فقد أخذت القوة مكان الملكة , وأما الموضوع كأخذ الخشب في حد الكرسي , فإنه يوجد قبل الهيئة السريرية وبعدها , ولا كذلك الجنس , فإن وجوده يتقدم بالفصل وجعلهما واحد , وأما المادة الفاسدة , كقولهم: الخمر عنب معتصر , والرماد خشب محترق , وأما الجزء كقولهم: الإنسان حيوان ناطق , وعنوا بالحيوان ما تخصص به , فإن التخصيص لا يقال على المختلفات فلا يكون جنساً , بل الحيوان الذي هو جنس يجب أن يؤخذ غير مشروط بقيد أنه ناطق , ولا يفيد أنه لا ناطق , إذ الأول هو الإنسان نفسه , الثاني مناف له , فلا تحمله عليه , وبأن توجد الانفعالات مكان الفضول , فإن الفضول لا تبطل الشيء , والانفعالات قد تبطله . وأما الذي يعم الحد والرسم فبأن يعرف الشيء بنفسه , كقولهم: العدد كثرة من الآحاد , والعدد والكثرة واحد , أو بما يساويه في المعرفة والجهالة , كقولهم: الأب هو الذي له ابن , أو بما هو أخفى منه , كقولهم المثلث شكل زواياه الثلاث مساوية لقائمتين , أو بما لا يعرف إلا به , كقولهم: الشمس كوكب يطلع نهاراً , والنهار هو زمان طلوع الشمس .