و من أشنع صور المسايرة في العصر الحديث ممالأة الحكام و التغاضي عن مخالفاتهم، و تبرير تعطيلهم لأحكام الشريعة الربّانيّة، و استبدالها بزبالات الأذهان، و شرائع الوضّاعين، بدعوى الالتقاء مع المخالفين (من المبتدعة و العصرانيين و الملاحدة) على أرضيّة (وطنيّة أو قوميّة) جامعة، تذيب الفوارق و الخلافات العقديّة (و الطائفية) ، و تقرّب بين الفِرَق و الأديان، تحت مسمى التعايش تارةً، و التقريب بين المذاهب، و حوار الحضارات تارات أُخَر.
و لا ريب في أنّ من دعا إلى شيء من ذلك فهو من أئمّة الضلال، و ينبغي أن لا يغترّ بظهوره في لبوس العلماء، في زمنٍ تكاثر (و ظَهرَ في بعض البلدان) فيه علماء السوء، و استطار شرّهم.