فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا ..
فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي .. وكان من كبارهم ..
فلما دخل عليه حصين .. قال: يا محمد .. فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. وفعلت .. وفعلت .. فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً .. وإن أردت نساءً زوجناك أجمل النساء .. وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا .. ومضى في كلامه وإغرائه .. والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ..
فلما انتهى من كلامه .. قال له صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا عمران ..
قال: نعم .. قال: فأجبني عما أسألك .. قال: سل عما بدا لك ..
قال: يا أبا عمران .. كم إلهاً تعبد؟ قال: أعبد سبعة .. ستة في الأرض .. وواحداً في السماء!!
قال: فإذا هلك المال .. من تدعوا!؟
قال: أدعوا الذي في السماء .. قال: فإذا انقطع القطر من تدعوا؟
قال: أدعوا الذي في السماء .. قال: فإذا جاع العيال .. من تدعوا؟
قال: أدعوا الذي في السماء .. قال: فيستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم ..
قال: بل يستجيب وحده ..
فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده .. وينعم عليك وحده .. وتشركهم في الشكر .. أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك .. قال حصين: لا .. ما يقدرون عليه ..
فقال صلى الله عليه وسلم: يا حصين .. أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن .. فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به ..
حقيقة ..
نعم كانوا يعبدون اللات والعزى .. لكنهم يعتبرونها آلة صغيرة تقربهم إلى الإله الأعظم وهو الله جل جلاله .. ويصرفون لها أنواعاً من العبادات .. لتشفع لهم عند الله .. لذا كانوا يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ..
كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت ..
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} ..
وفي الصحيحين وغيرهما ..