القول باللسان مثل ماذا؟ نقول القول باللسان منه ما زواله مزيل لوصف الإيمان كقول لا إله إلا الشهادتين وهذا فيما إذا كان كافر أصليًا، ومنه فواته ما لا يزيل وصف الإيمان كالتسبيح والذكر والقراءة ونحوها بل هي مكملة للأصل من حيث الكمال يعني: مستحب، وعمل الجوارح والأركان كذلك يقال منه ما زواله يؤدي إلى زوال الإيمان من أصله، ومنه ما لا يزول الإيمان بزواله كالسنن والرواتب والصيام والتطوع والصدقات ونحوها نقول: هذه فواتها لا يؤدي إلى فوات وصف الإيمان، والأعمال الجوارح التي يؤدي فواتها إلى فوات وصف الإيمان هو الذي يعبر عنه بعض أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن المراد به جنس العمل، والمراد بجنس العمل أن يأتي ببعض الأعمال الظاهرة من أجل أن يصحح إيمانه، جنس العمل المراد به أن يأتي ببعض العمال الظاهرة من أجل أن يصحح إيمانه، فإن لم يأت بشيء ولم يأت إلا بالاعتقاد القول باللسان لا يقال بأنه مسلم، لأنه فوت جزءًا فواته يدل على فوات أصل الإيمان، حينئذٍ يرد الاستفسار، ما المراد بالبعض الذي يُعبر عنه بالجنس هل هو معين أم لا؟ ربطاها بعض المتأخرين بمسألة الخلاف في كفر تارك الصلاة، فمن قال: بأن تارك الصلاة يعتبر كافرًا حينئذٍ عين هذا الجنس، قال: البعض الذي يُدخل الشخص في مسمى الإيمان هو الصلاة فإن أتى بغير الصلاة ولم يأت بالصلاة فهو كافرٌ مرتد عن الإسلام ولا يعتبر مسلمًا لفوات عمل الجوارح، ومن لم يكفر تارك الصلاة فحينئذٍ يختلفون في ما بينهم هل المراد به الصلاة؟ أو الأركان الخمس أو بعضها؟ هل إذا عمل شيئًا غير الأركان الخمسة يكون آتيًا بجنس العمل أو لا؟ نقول: الصحيح في هذه المسألة هو ما أجمع عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو أن تارك الصلاة يعتبر كافرًا مرتدًا عن الإسلام، وهذه المسألة قد وقع فيها غلط وخلطٌ عند كثير من المتأخرين، وهو أن المسألة فيها إجماع، وإذا كانت المسألة فيها إجماع حينئذٍ لا ننظر للخلاف بالمتأخر إلى المتقدم، وإنما نعكس الطلاب الآن أو من ينظر في هذه المسألة ينظر من المتأخرين إلى عهد الصحابة فيقول: اختلف الأئمة الأربعة واختار شيخ الإسلام وذهب ابن القيم .. إلى آخره، نقول: هذا خطأ في تصور المسألة. تصور المسألة تنظر في نصوص الكتاب والسنة، ثم تنظر إلى أقوال الصحابة ثم إذا وقع خلاف تنظر في خلاف من بعدهم وإذا وقع إجماع لا تلتفت إلى خلاف من بعدهم فإذا نظرت في نصوص الكتاب والسنة ظاهر نصوص الكتاب والسنة لا يستطيع من له أدنى مساس بالعلم أن يقول بأنها لا تدل كفر تارك الصلاة، بل نصوص الوحيين كلها دالة على أن من ترك الصلاة فهو كافرٌ مرتد عن الإسلام، ثم ننظر في أقوال الصحابة فلا نجد إلا أقوالاً منقولةً صحيحةً بأسانيد ثابتةٌ عن أكثر من ستة عشر صحابيًا بأن من لم يصلِّ فهو كافر، ولذلك قال عمر: لا حظ في الإسلام من ترك الصلاة. وقال ابن مسعود وعلي وقال ابن عمر كذلك كلهم قالوا: من لم يصلِّ فهو كافر.