أسئلة وفتاوى- 4


الحلقة مفرغة

السؤال: هل الأفضل اتباع الجنازة أم الجلوس لاستماع الدرس بعد الصلاة؟

الجواب: طلب العلم فريضة، والمشي مع الجنازة فضيلة، إلا إذا كان لا يوجد من يحملها ولا من يدفنها فحينئذ تعينت وأصبحت واجبة، فيجب أن تمشي، وإذا كان هناك من يقوم بذلك فما هي بواجبة، بل فضيلة من الفضائل، فجلوسك في حلقة العلم واجب وأفضل بكثير من اتباع الجنازة.

السؤال: ما حكم انتماء المسلم إلى حزب من الأحزاب الإسلامية التي انتشرت في الآونة الأخيرة؟

الجواب: نحن حزب الله، ما ننقسم إلى أحزاب، ما عندنا إلا حزب الله، وهم المفلحون، نحن أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ديننا الإسلام، شرعنا وقانوننا قننه الله لنا وشرعه لنا، وهذا كتابه وهذا رسوله، لا يحل أبداً أن نتحزب، ولا أن نتكتل كتلاً كتلاً، يجب أن نكون حزباً واحداً، أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22]، فأهل المدينة الواحدة يجب أن يجتمعوا في بيت ربهم ويتعاونوا على البر والتقوى، ولم الأحزاب؟ لم يتحزبون؟ ليتعادوا ويتطاحنوا ويسب بعضهم بعضاً، ويعيب بعضهم بعضاً؟

نحن أمة واحدة، لا يجوز أن يكون في القرية حزبان أو ثلاثة، يجب أن يكونوا جماعة واحدة، عندنا نظام جماعة المسلمين، فإذا غاب الإمام أو مات أو عجز فجماعة المسلمين تقوم مقامه، تطعم الجائع وتكسو العاري وتداوي المريض وترفع الضر والأذى عن غيرها، وإذا كان الحاكم موجوداً وقادراً فهو الذي يقوم بهذا، وجماعة المسلمين تتعاون على البر والتقوى، أما الأحزاب والجماعات فلا.

وهنا لطيفة: وهي مسألة جماعة التبليغ، هذه الجماعة هناك من الناس من يبغضها ويكرهها ويحاربها، ومع الأسف أن يكون ذلك من بعض طلبة العلم، وهذا ظلم واعتداء وباطل، هذه الجماعة ما هي بحزب، هذه الجماعة في أي قرية يقول أحدهم: هيا نخرج أنا وأنت لنزور البيت الفلاني ندعوهم إلى الله، نمشي إلى المقهى الفلاني ننقذ واحداً أو اثنين ونأتي بهم إلى المسجد، نأخذ معنا اثنين أو ثلاثة مرتبطين بالمعاصي والذنوب نستلهم استلالاً فيخرجون معنا أربعين يوماً فينسون الزنا، ينسون الخمر، ينسون الباطل، هذا واجب كل المؤمنين، لا واجب جماعة التبليغ، والله! إن واجب كل المؤمنين أن يدعوا إلى الله عز وجل؛ لأننا خلفاء محمد صلى الله عليه وسلم، أما كان رسول الله ينتقل من قرية إلى قرية، من بلد إلى بلد يدعو إلى الله تعالى؟

فلو أننا كلنا قمنا بهذا الواجب لكان المسلمون على أحسن حال، أما جماعة تدعو إلى الله ونطعن فيها، ونقول فيها؛ فهذا لا يجوز والعياذ بالله تعالى من عاقبة الذين ينكرون.

نعم ما هم بعلماء؛ لأن العلماء ما خرجوا معهم، ولكن يكفيهم أنهم يعلمون الإنسان الصلاة، يعلمونه بر الوالدين، يعلمونه ترك الخمر والزنا، يعلمونه الصدق في كلامه، يكفي هذا.

فأقول: لا حزبية عندنا، نحن حزب واحد، حزب الله: أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة:22]، وحزب الله هم الذين اجتمعوا على عبادة الله، على طاعته وطاعة رسوله، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على الدعوة إلى الله ليعبد وحده، هذا حزب الله، أما بنو فلان وبنو فلان وكذا فهذا كله باطل.

السؤال: لعله من خلال دعوة الأعراب في البادية إلى الله تتحول الغلظة والشدة إلى رحمة، والجهل إلى علم، فما توجيهكم؟

الجواب: قلت: إن السلطان عبد العزيز تغمده الله برحمته بعث علماء إلى البوادي وحولها إلى مدن، هذا الذي يجب، أليس كذلك؟

فأهل البادية إذا زرناهم وجلسنا معهم ووجهناهم يصبحون علماء ربانيين أرقاء القلوب، لكن إهمالهم وتركهم هو الذي يسبب الغلظة والشدة، وما ينبغي أن يبقى هذا، فذاك كان قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.

السؤال: زوجتي تغطي وجهها كله إلا العينين ولا يظهر سوى العينين فقط؛ لأنها لا تستطيع أن ترى إذا غطتهما، فهل في ذلك شيء؟

الجواب: هذا هو المطلوب، المهم أن تستر شعرها، جبهتها، وجهها، خديها، فمها، وتبقى العينان كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والآن وجد قماش رقيق أسود خفيف تضعه فما تتعب، بخلاف النقاب ففيه تعب، لكن هذا تسدله على وجهها وتمشي في الشارع وترى أمامها كل شيء، من باب الرحمة بها والرفق.

وقد يقول قائل: إن النساء توسعن في البرقع وأصبحن يزين الأعين ويظهرن شيئاً من الخدود وما إلى ذلك، فالشياطين سعت أيضاً وأصبحت تجعل البرقع زينة تلفت النظر إلى المرأة التي عليها برقع.

فنقول: البرقع الذي تغطي به وجهها إلا عينيها يجوز، لكن ما دام أنه يوجد قماش رقيق خفيف أسود تسدله وتمشي في الشارع، ولا ترى منها عين ولا أذن فهذا المطلوب.

السؤال: إذا كان الجالس إلى جانبي في المسجد يقرأ بصوت عال، فهل أطلب منه تخفيف الصوت، أم أنني بهذا أكون قد آذيته؟

الجواب: إذا كان صوته يزعجكم، يقلقكم، يفتنكم عن عبادتكم فلا بأس، وإذا كان هذا الصوت تسمعونه وتنتفعون به فاسمعوا ولا حرج.

السؤال: ما حكم الإسلام في القراءة على الميت، وهل يدخل في ذلك القراءة على الجنازة؟

الجواب: لم يشرع لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ القرآن على الموتى، اللهم إلا المريض الذي على سرير الموت، تقرأ عليه (يس) ليخفف الله عنه سكرات الموت، أما ما عدا هذا فلا يوجد حديث في أحاديث الحبيب صلى الله عليه وسلم في صحاح الكتب ومسانيدها يأمر بقراءة القرآن على ميت، لا في المقبرة ولا في بيته، فالقرآن يقرأ على الأحياء ولا يقرأ على الأموات، اقرأ القرآن على من يسمع ويبصر ليتعظ ويفهم، لا تقرأ القرآن على ميت، عجب هذا! وهذا من كيد الثالوث الأسود، أبعدونا عن القرآن فحولوه على الموتى، فبدل أن يجتمع اثنان أو ثلاثة في مجلس ليقرأ أحدهم ويسمعوا تحت ظل شجرة أو جدار أو في بيت.

فأصبح القرآن لا يقرأ إلا على الموتى فقط، ومنعونا من سماع القرآن كما منعونا من تفسير القرآن والاجتماع عليه، وقالوا: تفسير القرآن صوابه خطأ وخطؤه كفر، ما أصبح إنسان يقول: قال الله أبداً، هذا كله من كيد اليهود والنصارى والمجوس، ومددنا أعناقنا واستجبنا لهم.

فإن كنت تريد أن تقرأ القرآن على ميت فاقرأه على حي، وإن كنت تريد أن يرحم ميتك فاقرأ القرآن في بيتك، ثم ارفع يديك واسأل الله أن يغفر للميت أو يرحمه، لا أن تقرأ على ميت.

فإذا مات ميت وأراد أهله أن يبحثوا كيف يغفر له فليتصدقوا عنه، فإن قالوا: تصدقنا، لكن نريد القرآن، قلنا: اقرءوه أنتم ثم بعد ذلك ارفعوا أيديكم واسألوا الله له، وطلبة القرآن وزعوا عليهم النقود وقولوا لهم: ادعوا لميتنا بالمغفرة والرحمة، لا بأس، فتلك وسيلة مشروعة، أما أن نجتمع في البيت أو في المقبرة ونقرأ القرآن على ميت فتلك بدعة ما عرفها الإسلام حتى اليوم.

السؤال: المتوفى عنها هل تخرج نهاراً عند والدها وتبيت في بيتها، أم أن هذا لا يجوز؟

الجواب: المعتدة لا تبيت إلا في بيت زوجها الذي توفي فيه، وإن اضطرت إلى الخروج والانتقال من بيت إلى بيت جاز لها ذلك، وتستمر في ذلك البيت حتى تنتهي عدتها، أما خروجها لحاجة ولضرورة في النهار فيجوز، لكن لا تبيت إلا في بيتها.

السؤال: إذا دخلت والناس في التشهد الأخير، وخلفي أناس لم يصلوا، فهل أنتظرهم أم أدخل مع المصلين؟

الجواب: الذي يبدو أننا ندخل معهم، لا فرقة في الإسلام، ندخل معهم ولنا أجر الجماعة، أما إذا وجدناهم قد سلموا فنصلي جماعة أخرى ولا حرج، ولكن في غير المحراب، في ناحية من نواحي المسجد.

وإن وجدناهم يتشهدون قلنا: الله أكبر ونجلس معهم لنتشهد، ونقوم لنتم صلاتنا ولنا أجر جماعة إن شاء الله تعالى، ولا نبقى واقفين حتى يسلموا وبعد ذلك نقيم الصلاة ونصلي جماعة.

السؤال: رجل طلق ابنه زوجته، فهل يجوز له أن يتزوج طليقة ابنه؟

الجواب: لا يحل ذلك، وما قال به أحد.

السؤال: امرأة اعتمرت وبعد أن انتهت من العمرة قصرت من شعرها بالطائف ولم تقصره بمكة، فماذا عليها؟

الجواب: لا حرج، تقصر بالطائف أو بالمدينة، المهم أن يبقى المعتمر على إحرامه حتى يقصر، فإن فرغ من العمرة في مكة وذهب إلى جدة قبل أن يتحلل وقصر الشعر فلا بأس، ولا حرج، المهم ألا يتحلل إلا بعد أن يقصر من شعره.




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
أسئلة وفتاوى- 6 2927 استماع
أسئلة وفتاوى- 5 2889 استماع
أسئلة وفتاوى- 1 2279 استماع
أسئلة وفتاوى- 3 2250 استماع
أسئلة وفتاوى- 7 2006 استماع
أسئلة وفتاوى- 2 1797 استماع