أسئلة وفتاوى- 7


الحلقة مفرغة

السؤال: جاء في سورة المائدة قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ * وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:44-45]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]، فكيف الجمع بين الكفر والظلم والفسق في هذه الآيات؟

الجواب: الذي يقول: إن القرآن رجعي وأحكامه رجعية هابطة، ولا نواجه بها التطور العالمي، ولا نخضع لهذه الأحكام ولا نطبقها فينا، فهذا والله لكافر إلا أن يتوب على الفور، ويعيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، والذي يقول: إن القرآن حق، وحكمه حق، لكن نحن عاجزون عن تطبيقه، وهو يصوم ويصلي، فهو مؤمن وليس بكافر، ومن كفره يكفر، ولكنه فاسق وظالم، وذلك بتطبيقه قوانين ليست صالحة، وبفعله أموراً غير مأذون بها، وبالتالي فالكفر لابد فيه من اعتقاد، فإذا اعتقد أن الإسلام باطل، أو أن هذا القرآن رجعي، أو أن أحكام الشريعة لا تنفع أو لا تصلح أو أنها تضر وتفسد، فهذا كافر والعياذ بالله، وإن أعلن الوالي أو الحاكم ذلك علناً فعلى الأمة أن تخلعه على الفور وتنصب غيره، وهذا إذا كانت الأمة موجودة، فإن قالت الأمة: لا نستطيع ذلك، قلنا لهم: إذاً أنتم غير موجودين؟ قالوا: نحن غير موجودين، قلنا لهم: إذاً لم تكفروه؟ لم تشنعوا عليه حتى يقوى؟ قولوا له: أنت مسلم، أنت مؤمن، وذلك على الأقل حتى لا يعاتب ولا يضرب ولا ينتقم، فهل فهمتم ذلك أم لا؟

السؤال: والدتي بلغت مائة ونيفاً من السنين، وهي لا تسمع ولا تستطيع أن تمشي، فهل أعتمر عنها وأحج؟

الجواب: نعم، يجب عليك أن تعتمر عن أمك وتحج عنها ، وهذا من برك بها.

السؤال: والدي كبير السن قد أصابه الخرف، فمرة يصلي ومرة لا يصلي، ومرة يصوم ومرة يفطر في نهار رمضان، إذ لا عقل له، فماذا نصنع له؟

الجواب: ادع الله له أن يغفر له.

السؤال: إذا نام الصائم في النهار أو بعد الفجر ثم احتلم وخرج منه المني، فهل يفسد ذلك صومه؟

الجواب: لا؛ لقوله: ( رفع القلم عن ثلاثة: ومن بينهم: وعن النائم حتى يستيقظ )، وإنما يغتسل من جنابته.

السؤال: إذا كانت الإمام يقنت بالناس وقال في قنوته: إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، فماذا يقول السامع؟

الجواب: لا يقول: آمين؛ لأن هذا ليس بدعاء، وله أن يقول: سبحانك، إذ إن هذا شأنه، أو يسكت؛ لأنه غير مكلف بشيء.

السؤال: هل تجوز الأضحية لمن تجاوز الميقات؟

الجواب: ليس اسمها أضحية، وإنما دم واجب، فإذا تجاوز المحرم الميقات وما حرم إلا في داخله، فعليه دم يذبحه في مكة.

السؤال: أنتم تقولون: لابد من ذبح الأضاحي والهدي بمكة وحرمها، لكن رأينا في الحج أن هذه الأضاحي والهدي تنقل إلى الخارج؟

الجواب: هل هذا السؤال سؤال عاقل؟ إن أكثر من عشرين سنة وهم يقولون: لماذا هذا الضياع؟ لمَ هذه الدماء والمواشي التي تذبح بكثرة؟ إن هذا إفساد وإهدار للحيوانات! ونحن نتألم، وقد قلنا: يا جماعة! إن الله أمر إبراهيم أن يذبح إسماعيل فما تردد في ذلك، وأنتم تنظرون فقط بالنظرة المادية الاشتراكية، لمَ هذه الأغنام تذبح؟ وهذه اللحوم كذا وكذا؟ وطول العام وهم يصيحون بذلك، بل حتى صحف أوروبا والعرب الهابطون، ثم بعد معاناة يسر الله بأن أوجدنا شركة عالمية، ووظيفة هذه الشركة أن تجمع كل اللحوم وتبعث بها إلى فقراء العالم الإسلامي، لكن قالوا: لا، قلنا: إذاً كيف نصنع؟ نحن حمدنا الله أن ما أصبحت تلك اللحوم مرماة في عرفات أو في منى، بل تجمع وتوزع على فقراء العالم الإسلامي.

فإن قال قائل: لم تقولون: يذبح بمكة؟ قلنا لهم: أين ذبحت هذه الأغنام؟ ما ذبحت في منى؟! لما تذبح في منى وتسلخ لك أن تنقلها إلى الصين، والعرب قد كانوا يجمعونها وينشرونها على الجبال أياماً على أن ينقلوها إلى ديارهم، وهذه الديار قد تبعد أربعمائة كيلو أو ألف كيلو، وأنت كذلك تذبح في مكة، وبعد ذلك تنقل إلى الهند وإلى الصين، وليس هذا شأنك، وإنما واجبك فقط أن أضحيتك أو فداك يكون في مكة، وليس شرطاً أن يؤكل في مكة، إذ إن ذلك صعب أن تؤكل هذه الملايين من الغنم، وقد كان الصحابة يحملونها من مكة إلى المدينة.

والآن الحمد الله فهناك الثلاجات التي تُحفظ بها اللحوم، ولم يعد هناك في حاجة إلى ما يسمى بالقديد، والقديد هو لحم يشرق وييبس، ونبيكم لما جاءت إليه المرأة ترتعد قال لها: ( لا تخافي، فإنما أنا ابن امرأة من مكة كانت تأكل القديد )، صلى الله عليه وسلم، فما هذا الكمال المحمدي؟!

الاعتكاف معناه: ملازمة المسجد للعبادة، لا ليكنس المسجد، أو ليعلم الناس القرآن، وإنما يلازم المسجد من أجل أن يعبد الله تعالى، وأقله -أي: الاعتكاف الشرعي الحقيقي- يوم وليلة، فيدخل مثلاً بعد المغرب، وفي غد إذا أذن المغرب له أن يخرج، أو يدخل بعد صلاة الصبح، وفي اليوم الثاني يخرج بعد صلاة الصبح، والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أفضل من غيرها، ولا يحل للمعتكف أن يبيع ويشتري، ولا أن يتزوج ويطلق، ولا يخاصم ولا يعود مريضاً ولا يخرج في جنازة؛ لأنه مربوط في مهمة متفرغ لها، ونستثني بعض الأجانب أو الأغراب، إذ له أن يخرج فيأخذ قرص العيش، أو يضع ريالاً ويقول له: أعطني، ويشير إلى الفاكهة أو غيرها بدون كلام ولا خصومة، وهذا لا بأس به للضرورة فقط، ويحرم على الزوج أن يأتي زوجته، وإن فعل ذلك فقد فسد اعتكافه ووجب إعادته، وهكذا يظل يبيت في المسجد ويعبد الله عز وجل عسى أن ينال ليلة القدر إن شاء الله.

السؤال: مؤمن أعطاني نقوداً وقال لي: وزعها في المدينة، فوزعتها في مكة، فما الحكم؟

الجواب: لا يجوز ذلك، وإن فعلت ذلك فاطلب منه السماح، وقل له: أنا وزعتها في مكة، فإن قال: هاتها، فردها عليه، إذ الحق حقه.

السؤال: ما معنى قول الله تعالى من سورة البقرة: كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ [البقرة:187]؟

الجواب: هذه الآية نزلت في الصيام، وقبل أن تنزل هذه الآية كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أكلوا وشربوا وناموا، لم يبق لهم مجال أن يأكلوا أو يشربوا أو يأتوا النساء حتى الليلة الثانية، فنسخ الله هذا الحكم.

وقوله: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ [البقرة:187]، أي: أن أحدهم إذا قام وجامع زوجته بعد أن نام واستيقظ، اعتبرت هذه خيانة للنفس، فأدبهم الله عز وجل وأباح لهم ذلك، فجاز الأكل والشرب والوقاع من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
أسئلة وفتاوى- 6 2929 استماع
أسئلة وفتاوى- 5 2892 استماع
أسئلة وفتاوى- 4 2698 استماع
أسئلة وفتاوى- 1 2281 استماع
أسئلة وفتاوى- 3 2256 استماع
أسئلة وفتاوى- 2 1800 استماع