الصفحة 14 من 33

فإن قال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم حُسنَ هذه البدعة ولذلك لم يشرعها.

قلنا: رميت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر عظيم، حيث جهلته بدين الله [1] وشريعته.!!

وإن قال: إنه يعلم ولكن كتمه عن الخلق.

قلنا له: وهذه أدهى وأمر؛ لأنك وصفت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو الأمين الكريم وصفته بالخيانة وعدم الجود بعلمه وهذا أشر من وصفه بعدم الجود بماله، مع انه صلى الله عليه وسلم كان أجودَ الناس! وهنا شرٌّ قد يكونُ احتمالاً بان الرسول صلى الله عليه وسلم علمها وبلِّغها ولكنْ لم تصلْ إلينا.

فنقول له: وحينئذ طعنت في كلام الله عز وجل؛ لان الله تعالى يقول (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر 9) و إذا ضاعت شريعة من شريعةٌ الذكر فمعنى ذلك إن الله لم يقم بحفظه، بل نَقَصَ من حفظه إياه بقدر ما فات من هذه الشريعة التي نزل من اجلها هذا الذكر!!

وعلى كل حال: فان كل إنسان يبتدع ما يتقرب به إلى ربه من عقيدة أو عمل قولي أو فعلي فانه ضال؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة) [2] , وهذه كلية عامة لا يُستثنى منها شيء إطلاقا، فكل بدعة في دين الله فإنها ضلالة وليس فيها من الحق شيء؛ فان الله تعالى يقول (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) يونس 32).

(1) - في المطبوع (في دين الله)

(2) - أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الجمعة , باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم 867) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه ضمن حديث.

وهو ثابت أيضا في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه عند أحمد 4/ 126 - 127 , والدرامي 1/ 44 , وأبي داود رقم 4607, والترمذي 2676 , وابن ماجه رقم 43,44 , والهروي في ذم الكلام ص 150 - 150 , وابن أبي عاصم في السنة رقم 48,49 , واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم 79 , والآجري في الشريعة ص 47 , وابن حبان رقم 5 , والطبراني في المعجم الكبير 18/ 245 - 246 , ومسند الشاميين 437 و 438, والحاكم 1/ 95 , والبهقي 6/ 541 , والاعتقاد ص 239 - 230 , ومناقب الشافعي 1/ 10 - 11 , والطحاوي في مشكل الآثار رقم 1187 , والبغوي في شرح السنة رقم 102 , وابن عبدالبر في التمهيد 2/ 222,224 , وغيرهم من طرق عنه.

وقد احتج بالحديث الإمام أحمد كما في مسائل أبي داود له ص 277.

وقال الترمذي (حديث حسن صحيح) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي

وقال البزار (حديث ثابت صحيح) كما في جامع بيان العلم.

وقال ابن عبد البر عقبه (وهو كمال قال البزار رحمه الله , حديث العرباض حديث ثابتٌ) .

وقال أبونعيم في المستخرج (حديث جيد من صحيح حديث الشاميين) .

وقال البغوي (هذا حديث حسن)

وقال ابن حجر في موافقة الخبر للخبر 1/ 137 (حديث صحيح)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام