فهرس الكتاب
الصفحة 116 من 129

وقد نقل جماعة من أهل العلم إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة:

-قال مجاهد بن جبر: قلت لجابر بن عبد الله - رضي الله عنه: ما كان يَفْرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: «الصلاة» [1] .

وقوله: «عندكم» أي: عند الصحابة - رضي الله عنهم -.

-وقال عبد الله بن شقيق: «لم يكن أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة» [2] .

-وقال الحسن البصري: بلغني أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يقولون: «بين العبد وبين أن يشرك فيكفر أن يدع الصلاة من غير عذر» [3] .

-وقال أيوب السختياني: «ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه» [4] .

وسبب تكفير الصحابة لتارك الصلاة ظهور النصوص الدالة على ذلك ولأنه لا يمكن أن يوجد في القلب إيمان بلا عمل، قال شيخ الإسلام: «ثم القلب هو الأصل فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:

(1) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 877) رقم (893) .

(2) أخرجه الترمذي في سننه (5/ 14) رقم (2622) ، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 904) رقم (948) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 172) رقم (30446) ، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 144) رقم (1378) .

(3) أخرجه أبو بكر الخلال في السنة (4/ 142) رقم (1372) ، وابن بطة في الإبانة الكبرى (2/ 673) رقم (877) ، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (4/ 910) رقم (1539) .

(4) أخرجه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 925) رقم (978) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام