خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=119"> معنى لا إله إلا الله
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
معنى لا إله إلا الله -2
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ثم أما بعد:
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ما زلنا مع رسالة (لا إله إلا الله)، وقد علمنا بالأمس أنها كلمة التقوى، فما معنى: (لا إله إلا الله) كلمة التقوى؟ معناها: أن العبد يقي نفسه وماله بكلمة (لا إله إلا الله)، فالرسول يقول -وصلى الله عليه ألفاً وسلم-: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ).
إذاً: قال تعالى: وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا [الفتح:26]، اللهم اجعلنا من أهل كلمة لا إله إلا الله.
وأذكركم بأفضل الأذكار التي عرفناها بالأمس، وعزمنا على أن نذكر الله بها صباح كل يوم، تلكم التي قال فيها الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ). هذا الورد لا يساويه ورد، وهذا النوع من الذكر من أفضل أنواع الذكر، فعلى كل مؤمن ومؤمنة أن يتخذه ويردده كل صباح فيقول: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ) مائة مرة. والجزاء المقابل لهذا الورد هو قوله صلى الله عليه وسلم: ( كان له عدل عشر رقاب ). أي: كان كمن أعتق في سبيل الله عشرة أعبد من الناس، والعبد يساوي الآلاف.
ثانياً: ( محا الله عنه مائة خطيئة، وكتب له مائة حسنة ).
ثالثاً: ( ظل يومه كله في حرز من الشيطان ). صاحب هذا الورد بحق يظل يومه كله وهو محفوظ بحفظ الله، ما يغويه الشيطان أبداً، فيحمله على ارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب.
( ولم يأتِ أحد بمثل ما أتى به إلا من قال مثله وزاد عليه ).
مَن مِن الأبناء التزم من الأمس بهذا الورد، حتى نحمد الله تعالى له؟ الحمد لله.. الحمد لله.
هذا هو الذي يفتت الظمأ الروحي، ويبعد تلك الوحشة النفسية؛ لاسيما إذا كنت تتأمل وأنت تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
وها نحن الآن مع [لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم].
لا إله إلا الله محمد رسول الله تعصم النفس والمال
لا إله إلا الله محمد رسول الله ترفع الإنسان إلى أعلى درجات النعيم
ولهذه الكلمة ( لا إله إلا الله) شأنها؛ لأنك إذا نظرت إلى الكون كله تراه مخلوقاً مربوباً مملوكاً، يدبره ملكه وخالقه، فمن ثَمَّ تفهم أنه لا يستحق أن يعبد إلا هو، فتقول: لا إله إلا الله، ثم تقول: محمد رسول الله؛ لأن إيمانك به يهيئ لك طريق الجنة، وإذا مشيت وراءه وصل بك إلى دار السلام، إذ لا نستطيع أن نعبد الله حتى يبين لنا رسول الله كيف نعبد ربنا.
فنحن نقول: لا نعبد إلا الله، فكيف نعبده وبِمَ نعبده؟ لابد من رسول يبين لنا ذلك، ولابد من رسول الله نمشي وراءه حتى نعرف كيف نعبد ربنا عز وجل، وبماذا نعبده، ما هي أوقات العبادة التي نعبده بها، فلهذا لابد من شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا إله إلا الله محمد رسول الله هي الكلمة التي يحاج بها عند الله
الكلمة التي يحاج بها عند الله هي كلمة (لا إله إلا الله)، ودليل ذلك ما تعلمون من أن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقف إلى جنبه، وكم رد عنه من الأعداء، وكم دفع عنه من الأخطار، بفضل الله عز وجل. ولما مرض مرضَ الوفاة، زاره الحبيب صلى الله عليه وسلم، فوجد حوله رجالات قريش، كـأبي جهل وفلان وفلان، يزورونه؛ لأن زيارة المريض من سنن البشرية من عهد آدم ما تنقطع، زاره فقال: ( أي عمّ! يا عم! قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله )، ما معنى: (يحاج بها لك عند الله)؟ يقول: أي رب هذا عبدك كان يؤمن بك وبإلوهيتك فاغفر له وارحمه وأدخله جنتك، (أحاج لك بها عند الله).
وهمّ أن يقولها، ولكن مضى قضاء الله وقدره بأن لا يدخل هذا الرجل الجنة ويخلد في النار، فنظر إليه أولئك الطغاة وقال قائلهم: ( أترغب عن ملة
فقوله: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى عام إلى يوم القيامة، فمن مات من إخواننا على الشرك لا نستغفر له ولا نصلي عليه، لماذا؟ إذ لا ينفعه ذلك، انقطع رجاءه وانبت حبله وأصبح من أهل النار، لكن من مات على (لا إله إلا الله) هذا الذي يصلى عليه ويستغفر له، وهذا الذي يرجى له الجنة دار النعيم، أما من مات على الشرك والكفر فلا، مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى ، أي: أصحاب قرابة، مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . ولا نحتج باستغفار إبراهيم أيضاً فالله يقول: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ إذ قال له: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ [الممتحنة:4]، فلما تبين لإبراهيم عليه السلام أن والده عدو لله وأنه من أهل النار ترك الاستغفار له، فلم يستغفر له.
والشاهد عندنا في كلمة (لا إله إلا الله) كلمة يحاج بها عند الله.
قال: [وهي الكلمة المحببة إلى كل قلب مؤمن]، كلمة (لا إله إلا الله) محببة إلى قلب كل مؤمن [وهي التي يقول فيها الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير )] هذا وردنا أيها المؤمنون.
كلمة (لا إله إلا الله) تقرر معاني الربوبية والألوهية
قوله: [غير أن (لا إله إلا الله) لم تحرز هذا الفضل] أي: لم تظفر بهذه المزية العظيمة [إلا لكونها تقرر معنى الربوبية، وتثبت معنى الإلوهية]. ما معنى الربوبية؟ هذا مأخوذ من كلمة (الرب)، وكلمة الرب في لغة العرب والتي نزل بها القرآن وأرسل بها محمد صلى الله عليه وسلم، معناها: الخالق الرازق المربي. من خلقك فهو ربك، من رزقك لتحتفظ بحياتك فهو ربك؟ من دبر حياتك فهو ربك. فكلمة (الرب) معناها: الخالق الرازق المدبر الذي يملك كل شيء، وبيده كل شيء، والرب يأتي بمعنى السيد والمالك في لغة العرب، فكلمة (الرب) عامة تشمل ما سمعتم؛ تشمل المعبود بحق، وتشمل الخالق الرازق، وتشمل المدبر العليم الحكيم. فكلمة (لا إله إلا الله) متضمنة معنى الرب ومعنى الإلوهية.
قوله: [وهما حق الله تعالى فتثبتهما له وحده، وتنفيهما عمن سواه كائناً من كان] تأملوا يفتح الله عليكم! من قال: (لا إله إلا الله) قد يقال له: كيف عرفت أنه (لا إله إلا الله)؟ أتقول ما لا تعلم؟ كيف عرفت أنه لا إله إلا الله؟ فإنه يقول: نظرت إلى الكون كله فوجدته مخلوقاً مربوباً مدبراً، فالكون كله علوه وسفليه، إنسانه وجنه، حيواناته.. بالتأمل والبصر والنظر تعرف أنه مخلوق مربوب، فخالقه هو الإله الحق، وهو الرب الذي لا رب غيره، ومن هنا علمت أنه لا يستحق أن يعبد إلا هو بوصفه الخالق الرازق المدبر، ولا ينبغي أن يعبد إلا هو، فهو إذاً الإله الحق؛ لأن معنى (الإله) المعبود، أله يؤله تأليهاً إذا عبده، من أله شيئاً بمعنى: عبده، ونحن أهل لا إله إلا الله، لا نؤله غير الله قط وأبداً.
إذاً معشر المستمعين من المؤمنين! من قال: لا إله إلا الله، استنطقناه: كيف عرفت لا إله إلا الله؟ قال: عرفتها لأني نظرت إلى الكون كله فوجدته مخلوقاً مربوباً مدبراً، فقلت: الله هو خالقه ومدبره، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله.
وهنا: من شهد أن لا إله إلا الله لزمه أمران يتحتم عليه أن يقوم بهما، وإلا تناقض ولم يقبل منه قوله:
الأمر الأول: أن يعبد الذي شهد أن لا معبود إلا هو، فما دمت يا عبد الله تقرر معترفاً عالماً أنه لا إله إلا الله، فلا يصح قولك هذا حتى تعبد الله، وإلا فأنت تقول ما لا تعلم. أي: من شهد (أن لا إله إلا الله) لزمه حتماً ووجب قطعاً أن يعبد الله، فإن قال: لا أعبده، قلنا: أنت كاذب، لست بصادق في قولك هذا، وما عرفت ذلك، وإلا كيف تعرف أنه لا إله إلا الله ولا تعبده؛ لأن معنى (الإله) المعبود، والإلهية العبادة، فإذا قلت: أشهد على علم يقيني أنه لا يعبد إلا الله، فكيف لا تعبده؟ تحكَّم ولزم عليك أن تعبده، وإلا فإن قولك لا يقبل منك.
الأمر الثاني: أن لا تعترف بعبادة غيره فقط، فما دمت قد أعلنت: أنه لا معبود إلا الله، وعبدته، فيجب أن لا تعترف بعبادة غيره، وأن لا تقر أية عبادة أبداً لغير الله؛ وبذلك تكون من أهل (لا إله إلا الله).
إذاً: أولاً: عرفت أنه لا إله إلا الله؟ إي نعم، إذاً: يجب أن تعبده، فما دمت تقرر أنه لا معبود إلا هو، لِم لا تعبده؟! فمن لم يعبد الله اعترافه بأن (لا إله إلا الله) لا يصدق به، فما هو عن علم ولا عن بصيرة.. إنما هو عن تقليد فقط.
ومن عبد الله عز وجل يجب أن لا يعترف بعبادة غيره، إذ كل عبادة لغير الله باطلة، وصاحبها لا يستحقها أبداً؛ لأنه مربوب مخلوق كيف يعبد!
معشر المستمعين! ما هي العبادة؟
العبادة هي الذل والانكسار والانطراح بين يدي الله.
العبادة هي طاعة الله عز وجل بفعل أوامره وترك نواهيه.
العبادة: حب الله، والرغبة فيه والرهبة منه والخوف منه، وسيتبين لنا إن شاء الله الكثير من معاني (لا إله إلا الله) في هذه الرسالة.
قال المؤلف: [(لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي الكلمة الوحيدة] أي: التي لا نظير لها، تلك الكلمة [التي يعصم المرء بها دينه وماله وعرضه]. وقد تقدم هذا، إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( أمرت ). مَن أمره؟ مَن فوقه؟ أمره المالك جل جلاله وعظم سلطانه. قال: ( أمرت -أي: أمرني ربي- أن أقاتل الناس - أبيضهم وأصفرهم- حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، وعندئذ عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ). فلا إله إلا الله تعصم النفس والمال والعرض أيضاً.
ثم قال: [وهي الكلمة الوحيدة التي ترفع الإنسان من حضيض الجحيم إلى أعلى درجات النعيم]. كلمة التوحيد من قالها موقناً بها عالماً بمدلولها ومات عليها لن يخلد النار أبداً، وإن زنى وإن سرق.
ولهذه الكلمة ( لا إله إلا الله) شأنها؛ لأنك إذا نظرت إلى الكون كله تراه مخلوقاً مربوباً مملوكاً، يدبره ملكه وخالقه، فمن ثَمَّ تفهم أنه لا يستحق أن يعبد إلا هو، فتقول: لا إله إلا الله، ثم تقول: محمد رسول الله؛ لأن إيمانك به يهيئ لك طريق الجنة، وإذا مشيت وراءه وصل بك إلى دار السلام، إذ لا نستطيع أن نعبد الله حتى يبين لنا رسول الله كيف نعبد ربنا.
فنحن نقول: لا نعبد إلا الله، فكيف نعبده وبِمَ نعبده؟ لابد من رسول يبين لنا ذلك، ولابد من رسول الله نمشي وراءه حتى نعرف كيف نعبد ربنا عز وجل، وبماذا نعبده، ما هي أوقات العبادة التي نعبده بها، فلهذا لابد من شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: [وهي التي يدخل بها المرء في عداد المؤمنين، ويكون أخاً لكل المسلمين. وهي الكلمة التي جعلت عنوان الإيمان وشروط الإسلام. وهي الكلمة التي يحاج بها عند الله].
الكلمة التي يحاج بها عند الله هي كلمة (لا إله إلا الله)، ودليل ذلك ما تعلمون من أن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم كان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقف إلى جنبه، وكم رد عنه من الأعداء، وكم دفع عنه من الأخطار، بفضل الله عز وجل. ولما مرض مرضَ الوفاة، زاره الحبيب صلى الله عليه وسلم، فوجد حوله رجالات قريش، كـأبي جهل وفلان وفلان، يزورونه؛ لأن زيارة المريض من سنن البشرية من عهد آدم ما تنقطع، زاره فقال: ( أي عمّ! يا عم! قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله )، ما معنى: (يحاج بها لك عند الله)؟ يقول: أي رب هذا عبدك كان يؤمن بك وبإلوهيتك فاغفر له وارحمه وأدخله جنتك، (أحاج لك بها عند الله).
وهمّ أن يقولها، ولكن مضى قضاء الله وقدره بأن لا يدخل هذا الرجل الجنة ويخلد في النار، فنظر إليه أولئك الطغاة وقال قائلهم: ( أترغب عن ملة
فقوله: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى عام إلى يوم القيامة، فمن مات من إخواننا على الشرك لا نستغفر له ولا نصلي عليه، لماذا؟ إذ لا ينفعه ذلك، انقطع رجاءه وانبت حبله وأصبح من أهل النار، لكن من مات على (لا إله إلا الله) هذا الذي يصلى عليه ويستغفر له، وهذا الذي يرجى له الجنة دار النعيم، أما من مات على الشرك والكفر فلا، مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى ، أي: أصحاب قرابة، مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . ولا نحتج باستغفار إبراهيم أيضاً فالله يقول: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ إذ قال له: لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ [الممتحنة:4]، فلما تبين لإبراهيم عليه السلام أن والده عدو لله وأنه من أهل النار ترك الاستغفار له، فلم يستغفر له.
والشاهد عندنا في كلمة (لا إله إلا الله) كلمة يحاج بها عند الله.
قال: [وهي الكلمة المحببة إلى كل قلب مؤمن]، كلمة (لا إله إلا الله) محببة إلى قلب كل مؤمن [وهي التي يقول فيها الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ( أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير )] هذا وردنا أيها المؤمنون.