عن السنة بقدر ما ابتعدوا في دين الله سبحانه وتعالى، ولا تجد فرقة غيرهم إلا وجدتهم فرقة متفرقين فيما هم عليه من النحلة.
وقد قال سبحانه وتعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام 159)
إذنْ، لا حاجة لنا إلى التطويل بتعريف أهل السنة والجماعة؛ لان هذا اللقب يبرهن على معناه برهانا كاملا وانهم المتمسكون بالسنة المجتمعون عليها، ونحن نلخص الكلام في نقاط رئيسية وهي:
أهل السنة والجماعة طريقتهم في أسماء الله وصفاته: انهم يعتبرون إن ما ثبت من أسماء الله وصفاته في كتاب الله أو فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- وهو حق على حقيقته- يراد به ظاهره، ولا يحتاج إلى تحريف المحرفين، وذلك لأن تحريف المحرفين مبني على سوء قصد أو سوء فهم، حيث ظنوا انهم إذا اثبتوا تلك النصوص أو تلك الأسماء والصفات على ظاهرها ظنوا إن ذلك إثبات للتمثيل، ولهذا صاروا يحرفون الكلم عن مواضعه، وقد يكونون ممن لم يفهموا هذا الفهم ولكن لهم سوء قصد في تفريق هذه الأمة الإسلامية شيعا كل رحب بما لديهم فرحون.
و أهل السنة والجماعة يؤمنون بان ما سمى الله به نفسه وما وصف الله به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو حق على حقيقته وعلى ظاهره، ولا يحتاج إلى تحريف المحرفين، بل هو ابعد ما يكون عن ذلك، وهو أيضا لا يمكن أن يفهم منه ما لا يليق بالله عز وجل من صفات النقص أو المماثلة بالمخلوقين [1] بهذه الطريقة المثلى يسلمون من الزيغ و الإلحاد في أسماء الله وصفاته، فلا يثبتون لله إلا ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، غير زائدين في
(1) - انظر الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله