فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 88 من 174

* الأصل الثاني:"معرفة دين الإسلام بالأدلة".

* الإسلام له معنيان: معنى عام، ومعنى خاص.

* الإسلام والكفر لا يجتمعان في عبد واحد.

* معنى شهادة"أن لا إله إلا الله"، ودليلها.

* معنى الإله في لسان العرب موافق لمعناه في الشرع.

* تقدير خبر"لا"النافية للجنس في"لا إله إلا الله".

* هل تقدير المصنف الخبر"بحق"بزيادة حرف الجر"الباء"يُعد خطأً؟

* شروط"لا إله إلا الله"، ودليل كل شرط منها.

* معنى شهادة"أن محمدًا رسول الله"، ودليلها.

* دليل الصيام، الزكاة، الحج.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

وقفنا عند قول المصنف رحمه الله تعالى:

الأصل الثاني وهو (مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلاَمِ بِالأَدِلَّةِ) . قد سبق أن هذه الرسالة المختصرة معنونة بـ (( الأصول الثلاثة ) )أو (( ثلاثة الأصول ) ). قال المصنف رحمه الله تعالى: في أولها (فَإِذَا قِيلَ لَكَ: مَا الْأُصُولُ الْثَّلَاثَةُ الْتِّي يَجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ مَعْرِفَتُهَا؟ فَقُلْ: مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ، وَدِينِهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -) . وهذه كما سبق أنها هي الأسئلة يُسأل الإنسان في قبره من ربك، ما دينك، من نبيك. حينئذٍ يتعين عليه معرفة هذه الأجوبة التي هي يكون الشأن في تعلمها والعلم بها في الحياة الدنيا، وأما إذا كانت في قبره فحينئذٍ قد فاته تحصيل العلم.

وسبق الحديث عن الأصل الأول وهو معرفة العبد ربه.

ثم قال رحمه الله تعالى الأصل الثاني: (مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلاَمِ بِالأَدِلَّةِ) . ... (مَعْرِفَةُ) سبق أن المعرفة بمعنى العلم فهما مترادفان من حيث الإطلاق على المخلوق، المعرفة هي إدراك المعلوم على ما هو عليه، بمعنى إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع، إذا كانت المعرفة بمعنى العلم فإنما يكون في شأن المخلوق، أما الخالق فيوصف بالعلم ولا يوصف بالمعرفة لعدم الورود، لأن الصفات كالأسماء توقيفية بمعنى أنها موقوفة على السماع، فلا يسمى الله عز وجل إلا بما سَمَّى به نفسه، ولا يوصف الرب جل وعلا إلا بما وصف به نفسه جل وعلا في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، حينئذٍ يقال: عالم وعليم، وأما عارف فهذا لم يرد.

الأصل الثاني (مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلاَمِ) . (دِينِ الْإِسْلاَمِ) الإضافة هنا بيانية بمعنى أنه يصح أن يُجْعل المضاف إليه خبرًا عن المضاف، (دِينِ) هو (الْإِسْلاَمِ) حينئذٍ صح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف فصارت الإضافة بيانية وهذا ضابطها، (دِينِ الْإِسْلاَمِ) ، (دِينِ) هو (الْإِسْلاَمِ) ، دين كما سبق هو ما يَتَدَيَّنُ به الإنسان، يقال: دان بكذا أي: اتخذه دينًا وتَعَبَّدَ به، والدين كما سبق كذلك يتضمن معنى الخضوع والذُّل، يقال: يَدِينُ الله تعدَّى بنفسه، ويَدِينُ لله تعدَّى باللام، أي يعبد الله ويطيعه ويخضع له، حينئذٍ يكون الدين في الشرع ما شرعه الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، (مَعْرِفَةُ دِينِ الْإِسْلاَمِ) ، (الْإِسْلاَمِ) المراد به في القرآن أحد معنيين يعني: يطلق الإسلام ويراد به الإسلام العام، ويطلق الإسلام ويراد به الإسلام الخاص، ما كان قدرًا مشتركًا بين الرسل والأنبياء فهو الإسلام العام، وهو معنى التوحيد {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] ، هذا معنى متفق عليه بين الرسل، وهو أعلى درجات الإجماع القطعي، حينئذٍ صار هذا هو الإسلام العام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران: 19] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام