خطب ومحاضرات
نعمة النوم وآدابه
الحلقة مفرغة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله!
نعم الله علينا كثيرة لا تحصى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، ومن بين هذه النعم نعمة أنعم الله بها علينا، ونتلبس بها جميعاً، بل لا يكاد يمر يوم إلا ونحن تحت تأثيرها، وقل أن نحسب لهذه النعمة حسابها، وقليل فينا من يشكر الله عليها، وكثير منا من هو غافل عن شكره فيها، كما هو غافل عن الشكر في نعم أخرى مثيلة لها، إنها نعمة النوم، وهي نعمة مجهول قدرها، فإذا ما أصيب المرء بمرض أو أرق، أو مسه شدة جوع أو برد حالت دون نومه فإنه يدرك قيمة هذه النعمة، وما أطول ليل الأرقين! وما أنغص نوم المرضى والمهمومين! وفي المقابل فما ألذ النوم بعد الإعياء والتعب وطول الكد والبحث في سبل الحياة دون أن يكدره مرض أو هم أو غم!
عباد الله! إنّ النوم كما هو نعمة فهو أيضاً آية من آيات الله، ألا ترى الخالق جل جلاله يغشي الليل النهار فيظلم الكون، وتسكن الحياة، وتنكفئ الأحياء، وتقل الحركة، ويهدأ الناس، فيطيب المنام، وتسكن الأعضاء بعد كللها، وتستريح بعد تعبها، وصدق الله إذ يقول: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا [الفرقان:47].
تفكر عبد الله! -وأنت مدعو للتفكر والتأمل- وتأمل في قوله تعالى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النمل:86]، وتأمل في قوله تبارك وتعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [الروم:23].
عباد الله! إن تلك النعمة رحمة واحدة من رحمات الله على عباده تستوجب الشكر، قال سبحانه: وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:73]، فلا تستطيع أي قوة في هذا الكون سوى قوة الله أن تجعل الليل هادئاً ساكناً للمنام، ولا النهار مبصراً للحركة وانتشار الأنام، وأي قوة مهما بلغت فلن تستطيع أن تتصرف ما لو استمر الزمان ليلاً سرمدياً، أو نهاراً أبدياً، فلا أحد يستطيع ذلك إلا الذي خلق الخلق وقدره تقديراً، وهذه آيات عظيمة، والتفكر فيها يدعو لمزيد من الإيمان، فتدبر في قوله تبارك وتعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ [القصص:71-72].
إن في النوم سراً من أسرار الله في هذا الكون لا يقدر عليه إلا الله، إن في النوم موتاً ووفاة، لكنها موتة صغرى، ووفاة إلى أجل، قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأنعام:60]، فالأنفس في المنام يتوفاها الله جميعاً، فمن شاء أن يفسح لها في الأجل أعادها إلى الحياة مرة أخرى، فقد كنت ميتاً منذ سويعات فأحياك الله، وأما النفس التي قدر عليها الوفاة فإن يمسكها فلا يقظة بعد هذه النومة، فمن ذا الذي يقِّدر هذا، أو يعرف قيمة هذا؟ ومن الذي يستطيع أن يفعل هذا إلا الله تبارك وتعالى؟ فتأمل في قوله تبارك وتعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الزمر:42] فهناك سر عجيب يتكرر في النوم، ولا يكاد يوقظ قلوب الغافلين، أو يستدعي تفكر المتفكرين، ففي لحظة سريعة يغيب المرء عن الحياة والأحياء، وفي أخرى يستيقظ فإذا هو يعيش الحياة ويبصر الأحياء، فيستدل بالنوم -وهو الموتة الصغرى- على الوفاة الكبرى، وبالاستيقاظ على البعث والنشور.
فإي وربي لتموتنّ كما تنامون، ولتبعثنّ كما تستيقظون، وهناك في أرض المحشر ينكشف ليل المفسدين، وتكشف سوءات الفسقة والفاجرين، الذين نسوا أنهم إن غابوا عن أعين الخلق فهم في رقابة الخالق الذي لا تخفى عليه منهم خافية ليلاً ولا نهاراً، ففي الآخرة ينكشف الفرق بين قوم كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات:17]، فكانوا في صلاة وتلاوة وذكر ودعاء، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:18]، وبين أناس يحيون الليل بسهرات صاخبة، ومجون وفواحش، وهم يظنون أنها ليالي حمراء، وغداً تبدو لهم ولغيرهم ليال سوداء.
فخلاصة القول: أنه لا ينبغي للعاقل أن يتخذ من هدأة الليل مجالاً للفسوق والفجور بدلاً من أن يشكر الله على هذه النعمة، ويأوي إلى فراشه ذاكراً شاكراً مستودعاً ربه نفسه: إن أمسكها أن يرحمها، وإن أرسلها أن ليحفظها بما يحفظ به عباده المؤمنين، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يقول أحدهم إذا أوى إلى فراشه: (باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمهما، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)، فما أجمل هذا الدعاء لو تعلمناه وعملنا به!
وكما أن النوم نعمة وعبادة تعينان على طاعة الله فهو ليس كذلك إذا حال بين العبد وبين طاعة ربه، فالصلاة خير من النوم، وهذا نداء يطلقه المؤذنون في فجر كل يوم، والخيرون من الناس هم الذين يستجيبون لهذا النداء، وأكثر الناس عن آيات ربهم غافلون، ومن تكرر نومه عن صلاة الفجر دون عذر شرعي فذلك الذي بال الشيطان في أذنيه.
وكذلك يكون من ضعف النفس ونزغ الشيطان، إذا حال بين المرء وطلب علم نافع، أو داعب الأجفان في خطبة الجمعة أو حال بين المرء وبين عمل صالح.
وهو رحمة وأمنة في حال الجهاد، ولقد أصاب المسلمين ومعهم النبي صلى الله عليه وسلم منه شيء في بعض ملاحمهم مع المشركين، كما قال تعالى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ [الأنفال:11].
يقول الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ [غافر:61].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [الأنعام:96].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، ويعلم مستقرها ومستودعها، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كان نومه أعدل النوم، وهو كما قال ابن القيم رحمه الله: أنفع ما يكون من النوم، وأنفع النوم -كما قال الأطباء- ثلث الليل والنهار: ثمان ساعات، ويتفاوت الناس على حسب أعمالهم واحتياجهم لساعات النوم، فمنهم من تكفيه أربع، ومنهم من تكفيه ست، لكن لا تزاد ساعات النوم على ثمانِ ساعات.
اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنبياء والمرسلين.
عباد الله! إن للمصطفى صلى الله عليه وسلم هدياً في النوم حري بنا أن نتعلمه ونعمل به؛ حتى يكون نومنا عبادة لله رب العالمين، فكان إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك اللهم أحيا وأموت).
وكان من هديه أن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما، ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، ويفعل ذلك ثلاث مرات، فيبدأ بهما على رأسه ووجهه ثم ما أقبل من جسده.
وكان صلى الله عليه وسلم ينام على شقه الأيمن، ويضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم يقول: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك). رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بإسناد صحيح.
ومن دعائه أيضاً إذا أوى إلى فراشه: (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤو)، وهذا الحديث يذكرنا بجموع من المسلمين في زماننا هذا تسلط عليهم الأعداء فأخرجوهم من ديارهم، فهاموا على وجوههم بحثاً عن الزوايا، وبحثاً عن ركن يأوون إليه، أو طعام يستطعمون به، فنسأل الله أن يردهم إلى بلادهم، ويمكن لهم في أرضهم، ويمكن لهم من عدوهم، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، ألا فلنشكر الله على هذه النعم.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ذكر الله في حال النوم تسبيحاً وتحميداً وتكبيراً، وتلك وصيته لأقرب الناس إليه وهي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وذلك حينما سألاه الخادم: فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم: إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا الله ثلاثاً وثلاثين، واحمداه ثلاثاً وثلاثين، وكبراه أربعاً وثلاثين، فذلكما خير لكما من خادم). رواه الشيخان وغيرهما.
ومن هديه صلى الله عليه وسلم حال النوم: الوضوء والتطهر، وفي هذا يقول: (طهروا هذه الأجساد طهركم الله؛ فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه ملك في دثاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك هذا فإنه بات طاهراً).
ومن هديه أيضاً: قراءة آية الكرسي، فلا يزال على قارئها من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وبالجملة: (من اضطجح مضطجعاً لا يذكر الله تعالى فيه إلَّا كانت عليه من الله ترة) أي: حسرة وخسارة وندامة، رواه أبو داود بإسناد حسن.
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الاضطجاع على الشق الأيمن، وهناك صفة ذميمة في النوم أيقظ النبي صلى الله عليه وسلم صاحبها، ألا وهي النوم على البطن، فعن يعيش بن طخفة الغفاري رضي الله عنه قال: قال أبي: (بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني إذ رجل يحركني برجله، فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله، فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه أبو داود بإسناد صحيح، وفي بعض الروايات: (تلك نومة أهل النار)، والعياذ بالله.
ومن أدب الإسلام: ألا ينام المرء وبيده بقايا من أثر الطعام حتى يغسلها، قال عليه الصلاة والسلام: (من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه). رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح.
ومن آداب النوم: أن ينفض الإنسان فراشه احتياطاً مما قد يخلفه فيه من بعده، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وباسمك اللهم أرفعه، إن قبضت روحي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
عبد الله! إذا كنت لا تدري إذا صعدت روحك إلى بارئها حال النوم أتكون ممن تمسك روحه فلا يقوم، أم ممن ترسل لتكمل بقية أجلها، فليس يليق بك أن تودَّع الدنيا بالفجور والعصيان، أو يكون آخر ما يقرع سمعك ألحان وغناء وأصوات الموسيقى والتخيلات الباطلة، بل ودَّع الدنيا بخير ما ينبغي أن تودَّع به، ثم نم على ذكر الله تبارك وتعالى، واحتسب نومتك عبادة عند الله، وتذكر دائماً أنها ربما تكون آخر نومة تنامها، فاشكر الله على عافيته وكفايته وإيوائه لك، ونم وأنت عازم على القيام للصلاة المكتوبة، وإذا استيقظت فاحمد الله وقل كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)، وإذا تعاريت من الليل -أي: استيقظت في وسط الليل- فقد أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإن قلت: اللهم اغفر لي! أو دعوت استجيب لك، وإن قمت فتوضأت ثم صليت قُبلتْ صلاتك). رواه البخاري وأحمد وغيرهما.
عبد الله! وإذا أصابك أرق أو فزع أو وحشة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه أن يقولوا في حال الفزع: (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، ومن شر عباده، ومن شر همزات الشياطين وأن يحضرون) رواه أحمد وغيره وهو حديث حسن.
وهكذا أحبتي يبدو الإسلام عظيماً في كل تشريعاته، فهو ينظم أمور الحياة في الليل والنهار، وفي اليقظة والمنام، وصدق الله: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام:38] .
اللهم فقهنا في ديننا، وارزقنا شكرك وذكرك وحسن عبادتك.
اللهم لك الحمد كما آويتنا وكفيتنا، وأنمتنا وأيقظتنا.
اللهم اكف من لا كافي له، وآو من لا مأوى له، وأطعم من لا مطعم له.
ألا وصلوا على البشير النذير، والسراج المنير الذي أمركم الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهم! صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اهدنا وعافنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، يا أرحم الراحمين!
اللهم اجعل يقظتنا ونومنا طاعة وعبادة لك يا رب العالمين!
اللهم اجعل طعامنا تقوياً في طاعتك، ومنامنا تقرباً إليك يا رب العالمين! وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا من الراشدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين!
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، قو عزائمهم، واربط على قلوبهم، وثبت الأقدام، وفك أسرانا وأسراهم يا رب الأنام، وأنزل عليهم رحمة وتأييداً من عندك يا حي يا قيوم! اللهم من سعى في فكاكهم ففك رقبته من النار يا رب العالمين!
اللهم اكبت عدوك وعدونا فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز! وأخرجهم من بلاد المسلمين أذلة صاغرين، واجعلهم لمن خلفهم آية، ولا ترفع لهم في بلاد المسلمين راية يا رب العالمين!
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً يا حي يا قيوم!
عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر.
استمع المزيد من الشيخ خالد الراشد - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
انها النار | 3543 استماع |
بر الوالدين | 3428 استماع |
أحوال العابدات | 3413 استماع |
يأجوج ومأجوج | 3350 استماع |
البداية والنهاية | 3336 استماع |
وقت وأخ وخمر وأخت | 3271 استماع |
أسمع وأفتح قلبك - ذكرى لمن كان له قلب | 3255 استماع |
أين دارك غداً | 3205 استماع |
هذا ما رأيت في رحلة الأحزان | 3099 استماع |
أين أنتن من هؤلاء؟ | 3097 استماع |