الصفحة 5 من 33

ذلك ولا ناقصين عنه، ولهذا كانت طريقتهم إن أسماء الله وصفاته توقيفية لا يمكن لاحد إن يسمي الله بما لم يسم به نفسه، أو أن يصف الله بما لم يصف به نفسه [1] .

فان أي إنسانٍ يقول: إن من أسماء الله كذا، أو ليس من أسماء الله، أو: إن من صفات الله كذا، أو: ليس من صفان الله، بلا دليل، لأنه [2] لا شك قول على الله بلا علم، وقد قال الله سبحانه وتعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف 33)

وقال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء 36)

ثم إن طريقتهم في أسماء الله تعالى: إن ما سمى به الله نفسه.

* فان كان من الأسماء المُتعدية فانهم يرون من شرط تحقيق الإيمان به بما يلي:

1.أن يؤمن المرء بذلك الاسم اسما له عز وجل.

2.أن يؤمن بما دل عليه من الصفة، سواء كانت الدلالة تضمناً أو التزاماً.

3.أن يؤمن بأثر ذلك الاسم الذي كان مما دل عليه الاسم من الصفةِ.

ونحن هنا نضرب مثلا:

من أسماء الله تعالى:"السميع"، يجب على طريق أهل السنة والجماعة أن يُثبت هذا الاسم من أسماء الله، فيُدعى الله به، فيقال- مثلا- عبد السميع , ويقال: يا سميع، يا عليم، و ما أشبه ذلك؛ لان الله تعالى يقول (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ... ) (الأعراف 180)

(1) - أسماء الله تعالى] وصفاته [توقيفية , لا مجال للعقل فيها , وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء في به الكتاب والسنة , فلا يزاد فيها ولا ينقص , لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء] والصفات [, فوجب الوقوف في ذلك على النص ... , ولأن تسميتهُ تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكارَ ما سمى به نفسه جنايةٌ في حقه تعالى , فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص. أ هـ من (القواعد المثلى) ص 13

(2) - لعل الصواب: (فإنه) أو يكون سقط قبلها نتيجة القول بلا دليل وهو مثلاً (فقد ارتكب إثماً)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام