إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة - هاني مراد
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
تكتنف العالم العربي قوتان إقليميتان ترغبان في الاستيلاء عليه تماما، بعد الاستيلاء على أجزاء كبرى منه بالفعل. والبلدان وإن كانا تابعين للمنطقة جغرافيا، فإنهما منفصلان لغويا، وحضاريا، ودينيا، وثقافيا، وينطلقان في عدائهما للمسلمين من عقيدة عنصرية، ترى العرب أقل شأنا، وترى تفوقا للجنس الفارسي واليهودي.
وإذا كانت إسرائيل تحتل فلسطين رسميا، فإن إيران تحتل الأحواز، وجزر الخليج العربي الذي تسميه الخليج الفارسي.
وإذا كانت إسرائيل تتغلغل بنفوذها العالمي ومخابراتها المتقدمة في العالم العربي، فإن إيران تمتد بجماعاتها المسلحة التي يصل نفوذها إلى احتلال أجزاء من العالم العربي، مثل العراق واليمن وسورية ولبنان.
ومثلما تحاول إسرائيل فرض التطبيع بكل أنواعه على العالم العربي، فإن إيران تحاول فرض مذهبها الشيعي وفرض نفوذها الثقافي على بلاد المسلمين السنّة، بل لا يوجد في طهران مسجد واحد للمسلمين السنّة.
ومثلما استولت إسرائيل على فلسطين بالقوة، وشنت حروب العصابات وارتكبت المذابح وأخلت مساحات هائلة من سكانها، فإن إيران شكلت جيش المهدي وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، وعملت على تغيير التركيبة السكانية في كل الدول التي تسيطر عليها.
كما اشتهر البلدان ببناء جيوش قوية وترسانات أسلحة هائلة، والتحالف مع القوى العالمية الكبرى، لمحاربة المسلمين، منذ تحالف الشيعة مع المغول والصليبيين، لمحاربة الدولتين العباسية والعثمانية، ومنذ وعد بلفور لليهود وتأسيس دولة إسرائيل
فالبلدان يسعيان إلى ابتلاع العالم العربي الإسلامي كله، بعد أن ابتلعا أجزاء كبرى منه بالفعل.