الصفحة 18 من 454

الفصل الثالث في القضايا وأقسامها القول إما تقييدي كالحيوان الناطق ، وهو في قوة مفرد ، كالإنسان ، أو جزئي ، وهو ما يعرض له لذاته أن يكون صادقا أو كاذبا . واحترزنا ب ' لذاته ' عن مثل تفضل بكذا ، فإنه أمر بالذات ، ويدل على الجزئية ، أي أريد تفضلك به ، أو خارج عنهما ، كالتمني والترجي والأمر والنهي والقسم والنداء والتعجب والاستفهام . فالتقييدي ينتفع به في الأقوال الشارحة ، وقد مضى ذلك . وما مثل التمني وما معه هو أخص بالمحاورات دون العلوم ، وينتفع به في الخطابة والشعر ، وما يجري مجراهما مما لا يتعلق بغرض هذا الكتاب . وأما الجزئي فهو الذي ينتفع به في تركيب الحجج ، وتسمى قضية ، ولا بد فيها من محكوم عليه ومحكوم به ، إيجابا أوسلبا . فإن لم يكونا جزأين قد أخرجا بالتركيب عن الجزئية ، كالإنسان ماش ، أو ليس ، أو كالحيوان الناطق ماش أو هو متنقل ينقل قدميه ، أو ليس ، فهي الحملية . وإن كانا كذلك فهي الشرطية . والارتباط بين الجزأين إن كان بلزوم أو بمصاحبة أو سلب أحدهما فهي المتصلة ، وإن كان بعناد أو عدم موافقة أو سلب أحدهما ، فهي المنفصلة .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام