شرح كتاب فضل الإسلام [11]


الحلقة مفرغة

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: [ باب التحذير من البدع:

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون؛ قلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودِّع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة).

قال الترمذي : حديث حسن صحيح.

وعن حذيفة قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها؛ فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً، فاتقوا الله يا معشر القراء! وخذوا طريق من كان قبلكم. رواه أبو داود .

وقال الدارمي : أخبرنا الحكم بن المبارك أنبأنا عمر بن يحيى قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا! فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إني رأيت آنفاً في المسجد أمراً أنكرته، ولم أر -والحمد لله- إلا خيراً، قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة فيهللون مائة، فيقول: سبحوا مائة فيسبحون مائة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئاً انتظار رأيك أو انتظار أمرك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدّوا سيئاتكم؛ فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، وايم الله! ما أدري لعل أكثرهم منكم، تم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.

والله المستعان، وعليه التكلان.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ].

في هذه الأحاديث تحذير صريح مجمل ومفصل من البدع، ويحسن أن نقف على بعض المسائل بعض الوقفات.

أولاً: في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة)، ووصف هذه الموعظة بأنها (وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون)، وهذا فيه عدة فوائد:

التخول بالموعظة

الفائدة الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة بين وقت وآخر، فلا يكثر منها، ولا يغفل عنهم، وكان في مجالسه يبين لهم شيئاً من الأحكام وما جاءهم من الوحي، وأحياناً يسمر معهم، وأحياناً يطيل الحديث، وأحياناً يوجز، لكن بين ذلك كله كان لا يغفل عن الموعظة، وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له طلاب العلم، والمرشدون والوعاظ والدعاة، وذلك لأنه قلَّ عند الناس اليوم في كلماتهم الإرشادية والدعوية الاهتمام بجانب الوعظ؛ ولذلك فقد يستغرب أو يستهين بعض الناس بهذا الجانب حتى إنهم يصفون الخطيب الواعظ أو الداعية الواعظ أو العالم الواعظ بأنه ليس على المنهج، أو أن منهجه غير متكامل، أو أن عنده جانب نقص في الدعوة، وهذا خطأ، بل ينبغي لكل من تصدى لتوجيه الناس، سواء خطباء الجمع، أو المشايخ وطلاب العلم في الدروس، أو المعلمون في المدارس والمربون، وغيرهم ممن تصدى لإرشاد الأمة بأفرادها ومجموعها، ومؤسساتها ومساجدها وغيرها، أن يكثر من الجانب الوعظي في هذا العصر بالذات؛ لأن الناس كثرت عندهم الملهيات والمشغلات والصوارف التي قست بسببها القلوب.

ولذلك فإن أكثر المسلمين اليوم لا يتعظون بالمواعظ، وأكثر ما يتعرض الناس في حياتهم اليومية للموت بينهم، كم من الجنائز نصلي عليها وندفنها، وكم من أخبار الموتى؟!

طربنا الآن من خلال ما نرى وما نسمع وما نقرأ، ومع ذلك تجد المتعظ والمستبصر والمستفيد من عبرة الموت -وكفى بالموت واعظاً- قليل جداً.

بل أصبحت تجمعات الناس واجتماعاتهم والجنائز والمآتم والتعازي شبيهة بالأعراس، أكل وشرب وحديث وابتسامات وضحكات وبيع وشراء.

فالناس يحتاجون إلى الموعظة من قبل الدعاة والمصلحين، وهكذا كانت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه والسلف الصالح، كانوا يتخولون الناس بالموعظة وقلوبهم أنقى من قلوب الناس اليوم، وأكثر استعداداً للخشوع والخشية.

أما الناس اليوم فهم أحوج إلى الموعظة وإلى الخطاب الوعظي، وكنت أتمنى لو أن كل خطيب من خطباء الجمعة هم أكثر من يجتمع حولهم عموم المسلمين في كل مكان أن يخصصوا خطباً متقاربة ولو في الشهر مرة، أو في الشهرين مرة على الأقل يخصص منها خطبة أو خطبتين للمواعظ.

السمع والطاعة لولاة الأمور

الفائدة الثانية: عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والسمع والطاعة)، هذا مبدأ شرعي جهله كثير من الناس اليوم، خاصة الذين ليس عندهم فقه في الدين، إنما مجرد العواطف أو الثقافة، أو الذين تدينهم ليس على فقه شرعي صحيح، لا يعرفون معنى السمع والطاعة، ولا قواعد السمع والطاعة، ولا يدركون أنها أصل من أصول الدين، وأنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم المؤكدة في أحاديث كثيرة، وأنها نهج السلف الصالح، حتى إننا نجد من يقول ويصدق: إن مسألة طاعة ولاة الأمر من الأصول التي صنعتها السياسة، أو إنها من الأمور التي اتجهت إليها الدول بعد الخلافة الراشدة مثل دولة بني أمية وبني العباس، وإن هناك من العلماء من سايروا الحكام؛ فوضعوا أصلاً اسمه: السمع والطاعة لولاة الأمور.

والعجب أننا نقرأ ونسمع مثل هذه الأحاديث بين مجتمع كمجتمعنا عاش على السنة، ونشأ على السنة وعرفها، وفيه من طلاب العلم والعلماء من يبين هذه الأحكام ويقرؤها ويدرسها في المناهج وفي الدروس وفي المجالس وعند العلماء والعامة، ومع ذلك نجد فئة من شبابنا بعضهم قد يكون من المتدينين ومن الدعاة يثقل عليه سماع مثل هذا الأصل، ويجدون حرجاً من تدريسه وبيان أصل السمع والطاعة لولاة الأمر.

ومعروف أن السمع والطاعة بالمعروف، وأنها لولي الأمر المسلم، ولكن مع ذلك فإن هذا الأصل أصبح ثقيلاً؛ بسبب كثرة الأهواء والشعارات، وردود الأفعال أو التصدي لمنكرات الأمة بردود الأفعال على غير أصول شرعية.

ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن تأمر عليكم عبد)، مما يدل على أن السمع والطاعة ليست للخليفة الراشد أو الوالي المختار، أو لمن يحبه الناس فقط، بل السمع والطاعة لولي الأمر براً كان أو فاجراً، عادلاً كان أو ظالماً، راشداً كان أو غير راشد، وسواء كان بخلافة أو بملك عادل أو بملك عضوض، وسواء كان الإمام بالاختيار أو بالقوة، إذا تمكن السلطان المسلم وجب له السمع والطاعة؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن تأمر)، ومعنى (تأمر) فرض إمارته عليكم، انظر دلالة اللغة ودلالة تعبير النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: (وإن تأمر عليكم عبد)، والعبد المقصود به: الرقيق، أي: لو تأمر عليكم من لا يملك -في الأصل- لنفسه شيئاً، بل هو منبوذ، ومع ذلك لو تأمر بقوة السيف وتسلط على المسلمين؛ وجب له السمع والطاعة بالمعروف، وهذا يؤكد خطورة هذا الأصل، وضرورة أن يفقهه طلاب العلم والعلماء، وأن تبين أحكامه للناس.

التفرق والاختلاف والمخرج من ذلك

الفائدة الثالثة: أشار صلى الله عليه وسلم في قوله: (وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً) إلى الافتراق، وأحاديث الافتراق ووقوعه والخبر عنه والتحذير منه كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك نجد بعض المفتونين من المعاصرين من يزعم أن مسألة حدوث الافتراق، ووجود الفرقة بين الأمة من الأمور التي صنعها المتشددون أو المتزمتون، وأنها ردود أفعال لأهل السنة والجماعة ضد خصومهم، وأنهم بالغوا في مسألة وجود الافتراق، وإلا فالأمة تشمل كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن ادعى الإسلام فهو مسلم، ولا داعي لذكر الفرقة والافتراق ووجود الفرق.. إلخ.

وهؤلاء الذين يقولون هذا الكلام جهلة، والإسلام درجات، لكن دعوى الإسلام قد تعصم المسلم أو تعصم قائلها، لكنها لا تعني أن يكون على السنة والاستقامة، فأهل الإسلام -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- سينقسمون؛ منهم من يبقى على السنة وعلى الصراط المستقيم، ومنهم من ينحرف يميناً وشمالاً، كما ورد في حديث السبل وغيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً)، يقصد الصحابة، فكيف بمن بعدهم؟

وفعلاً الصحابة رأوا اختلافاً، وعايشوا في حياتهم ظهور أول الفرق.. الرافضة والشيعة وفرقها المختلفة: الشيعة الغالية وغير الغالية وغيرهم، ثم القدرية، وأوائل ظهور التجهم والاعتزال بدأ في آخر عهد الصحابة، وكذلك المرجئة بدأت بذورها في آخر عهد الصحابة.

إذاً: الاختلاف واقع، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر وخبره صدق أنه من يعش فسيرى اختلافاً كثيراً.

ثم إذا وجد الخلاف فهناك وصية من النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد ضرورة البقاء على السنة، قال: (فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ).

فقوله: (فعليكم بسنتي) يؤكد أنه عند الاختلاف تكون هناك سبيل واحدة هي التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأخذها والاستمساك بها وسلوكها، وهي سبيل السنة، وهذا مما يدل على أن (أهل السنة) مصطلح شرعي؛ لأنهم الذين أخذوا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وغيره.

ثم في الأثر الذي يليه عن حذيفة وعن ابن مسعود وعن أبي موسى الأشعري كلهم في هذا الحديث اجتمعوا على أمر، واتفقوا على بيان نهج من مناهج السنة.

الفائدة الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة بين وقت وآخر، فلا يكثر منها، ولا يغفل عنهم، وكان في مجالسه يبين لهم شيئاً من الأحكام وما جاءهم من الوحي، وأحياناً يسمر معهم، وأحياناً يطيل الحديث، وأحياناً يوجز، لكن بين ذلك كله كان لا يغفل عن الموعظة، وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له طلاب العلم، والمرشدون والوعاظ والدعاة، وذلك لأنه قلَّ عند الناس اليوم في كلماتهم الإرشادية والدعوية الاهتمام بجانب الوعظ؛ ولذلك فقد يستغرب أو يستهين بعض الناس بهذا الجانب حتى إنهم يصفون الخطيب الواعظ أو الداعية الواعظ أو العالم الواعظ بأنه ليس على المنهج، أو أن منهجه غير متكامل، أو أن عنده جانب نقص في الدعوة، وهذا خطأ، بل ينبغي لكل من تصدى لتوجيه الناس، سواء خطباء الجمع، أو المشايخ وطلاب العلم في الدروس، أو المعلمون في المدارس والمربون، وغيرهم ممن تصدى لإرشاد الأمة بأفرادها ومجموعها، ومؤسساتها ومساجدها وغيرها، أن يكثر من الجانب الوعظي في هذا العصر بالذات؛ لأن الناس كثرت عندهم الملهيات والمشغلات والصوارف التي قست بسببها القلوب.

ولذلك فإن أكثر المسلمين اليوم لا يتعظون بالمواعظ، وأكثر ما يتعرض الناس في حياتهم اليومية للموت بينهم، كم من الجنائز نصلي عليها وندفنها، وكم من أخبار الموتى؟!

طربنا الآن من خلال ما نرى وما نسمع وما نقرأ، ومع ذلك تجد المتعظ والمستبصر والمستفيد من عبرة الموت -وكفى بالموت واعظاً- قليل جداً.

بل أصبحت تجمعات الناس واجتماعاتهم والجنائز والمآتم والتعازي شبيهة بالأعراس، أكل وشرب وحديث وابتسامات وضحكات وبيع وشراء.

فالناس يحتاجون إلى الموعظة من قبل الدعاة والمصلحين، وهكذا كانت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه والسلف الصالح، كانوا يتخولون الناس بالموعظة وقلوبهم أنقى من قلوب الناس اليوم، وأكثر استعداداً للخشوع والخشية.

أما الناس اليوم فهم أحوج إلى الموعظة وإلى الخطاب الوعظي، وكنت أتمنى لو أن كل خطيب من خطباء الجمعة هم أكثر من يجتمع حولهم عموم المسلمين في كل مكان أن يخصصوا خطباً متقاربة ولو في الشهر مرة، أو في الشهرين مرة على الأقل يخصص منها خطبة أو خطبتين للمواعظ.

الفائدة الثانية: عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: (والسمع والطاعة)، هذا مبدأ شرعي جهله كثير من الناس اليوم، خاصة الذين ليس عندهم فقه في الدين، إنما مجرد العواطف أو الثقافة، أو الذين تدينهم ليس على فقه شرعي صحيح، لا يعرفون معنى السمع والطاعة، ولا قواعد السمع والطاعة، ولا يدركون أنها أصل من أصول الدين، وأنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم المؤكدة في أحاديث كثيرة، وأنها نهج السلف الصالح، حتى إننا نجد من يقول ويصدق: إن مسألة طاعة ولاة الأمر من الأصول التي صنعتها السياسة، أو إنها من الأمور التي اتجهت إليها الدول بعد الخلافة الراشدة مثل دولة بني أمية وبني العباس، وإن هناك من العلماء من سايروا الحكام؛ فوضعوا أصلاً اسمه: السمع والطاعة لولاة الأمور.

والعجب أننا نقرأ ونسمع مثل هذه الأحاديث بين مجتمع كمجتمعنا عاش على السنة، ونشأ على السنة وعرفها، وفيه من طلاب العلم والعلماء من يبين هذه الأحكام ويقرؤها ويدرسها في المناهج وفي الدروس وفي المجالس وعند العلماء والعامة، ومع ذلك نجد فئة من شبابنا بعضهم قد يكون من المتدينين ومن الدعاة يثقل عليه سماع مثل هذا الأصل، ويجدون حرجاً من تدريسه وبيان أصل السمع والطاعة لولاة الأمر.

ومعروف أن السمع والطاعة بالمعروف، وأنها لولي الأمر المسلم، ولكن مع ذلك فإن هذا الأصل أصبح ثقيلاً؛ بسبب كثرة الأهواء والشعارات، وردود الأفعال أو التصدي لمنكرات الأمة بردود الأفعال على غير أصول شرعية.

ويؤكد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن تأمر عليكم عبد)، مما يدل على أن السمع والطاعة ليست للخليفة الراشد أو الوالي المختار، أو لمن يحبه الناس فقط، بل السمع والطاعة لولي الأمر براً كان أو فاجراً، عادلاً كان أو ظالماً، راشداً كان أو غير راشد، وسواء كان بخلافة أو بملك عادل أو بملك عضوض، وسواء كان الإمام بالاختيار أو بالقوة، إذا تمكن السلطان المسلم وجب له السمع والطاعة؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن تأمر)، ومعنى (تأمر) فرض إمارته عليكم، انظر دلالة اللغة ودلالة تعبير النبي صلى الله عليه وسلم.

قال: (وإن تأمر عليكم عبد)، والعبد المقصود به: الرقيق، أي: لو تأمر عليكم من لا يملك -في الأصل- لنفسه شيئاً، بل هو منبوذ، ومع ذلك لو تأمر بقوة السيف وتسلط على المسلمين؛ وجب له السمع والطاعة بالمعروف، وهذا يؤكد خطورة هذا الأصل، وضرورة أن يفقهه طلاب العلم والعلماء، وأن تبين أحكامه للناس.




استمع المزيد من الشيخ ناصر العقل - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح كتاب فضل الإسلام [6] 2327 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [10] 2313 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [1] 2170 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [5] 1884 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [4] 1808 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [9] 1713 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [7] 1621 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [3] 1500 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [2] 1414 استماع
شرح كتاب فضل الإسلام [8] 1251 استماع