الحكمة الرابعة: ظهور آثار أسمائه تعالى ومقتضياتها، ومتعلقاتها، فمن أسمائه: الرافع، الخافض، المعز، المذل، الحكم، العدل.
وهذه الأسماء تستدعي متعلقات تظهر فيها أحكامها، فكان خلق إبليس سببًا لظهور آثار هذه الأسماء، فلو كان الخلق كلهم مطيعين، ومؤمنين لم تظهر آثار هذه الأسماء.
• ما الحكمة من إنظار الله إبليس؟
الجواب: ليس إكرامًا له بل إهانة له ليزداد إثمًا {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا} [آل عمران: 178] ، فتعظم عقوبته، ويتضاعف عذابه، إضافة إلى ذلك جعله الله محكًّا ليميز به الخبيث من الطيب وهذا يقتضي بقاءه ببقاء خلق البشر.
المثال الثاني: خلق المصائب والآلام والحكمة من ذلك:
خلق الله الآلام والمصائب، وفيها من الحِكَم ما لا يُحِيطُ بعلمه إلا الله عز وجل، تلك الحكم التي تنطق بفضل الله وعدله ورحمته ومنها:
1 -أن في الآلام والمصائب امتحانًا لصبر المؤمن.
2 -أن فيها تدريبًا له وتقويةً لإيمانه.
3 -أن فيها دليلًا على ضعف الإنسان وافتقاره الذاتي إلى ربه، ولا فلاح له إلا بافتقاره إلى ربه وانطراحه بين يديه.
4 -المصائب سبب لتكفير الذنوب ورفع الدرجات؛ قال - صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ المؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» [1] .
(1) أخرجه مسلم (4/ 1992) رقم (2572) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.