والشاهد في الحديث السابق قوله: «يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ» ، والمراد بذلك الصلاة، فهذا دليل واضح على أن أصل العمل قد قاموا به ولكنهم لم يأتوا بكمال العمل.
• مسألة: أيهم أخطر الخوارج أم المرجئة؟
الخوارج: أخطر من حيث الأفعال والممارسات؛ لأنهم يقاتلون ويخرجون على المسلمين من أجل مذهبهم، ويستحلون الدماء المعصومة.
أما المرجئة: فأخطر من حيث أثرهم في العقيدة؛ لأن مقتضى قولهم تضييع الدين وتمييعه، قال إبراهيم النخعي - رحمه الله - عنهم: «لفتنتهم عندي أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة» [1] ، والأزارقة: هم الخوارج.
والخوارج قد تنفر منهم النفوس لاستحلالهم الدماء، أما المرجئة فإنهم يتساهلون في تصحيح مذاهب أهل الضلال، ويجعلون الفاسق كامل الإيمان، والنفوس الضعيفة تميل إلى ذلك.
لذلك توسط أهل السنة في هذا الباب بين هاتين الفئتين [2] .
(1) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1/ 313) رقم (617) ، وأبو بكر الخلال في السنة (4/ 137) رقم (1360) ، وابن بطة في الإبانة (2/ 885) رقم (1221) .
(2) للتوسع في الرد على المرجئة، ينظر كتاب (براءة أهل الحديث والسنة من بدعة المرجئة) لمحمد بن سعيد بن عبد الله الكثيري، قدم له الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن صالح المحمود.