• المسألة الثانية: ما مراتب القدر؟
الجواب: له أربع مراتب:
1)مرتبة العلم:
المراد بها: الإيمان بأن الله علم بما كان، وبما يكون، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، قال تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59] وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران: 5] ، ويقول تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154] ، فلا يمكن أن يقع في الكون شيء إلا والله عالم به.
2)مرتبة الكتابة:
والمراد بها: الإيمان بأن الله كتب في اللوح المحفوظ كل شيء، وجاء التصريح بهذا في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كَتَبَ الله مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» [1] .
3)مرتبة المشيئة والإرادة:
والمراد بها: الإيمان بأن الله تعالى أراد الأشياء وشاء وقوعها وأنه لا يقع شيء إلا بمشيئته وإرادته، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] ، وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] .
(1) صحيح مسلم (4/ 2044) رقم (2653) .