الحمد لله و كفى و صلاةً و سلاماً على عباده الذين اصطفى، و بعد:
فإنّ الله تعالى أبى العصمةَ إلا لكتابه الذي (لا يَاتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ و لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ، و لنبيّه صلى الله عليه و سلّم في تبليغ الرسالة، و ذلك مقتضى حفظ دينه، و إقامة حجّته على خلقه.
و اصطفى تعالى لحمل العلم من كلّ خلفٍ عدولَه و خصّهم بالفهم و الاستنباط السليم، فسخّروا ما آتاهم الله من فضله في إقامة الحجّة و بيان المحجّة، و استشعروا عِظَم واجب التبليغ و التوقيع عن ربّ العالمين فقاموا به