وكذلك أيضاً يثبت ما دل عليه هذا الاسم من الصفة، وهي السمع، فنثبت لله سمعاً عاماً شاملاً لا يخفى عليه أي صوت وإن ضعُف.
كما يثبت أيضا اثر هذه الصفة، و هي أن الله تبارك وتعالى يسمع كل شيء. وبهذا ننتفع انتفاعاً كبيراً من أسماء الله؛ لانه يلزم من هذه الأمور الثلاثة التي أثبتناها في الاسم إذا كان متعديا أن نتعبد الله بها , فنحقق قول الله عز وجل (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ... ) (الأعراف 180)
فأنت إذا آمنت بان الله يسمع؛ فانك تؤمن انك مهما قلت من قول سواء كان سراً أم علنا فان الله تبارك وتعالى يسمعه، وسوف ينبئك بما كنت تقول يوم القيامة [1] .
وسوف يحاسبك على ذلك على حسب ما تقتضيه حكمته في كيفية من يحاسبهم تبارك وتعالى.
إذنْ: القاعدة عند أهل السنة والجماعة: إن الاسم من أسماء الله إذا كان متعديا فانه لا يمكن تحقيق الإيمان به إلا بالإيمان بهذه الأمور الثلاثة:
1.أن تؤمن به اسما من أسماء الله، فنثبته من أسمائه.
2.أن نؤمن بما دل عليه من صفة.
3.أن نؤمن بما يترتب على تلك الصفة من الأثر.
وبهذا يتحقق الإيمان بأسماء الله تبارك وتعالى المتعدية.
* أما إذا كان الاسم لازماً فانهم يثبتون هذا الاسم من أسماء الله، ويسمون الله به ويدعون الله به، ويثبتون ما دل عليه الاسم من صفة على الوجه الأكمل اللائق بالله تعالى، ولكن هنا لا يكون اثر؛ لان هذا الاسم مشتق من شيء لا يتعدى موصوفه، فلذلك لا يكون اثر.
(1) - في المطبوع (في يوم القيامة)