خطب ومحاضرات
معنى لا إله إلا الله -6
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!
إننا ما زلنا مع كلمة التقوى التي هي (لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وعرفنا أنها أفضل كلمة قالها النبيون من قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، وأنها ورد الذاكرين والذاكرات، فلا ننسى ذلكم الورد العظيم، وهو أن تقولها مائة مرة في الصباح، بأن تقول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) فإنها تعدل لك عتق عشر رقاب، ويرفع الله لك بها درجات مائة، ويحط عنك خطايا مائة، وتظل يومك كله في حرز من الشيطان، ولا يأتي أحد بمثل ما أتيت به إلا من قال مثلك وزاد عليه.
لا إله إلا الله هي كلمة التقوى، وهي أيضاً مفتاح الشفاعة، فمن قالها ومات عليها شفع الله فيه من شاء، وشفع هو إن شاء، إذ هي العهد الذي بين العبد وبين ربه، قال تعالى: لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا [مريم:87]، والعهد الذي بيننا وبين الله هو (لا إله إلا الله)، من مات عليها موقناً بها كانت له الشفاعة وكان له حتى أن يشفع إذا أراد الله أن يشفعه.
هذه الكلمة لا إله إلا الله علمنا أنه لا بد من معرفة معناها، لا بد وأن يعرف الناطق بها معنى كلمة (لا إله إلا الله) وهذه المعرفة ضرورية ولا بد منها.
وإذا كان العبد القائل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، قد عرف معنى هذا الكلام، أنتج له حب الله تعالى في قلبه، والخشية من الله في نفسه. من عرف معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله معرفة حقيقية أثمرت له حب الله في قلبه، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم في نفسه، والخشية من الله، والرهبة منه والخوف، فلا بد من المعرفة.
وقد علمنا قول ربنا: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28]، فالعارفون بربهم هم الذين يخشون الله عز وجل، والجاهلون بالله عز وجل، بمحابه، بمكارهه، بما عنده، بما لديه، أنى لهم أن يخشوا الله أو يحبوه، فبهذا علمنا أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
وطلب العلم الذي هو معرفة الله ومعرفة ما يحب من الاعتقادات والأقوال والأعمال، ومعرفة ما يكره تعالى من الاعتقادات الفاسدة والأقوال السيئة والأعمال الباطلة، هذه المعرفة ضرورية لا بد منها، ولو أن ترحل إلى الشرق أو الغرب لتعرف ما يحب ربك وما يكره، وأنت كلك استعداد إلى أن تفعل ما يحب الله وتترك ما يكره الله.
وهذه الحقيقة هي حقيقة الولاية. وولاية الله عز وجل تتحقق للعبد بماذا؟ لو قال قائل: أريد أن أكون ولياً لله؟ الجواب: نعم، تريد. أنت صادق؟ قال: إي نعم. نقول له: إذاً: آمن بالله ورسوله، ثم أحبب ما يحب الله، واكره ما يكره الله. يقول: أنا مستعد، ولكن ما الذي يحب الله؟ زيداً أو عمراً، سلمى أو خديجة، ماذا يحب الله؟! نقول: يجب أن تجلس بين يدي من يعرف محاب الله، ويعرفك بها حتى تعرفها، وأن تجلس بين يدي من يعرف مكاره الله حتى يعرفك بها، وتدعو الله أن يعينك على حب ما يحب وترك ما يكره.
فولاية الله يا معاشر المؤمنين والمؤمنات هي في شيئين لا ثالث لهما إلا توفيق الله وهما: الإيمان بالله الصحيح، ومحبة ما يحب وكره ما يكره.
واذكروا قوله تعالى في بيان أوليائه لما قال: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]، كأن سائلاً يقول: من هم أولياؤك يا رب؟ فقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63]، الذين آمنوا كما أمرهم الله أن يؤمنوا، أي: يصدقوا جازمين، لا شك في نفوسهم ولا ريب، أولئك المؤمنون هم المضيفون إلى الإيمان تقوى الرحمن عز وجل، وتقوى الله والخوف منه تحمل الخائف على أن يفعل ما أمر الله به ويترك ما نهى الله عنه، فيصبح والله ولياً لله، سواءً كان أبيض أو أصفر، عربياً أو أعجمياً، غنياً أو فقيراً، صحيحاً أو مريضاً، فقط عليك أن تحقق الإيمان والتقوى.
ثم ما السر في هذا؟
السر أن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، فالإيمان والعمل الصالح من شأنهما -حسب سنة الله تعالى- تزكية النفس وتطهيرها، حتى تصبح كأرواح الملائكة، ومن ثم يحبها الله عز وجل ويواليها، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات زكوا أنفسهم، فليحافظوا على ذلك الزكاء وذلك التطهير بأن لا يقربوا ما نهى الله عنه ورسوله من سائر الذنوب والآثام؛ لأن الذنوب والآثام حسب سنة الله تعالى تخبث النفس وتلوثها، وتصبح عفنة لا يرضاها الله عز وجل.
فلهذا التقوى هي فعل ما أمر الله به لتزكية النفس، وترك ما نهى عنه ليبقى الزكاء للنفس والطهر والصفاء، ولا يتلوث أو يتغطى وينعدم.
ومما بشر الله تعالى أولياءه فقال: لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:64]، وبشرى الدنيا مرتين: الأولى: رؤيا صالحة يراها ولي الله أو ترى له. يراها عبد صالح ويقول: أي فلان! رأيتك كذا وكذا، قبل أن يموت. والله العظيم؛ لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم فسر هذا فقال: ( لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ).
وبشرى أخرى أخبر تعالى عنها في كتاب: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ [فصلت:30] هؤلاء هم أهل لا إله إلا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا هؤلاء هم المتقون، استقاموا فهذه أوامر الله عن يمينهم، وهذه نواهيه عن شمالهم، وهم ماشون سارون في الطريق إلى باب الجنة ورضوان الله، فلا يتركون واجباً ولا يغشون محرماً، فتبقى نفوسهم زكية طاهرة، هؤلاء يخبر تعالى عنهم مبشراً: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ [فصلت:30] وذلك عند الموت، وهم على سريره، وعوادهم عن أيمانهم وشمالهم، والملائكة تتنزل وفوداً، ويقولون لهم: أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، إنه الإيمان والاستقامة.
وفي آية أخرى قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأحقاف:13]، فدل هذا على أنهم أولياء الله، وأولياء الله -يرحمكم الله- كل مؤمن تقي ومؤمنة تقية هي لله ولي.
ونلفت النظر إلى أن الثالوث العدو للإسلام نزع هذا المعنى من قلوب المؤمنين والمؤمنات قروناً عديدة، وهم لا يفهمون ولياً لله إلا إذا بني على قبره قبة، ووضع التابوت، ووضعت الأزر، وعبد من دون الله بالاستغاثة به والنذر له والذبح له، ذلك هو الولي. أما ولي في السوق والبستان ليس هناك، من إندونيسيا إلى المغرب عدة قرون إلا من رحم الله، وكلوا ذلك؛ لأنهم يعرفون أن المؤمن إذا صار ولياً لله لا يؤذيه أبداً، والله لا يقوى على أذيته حتى بكلمة، والدليل: هل هناك من يؤذي أولياءنا المدفونين وعليهم القباب في من يسب أو يشتم أو من يحاول أن يتكلم فيهم؟
الجواب: لا، يخافونهم.
أعطيكم دليلاً على خوفهم، بهذه الأذن سمعت وأنا في مقتبل عمري جماعة من المشايخ يتحدثون، قالوا: فلان كان إذا زنى لا يمشي في الطريق الفلاني حتى لا يمر بسيدي فلان. والله العظيم. لا يخاف الله ويزني بنساء المؤمنين في القرية، ويستحي أن يمر بين يدي ذلك الولي في الشارع الذي يمر به، يأخذ طريقاً آخر. هذا دليل على أن ولي الله لا يؤذى، والله يقول: ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ). عرف الثالوث المكون من المجوسية واليهودية والصليبية عرفوا هذا، وجهله المسلمون، فجعلوا الولاية محصورة في الموتى، أما الأحياء انكح نساءهم، اسلب أموالهم، سب، اشتم، لا تخاف أبداً.
لعلي واهم! ألا يزنون بنساء بعضهم البعض؟ ألا يأكلون أموال بعضهم البعض؟ ألا يسفكون الدماء؟! كل هذا واقع، أدناه السب والشتم والغيبة والنميمة، لو عرف أنه ولي الله لا يقوى عليهم، فحجبوا عنا هذا النوع، وأصبحنا لا نعرف الولاية إلا في الموتى، حتى نستبيح دماءنا وفروجنا وأموالنا وأعراضنا والعياذ بالله.
إذاً: فاعلموا أن ولي الله كل مؤمن تقي هو لله ولي، يحرم أن تنظر إليه بنظرة شزرة، وأن تقول له كلمة سوء، وأن تؤذيه حتى في ظفره فضلاً عن ماله وحرمه.
إذاً: (لا إله إلا الله) لا بد من معرفة معناها.
قال المؤلف غفر الله له:[ دعوى المعرفة بدون عبادة أو مع الشرك باطلة ].
يا تلميذي! أعلمك أن دعوى معرفتك بدون عبادة الله ليست نافعة، يقول: أنا عرفت الله ولا يصلي، أينفعه ذلك؟ عرفت الله ولا يزكي، لا ينفعه، عرفت الله ويؤذي المؤمنين، لا ينفعه ذلك.
دعوى المعرفة بدون شيئين:
أولاً: عبادة الله.
الثاني: ترك الشرك والعياذ بالله.
قال: [ دعوى الشخص ] أي: الإنسان دعواه [ معرفة الله تعالى مع عدم تأليهه له بالعبادة والطاعة دعوى باطلة ] فدعوى أنك عرفت ربك وأنت لا تعبده هذا دليل والله أنك ما عرفته، ولو عرفته لا تستطيع أن لا تعبده، فإذا عرفته أحببته وآثرته على نفسك، وخفت منه وارتعدت فرائصك واقشعر جلدك حتى من ذكره فقط، لا أن تراه وتقف بين يديه، العارفون هم الذين إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [الأنفال:2]، فدعوى المعرفة مع وجود المعاصي والذنوب ليست صحيحة.
قال: [ كما أن دعوى التأليه والعبادة مع الشرك باطلة ] تجده يقول: لا إله إلا الله ويدعو مع الله غيره، يقول: لا إله إلا الله ويتقرب إلى غير الله مثلما يقترب إلى الله، فهذه دعوى باطلة وليست صحيحة، والله! ما صحت.
قال: [ فالقرآن الكريم قد أوضح هذا المعنى غاية الإيضاح، فإن كثيراً من كفار العرب ومشركيهم كانوا يدعون المعرفة فأبطل الله دعواهم ] كثيرون من كفار العرب ومشركيهم ادعوا أنهم يعرفون الله فأبطل الله دعواهم. لماذا؟ [ لأنهم يألهون غيره ] أي: يعبدون معه غيره، فما داموا يؤلهون غيره فإن معرفتهم به باطلة.
قال: [ وأذن لرسوله صلى الله عليه وسلم بقتالهم ] فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ [التوبة:5]، هذا إذن من الله عز وجل. [ مع أنهم يدعون معرفة الله، ولم يعتبر مجرد دعوى المعرفة إيماناً يعصم الدم والمال، قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف:87] ] إذاً: تقولون: الله هو خالقنا، فلم تصرفون عنه إلى غيره؟! لم تعبدون غيره ولا تعبدونه؟! فمع أنه قرر أنهم يقولون: الله، ثم قال: (فَأَنَّى) كيف؟ (يُؤْفَكُونَ) مع أنهم يؤمنون بالله.
قال: [ وقال تعالى: قُلْ ] يا رسولنا قل لهم: [ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ [المؤمنون:86-87] ] كيف تعرفون أن السموات والأرض لله ولا تتقونه؟! بعبادته وحده دون من سواه. هذا يقرر أن مجرد دعوى الإيمان لا تجدي ولا تنفع، بل لا بد من العلم مع الإيمان، والتأليه لله وحده دون من سواه.
قال: [ فهذه الآيات وأمثالها تثبت للمشركين دعوى المعرفة، لكنها تستنكر عليهم عدم العمل بوجوب العلم والمعرفة، فإن من عرف الله وجب عليه أن يعبده، ومن عرف الحق وجب عليه أن يتبعه، وإلا فلا فائدة من هذه المعرفة وهذا العلم ]. فمن عرف الله وجب عليه أن يعبده، ومن عرف الحق وجب عليه أن يتبعه ويمشي وراءه، وإلا فلا فائدة من هذه المعرفة وهذا العلم.
شخص يدعي العلم وهو يعبد غير الله تعالى، ماذا ينفعه؟
يدعي العلم وهو منغمس في كبائر الذنوب والآثام، ماذا ينفع العلم؟ دعواه باطلة.
قال: [ ومن هنا يُعلم مدى غلط كثير من المتفلسفين الذين يزعمون أن معرفة الله وحدها كافية، وأن لا حاجة إلى العمل مع المعرفة لله والإيمان به ] لقد وجدت جماعة من الفلاسفة يقولون: العبرة بالإيمان بالله فقط، والعمل لا فائدة منه. وأشاعوا هذا المذهب بين الناس وانتشر، وهو مذهب باطل، ولهذا قلنا: ( ومن هنا ) أي: من هذه المعرفة التي عرفناها، ( نعلم مدى غلط كثير من المتفلسفين الذين يزعمون أن معرفة الله وحدها كافية ) فقط معرفة الله يكفي. والله! كذب، والله! باطل، ووالله ما عرفوا الله. من عرف الله هل يستطيع أن لا يخافه ولا يخشاه؟ هل يستطيع أن يعصيه ويخرج عن طاعته؟! والله! لا يقدر. فقط فكرة شيطانية إبليسية للتضليل فقط، وحسبك أنك عرفت.
ثم قال: [ ومثل هذه الدعوى دعوى عبادة الله مع عبادة غيره، فإن هذا النوع من العبادة لا يقبل، وإن الدعوى باطلة؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد صرح ووضح بأنه أغنى الشركاء عن الشرك، فلا يقبل عملاً أشرك فيه غيره ] لو تذكر الله ألف مرة، وتذكر معه إلهاً آخر مرة واحدة، الله في غنى عن ذكرك الألف.
لو تصلي ألف ركعة وتسجد سجدة واحدة لغير الله لا يقبل الله الألف ركعة.
لو تناديه بأعز أسمائه ألف مرة، ثم تنادي معه مخلوقاً من مخلوقاته تؤلهه ما قبل منك ذلك النداء، ولا سمع منك ولا استجاب.
نعم الشركاء قد يقبلون ويحتاجون الزيادة، أما الله تعالى فهو أغنى الشركاء عن الشرك.
ثم قال: [ولم يكن عنده ذنب أعظم من الشرك أبداً؛ حتى جعل صاحبه ضالاً بعيد الضلال، وحرم عليه الجنة، وحكم عليه بالخلود في النار] ما عند الله ذنب أعظم من الشرك، والله العظيم، لا قتل النفس، ولا تحريق البشر، ولا.. ولا..، لا يوجد ذنب أعظم عند الله من الشرك.
ما الدليل يا شيخ؟ لنسمع.
قال: [قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48]. وفي آية أخرى: فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:48]]. وذلك لأنك أهنته وظلمته. فالله هو الذي خلقك ورزقك ووهبك حياتك وكل ما فيها وإذا بك تغمض عينيك عنه وتلتفت إلى غيره فتسأله أو تستغيث به أو تحلف به، وهذه إهانة، كيف تجهلني وأنا خالقك ورازقك، وتلتفت إلى غيري! أي ظلم أفظع من هذا؟!
خلقك لتذكره وتعبده فتعبد غيره، كيف يرضى عنك في هذه الحالة؟!
وقول الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72] هذه الآية حكاها الله عز وجل عن عبده ورسوله عيسى عليه السلام، وقد كان قبل نبينا بخمسمائة سنة وزيادة، فوقف عيسى في بني إسرائيل يوماً يخطبهم ويعظهم فقال: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، والله! كلمة عيسى هذه أنزلها الله وحياً على رسولنا وهي من سورة المائدة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].
إن دليلاً واحداً -أيها الأبناء والمستمعين والمستمعات- يكره إلينا الشرك بأي صورة من صوره، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وأمامه صاحب من أصحابه في يده حلقة -وهذه موجودة عند العوام من الناس- لتدفع عنه وهن اليد، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما هذه؟ قال: هذه من الواهنة يا رسول الله )، جعلتها من الوهن في يدي( قال: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فوالله لو مت وهي عليك ما دخلت الجنة )؛ وذلك لأنه علق قلبه بحديدة وترك ربه.
قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فالذي ما أشرك بالله ومات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مضمون له دخول الجنة مهما كانت ذنوبه، أما من أغضب الجبار والتفت إلى غيره وأهانه، فرفع مستوى الجمادات إلى مستوى الرحمن، والتفت إليها يدعوها، يستغيث بها، يحلف بها، ينذر لها، وهذا هو التأليه وهذه هي العبادة، هذا الجنة محرمة عليه أبداً ومأواه النار.
معاشر المستمعين والمستمعات! ما تقولون فيمن يحلف بغير الله يقول: والنبي! كإخواننا المصريين، يجوز هذا؟
والله لا يجوز، كأنكم تشاهدون رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: ( ألا إن الله ورسوله ينهيانكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ). ويقول: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) كيف أشرك يا رسول الله؟ أشرك؛ لأنه رفع المخلوق وعظمه فجعله بمنزلة الرب وحلف به، هذا وجه الشرك.
أما الذي يستغيث بالأموات: يا سيدي فلان! يا فلان، أنا كذا.. هذا والعياذ بالله إذ لم يتداركه الله بأن مات وهو يقول: (لا إله إلا الله) دخل في النار وخلد فيها.
لكن للطف الله عز وجل -وافهموا هذا- عوامنا من سنين وقرون لا يعرفون التوحيد أبداً: يا سيدي فلان! يا أولياء الله! يا رجال البلاد! يا كذا! لكن لأنهم كانوا يعبدون الله ويصلون ويتصدقون تجد أن أكثرهم عند موته لا يعرف عبد القادر ولا سيدي فلان بل يقول: لا إله إلا الله، يموت عليها، نجا. هذا من لطف الله، وهذه مجربة ومعروفة عندنا يقينية؛ لأن أكثر العوام يجهلون التوحيد ويدعون غير الله، لكن لما قدموا العبادة والحب لله والطاعة فإن الله عز وجل يلطف بهم عند الوفاة، فلا يعرف: يا فلان أبداً، بل لا إله إلا الله، محمد رسول الله، حتى يموت، وهذا مضمون له الجنة.
الرد على من يقول بشفاعة صاحب القبر لمن يطوف بقبره ويدعوه
الجواب: هذه فلسفة إبليسية، أي: من وحي الشيطان. آلله أمركم بهذا وتعبدكم به؟ آلرسول الكريم وصاكم بهذا، قال: تمسحوا بالقبور وطوفوا حولها متبركين بها لتشفع لكم. والله ما قال الله ولا رسوله، هذا كذب، ومن قاله هو والله الشيطان، وهو الذي زينه في قلوبهم. والذي تتوسل به إلى الله أن تسلم وتقول: السلام عليك يا فلان ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له وارحمه. نعم، هذا ولي الله، دعوت الله له لك الأجر، أما أن تجعله إلهاً مع الله وتدعوه وتستغيث به، هذا والله لئن يذبح المرء ولا يرضى بهذا؛ لأنه ينمحي من الإسلام.
ولولا لطف الله -كما قلت لكم لأنهم جهال لا يعرفون- أكثرهم يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله حتى ينجو من الخلود في النار.
حكم من كان في المدينة ولم يتم له أربعين صلاة في المسجد النبوي
الجواب: حديث: ( من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، وارد في السنن لكنه ضعيف السند، وعلمنا بضعفه خفف عنا آلاماً، وأيام كنا نعتقد أن الحديث صحيح كان لا يستطيع الإنسان أن يفارق المدينة قبل ثمانية أيام، وإن خرج فهو في كرب، ولما كان الحديث غير صحيح نقول: يجزئك أن تصلي ركعتين في المسجد وتسلم على الحبيب وصاحبيه ومع السلامة، ولكن ما فقدنا هذه العظيمة بالمرة، فقد صح الحديث أن ( من صلى في جماعة أربعين صلاة لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، سواء في الصعيد أو في الجبال وإلا في السهول في الشرق أو الغرب، فقط يصلي في جماعة وليس وحده، وأربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام، فيكون مع الصف أول ما يكون، عندئذ يكتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب، وهذه الفضيلة عرفها جماعة التبليغ الهنود، ونفعهم الله بها؛ لأن انقطاع العبد إلى ربه أربعين يوماً يطبع نفسه بطابع آخر، وسنة الله من عاشر قوماً أربعين يوماً كان منهم، وأخذ عاداتهم، ويدلك لهذا هذا الحديث: ( من صلى في جماعة أربعين يوماً لا تفوته تكبيرة الإحرام كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من العذاب )، والحمد لله، من حافظ على صلاة الجماعة أربعين يوماً يأتيه الطابع، ولن بموت كافراً أبداً أو منافقاً.
حكم التيمم بالحجار
الجواب: الأصل في التيمم أنه يكون بالتراب، فإذا لم تجد تراباً فكل ما صعد على الأرض من حجارة .. من سبخة .. من رمل .. من تراب هو مما يتيمم به، أما قال تعالى: فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]، والصعيد هو الذي صعد على وجه الأرض، وإن وجدت التراب فهو أفضل، وإن لم تجد فالحجارة، فقط الحجارة المصنوعة لا يجوز التيمم بها؛ ولكن التراب والرمل والسبخة والحجارة الصماء وكذا.. كلها مباحة للتيمم.
حكم التصدق على الفقراء بدلاً من العمرة
الجواب: إذا كان الفقراء محتاجين لا قيمة للعمرة مع الإنفاق عليهم، وإذا كانوا ليس في جوع ولا عطش وإنما يريدون الفرفشة وأكل البقلاوة والحلاوى فالعمرة أفضل.
الخلاصة إذا كان الفقراء في حاجة إلى الطعام والشراب أو الكساء، فلا قيمة للعمرة أبداً مع إطعامهم؛ لأنه واجب، وإذا كان تعطيهم فقط ليتوسعوا في النفقة وفي الأكل والشرب، لا، العمرة أفضل.
الفرق بين الرسول والنبي
الجواب: أولاً: ما من رسول إلا وهو نبي، أولاً: ينبأ ثم يرسل، هذه قاعدة، أولاً: ينبأ، يخبره، ثم يبعث به البلد الفلاني، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، والأنبياء عددهم مائة وأربعة وعشرين ألفاً، فالنبي ينبئه الله، يوحي إليه ويكلمه، لكن لا يكلفه بإبلاغ الرسالة وحمل الدعوة، فهو يعبد الله مع ذاك الرسول الذي معه، فدرجة النبي دون الرسول، والرسل الذين حملوا الرسالة وبلغوها هذا العدد، أخبر بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم استعمال الإبر لمريض السكر في نهار رمضان
الجواب: الله تعالى نسأل أن يشفيها. وقد ذكرتنا بأن حبيباً من أحباء ربنا من الصالحين مرض بالأمس، ونقل إلى المستشفى، فهيا ندعو بالشفاء له: اللهم! اشف عبدك ممدوحاً وعجل بشفائه ورده إلينا بالمدينة، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا؛ إنك ولي ذلك والقادر عليه، واشف هذه المؤمنة.
أما استعمال الإبرة فلا يفسد الصيام، اللهم إلا إبرة التغذية التي تحمل الغذاء للجسم، هذه كالطعام.
إذاً: تستعملي الإبرة وكلي واشربي، وإذا شفاك الله قضيت الصيام. أما إبرة ليست للتغذية سواء كانت في العرق أو في العضل جائزة ولا حرج.
حكم المرأة الحائض إذا أرادت العمرة وخشيت ذهاب رفقتها
الجواب: تحرم هنا مع المعتمرين، تغتسل وتلبي: لبيك اللهم لبيك عمرة، وتمشي مع إخوانها وأقاربها، ثم إذا نزلوا تبقى في الغرفة التي نازلة فيها، فإن طهرت اغتسلت وطافت وسعت وقصرت، وإن ما طهرت وقالوا: تمشي معنا، هي تقول: اجلسوا معنا يوماً يومين، وتحاول فما استطاعت، قالوا: ما نستطيع، لا بد أن تمشي من الآن، ففي هذه الحال عليها أن تغتسل وتشد على فرجها إزاراً حتى لا يسيل الدم، وتطوف وتسعى وتقصر من شعرها وقد تمت عمرتها، وعليها ذبح شاة، فإذا ما استطاعت تصوم عشرة أيام في بلادها.
المقصود بالإسراع في الجنازة
الجواب: الإسراع في الجنازة كل هذا صالح، ولا ينبغي أن يموت أحدنا ويبقى في البيت يوماً أو يومين، لا يجوز.
والآن لولا هذه الثلاجات والمبردات التي يوضع فيها المريض حتى يعرف من هو وليه .. كذا، أو الأسباب التي مات بها، فالإسراع عام، ولو توفي على الفور يغسل ويكفن وينقل إلى المقبرة، ويصلى عليه ويدفن، فالإسراع ليس فقط في المشي وراء الجنازة بسرعة، بل في كل جزئياته، والإسراع بالجنازة ليس بالهرولة والجري كما يفعلون، فقط عدم التباطؤ، عجلوا به، والنفس تقول: عجلوا بي، عجلوا بي. فلهذا كلمة الإسراع عامة من وفاته إلى أن يدفن.
حكم صلاة الجنازة على تارك الصلاة
الجواب: لا يجوز، ومن لم يعرفه صلى عليه، أما العالم فلا يصلي، فإن تارك الصلاة عدو الله، فقد عاش يطعمه الله ويسقيه طول عمره، ومع ذلك لا تجده يقبل على الله ولا يذكره ولا يجالسه ويصلي بين يديه، وهذا لا إيمان له.
اللهم! إلا إذا كان عند الموت قبل أن يغرغر قال: لا إله إلا الله وعرف، فإن هذا ينجو من الخلود في النار، ولا يحل أن يبقى في قريتنا أو بيننا وفي عائلتنا من لا يصلي حتى يموت، لماذا لا يصلي، ماذا يكلفه؟ لو أننا التففنا حوله كل يوم ودعوناه وشجعناه لصلى، فالذي لا يصلي من عشرين سنة لو احتسب عليه الناس يدخلون عليه في بيته، في دكانه، واحد يقبله، والآخر يحتضنه، ويقولون له: يا عبد الله! نحن نحبك وكذا، ويخرجوه يصلي، إذا صلى لا يترك الصلاة.
كيف أترك أحداً في بيتي لا يصلي حتى يموت؟! كيف يعقل هذا؟ إذا كان كافراً يعمل برنيطة ويقول: أنا كافر. لكن ما دام مؤمناً ويصوم أيضاً لماذا لا يصلي؟ لأننا ما شجعناه، وما دعوناه، وما حاولنا جهدنا في أن يصلي؛ وترك الصلاة كفر كما تعرفون، ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر ) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم من اجتمع عليه أكثر من غسل في يوم واحد
الجواب: هذا تاجر ممتاز. قال: ثلاث غسلات في واحدة: الجمعة والإحرام والجنابة. اغتسل للجنابة، والعمرة والجمعة داخلة في ذلك، فلا تنوها ولا تفكر فيها، أنت اغتسل صباح الجمعة من جنابتك، ويدخل غسل الإحرام والجمعة في ذلك، ولا تغتسل ثلاث مرات. وبالنسبة للوضوء فإنه يغتسل أولاً ثم يتوضأ.
حكم من لم تحتد على زوجها وقد توفيت
الجواب: هذه المرأة التي ما اعتدت غاضبة على زوجها، فلما مات أبت العدة، تعنترت، فالكفارة التوبة، الاستغفار والندم. فإن ماتت فليس هناك ما يعوض عنها إلا الدعاء والاستغفار لها.
حكم من تسبب في قتل طفل بسيارته ولا يستطيع الصيام
الجواب: ينطرح بين يدي الله ويبكي، ويسأله أن يعفو عنه، ولو كنت قادراً على الصيام فيجب أن تصوم شهرين، وإذا كان لا يستطيع الصيام فيبكي ويستغفر عسى الله أن يغفر له، ولا حل إلا هذا.
حكم مصادقة من يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير
الجواب: يجب أن تكرهه؛ لأن مولاك كرهه، أما أن ربك يكره وأنت تحب، فأنت عدو الله إذاً، ولست ولياً لله. فالذي يكرهه مولاك اكرهه أنت، والذي يحبه أحبه أنت ولو كان عدوك، وإلا كيف تكون ولياً الله، لا بد من حب ما يحب الله وكره ما يكره الله، أما هذا وقد شرب الخمر وأكل لحم الخنزير فإنه ما وصل إلى هذا الحال إلا بعد أن جهل بالمرة، فالله تعالى لم يعرفه، فكيف تحب من كان هذا حاله؟! إذا كنت قادراً على هدايته، نعم، التحق به وارجع به للصواب، تؤجر أنقذته.
مظاهر تتبع عورات المسلمين
الجواب: لو أنكم تتحدثون وإذا بأحدكم يقول: فلان رأيته يغمز النساء، وفلان تظنونه صالحاً والله إنه يأكل الربا، وفلان امرأته تخرج في الشوارع متبرجة. فتجده يبحث عن عورة الإنسان ويقولها: ذاك الشيخ، وذاك الذي قلتم كذا، وبنته كذا، أو هو يفعل كذا. وهذا هو تتبع العورات، وكل هذا حرام ولا يحل أبداً. فتتبع عورات المسلمين خطأ وفسق وفجور، والذي يجب هو الستر عليهم لا فضيحتهم.
حكم من أوصى من يزور المدينة أن يسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام
الجواب: هذا جاهل، ما أنت بحاجة إلى أن تقول: وصل لي هذه البرقية. أنت الهاتف بيدك، يا رسول الله! كيف تقول: يا فلان! سلم لي على الرسول، عندما تصلي ركعتين وتجلس للتشهد، تحيي الجبار أولاً: التحيات لله والصلوات والطيبات، ثم تقول: السلام عليك أيها النبي، ووالله إنها لتبلغه فوراً كأنه أمامك.
أما أن صاحب هذا يحتاج إلى وصي يسلم له على الرسول، فهذا والله من الشيطان، هو لا يصلي على الرسول، يقول: سلم لي عليه، هذا من وسواس إبليس وتعليمه، استقبل القبلة وقل: اللهم صل على محمد وسلم، وصلته. لكن هذا يمنعه الشيطان أن يصلي ويسلم يقول: أنت سلم لي على رسول الله. ولو كان الرسول حياً لا يقبل هذا، فكيف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟! نكتفي بهذا القدر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
معنى لا إله إلا الله -3 | 3268 استماع |
معنى لا إله إلا الله -5 | 3009 استماع |
معنى لا إله إلا الله -4 | 2436 استماع |
معنى لا إله إلا الله -1 | 2360 استماع |
معنى لا إله إلا الله -2 | 2240 استماع |