، فحين أصلي أطهر الظاهر وأبحث عن تطهير الباطن؛ لأن الظاهر محل نظر المخلوق، والباطن محل نظر الخالق جل جلاله جلاله، ولذلك تنظف ما تقع عليه عينا أخيك، والله أولى بأن تنظف له ما ينظر إليه، ففي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: والله إنا لنستحي يا رسول الله. فقال: الحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وأن تذكر الموت والبلى، وأن تؤثر ما يبقى على ما يفنى، وأن تعد نفسك مع الموتى).
إنه إذا قيل: استح من الله نقول: إنا نستحي، والحق أن الحياء من الله هو حفظ الرأس وما وعى، ففي الرأس عقل وعينان وأنف وفم ومخ وسمع.
فالعين خلقت للنظر إلى ما أحل الله، وكذلك الأنف والأذن خلق كل منهما لاستعماله فيما أحل الله، فلا أكفر نعمة الله بتلك الجوارح.
وكفران النعمة هو أن أستعمل نعمة الله في معصية الله، حيث يستعمل المرء النعمة التي أعطاها الله له في أن يعصي الله، فالله يعطيه فلوساً، فبدل أن ينفقها في سبيل الله ينفقها في إغضاب الله.
فالعينان يكون حفظهما بترك النظر إلى الحرام، والأنف بألا أشم به ما لا يجوز شمه، فقد جاء في الحديث: (أيما امرأة استعطرت فخرجت فشم الناس رائحتها فهي زانية، وكل عين زانية).
فالله عز وجل أمر المرأة بالحجاب، والحجاب شرطه ألا يكون لافتاً للنظر، وليس المراد أن تلبس الخمار أو النقاب فحسب كيفما كان. وأمر المرأة بعدم الاستعطار، وفي هذا الوقت تسمع بعض الناس يقول: إن فلانة كانت هنا في الأصانصير؛ لأنهم يرونها كل يوم تنزل في وقت معين وقد استعطرت وتركت رائحتها.
والعجب أن المرأة قد تكون في خارج البيت معطرة، وفي داخل البيت مبصلة.
ثم بعد ذلك تحفظ السمع، والسمع فيه مصائب، كسماع الغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس.
وكذلك حفظ البطن، فلا يدخل البطن إلا الطعام الحلال، وقد جاء في حديث: (سوف يأتي زمان على أمتي من لم يأكل الربا أصابه غباره).
فالمراد بحفظ البطن وما حوى حفظ المعدة، قال صلى الله عليه وسلم: (وأن تذكر الموت والبلى، وأن تؤثر ما يبقى على ما يفنى، وأن تعد نفسك في الموتى).
وأما طهارة القلب فتطهيره من آفاته، ومنها الكبر، فنسأل الله أن يخرج الكبر من قلوبنا، وأن يجعلنا وإياكم من أهل التواضع، فمن تواضع لله رفعه، اللهم اجعلنا من المتواضعين.