المقصد الثالث
في بيان مكمن الخطورة في زلات العلماء
كثيراً ما يُقال: ما بالكم تحذّرون من زلّة العالم مع كونه لا يخطئ إلا عن اجتهاد، يستحق عليه الأجر، و هو في جميع أحواله بين الأجر و الأجرين.
و ردّاً على هذه الشبهة نقول: إنّ مكمن الخطورة في زلّة العالم، ليس في كونها خطأ من مجتهد، و لكن فيما يترتب عليها من عمل الأتباع و المقلدين من بعده، و ممّا يستفاد من قول ابن عبّاس المتقدّم في التحذير من زلّة العالِم: (فيترك قوله ذلك، ثم يمضي الأتباع) ، بيان أنّ خطر الزلّة في كون شرّها متعدياً إلى من قلّد