الصفحة 379 من 454

النبات والحيوان ، هو غير النفس الناطقة وما يجري مجراها ، لغفول الإنسان عن نموه وتغذيته وتولد ما يتولد منه . وإذا تنبه لشيء من ذلك في الحجلة ، فلا يعلم كيفيته ولا سببه ولا ما فيه من التدبير المتقن والنظام . ولو كان المعتني بالنوع نفسا متعلقا به تعلق نفوسنا بذاتنا ، لكان يتألم بتضرر الأبدان ، فما كان يزال في الألم ، لأن عنايته بجميع أبدان نوعه ، لا ببدن واحد فقط . وليست هذه العناية عناية تعلق ، بحيث يحصل منه ومن البدن الذي يتصرف فيه حيوان واحد ، هو نوع واحد . والحدس يحكم من هذا وما يجري مجراه ، أن للأنواع الجسمانية ذواتا روحانية فيها هيئات روحانية ، تكون النسب الجسمانية في النوع الجسماني ، كظل لها . ولما لم ينحفظ ذلك النوع في شخص معين لضرورة الوقوع تحت الكون والفساد ، حفظ بشخص منتشر . فتلك الذوات هي التي تمد الأنواع بكمالاتها ، وتحفظها بتعاقب أشخاصها ، مع كونها غير متعلقة بها . فإن من له رتبة الإبداع لجسم ، لا تقهره علاقة ذلك الجسم ، حتى يصير بحيث يفتقر في صدور الفعل عنه إلى توسطه . وليس من شرط المتصرف في جسم أن يكون مبدعا له ، ولا من شرط المبدع لجسم أن يتصرف فيه . ولا يستنكر كون الهيئات الجرمانية مماثلة أو مناسبة للهيئات الروحانية ، فإن الإنسانية الكلية هي في الذهن مجردة غير مقدرة ، مع أن التي في الأعيان ليست كذلك . ولا يستنكر كون الهيئات الجرمانية مماثلة أو مناسبة للهيئات القالب والمثال للأنواع ، فإن المبدع للأشياء لا يحتاج في أبداعه لها إلى مثل ، ليكون دستور الصنعة . ولو أحتاج إلى ذلك ، لاحتاج المثل إلى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام