فحينئذٍ هذا قول للصحابي وهو مفسرٌ لنصوص الوحيين لم ينقل له مخالف عند كثير من المتأخرين أنه إجماع وهو إجماع قطعي واضحٌ بين لماذا؟ لأنه نقل النص التصريح ولم ينقل ما يخالفه من حيث كون تارك الصلاة ليس بكافرٍ، فإذا كان كذلك فحينئذٍ نغلق الباب ونقول: أجمع الصحابة على الأخذ بمدلول ظاهر الكتاب والسنة، وهو أن تارك الصلاة كافر. النزاع الذي وقع عند المتأخرين كأبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي أنت لست مكلف بالجواب عنه، لماذا اختلفوا؟ لماذا وقع النزاع؟ قد يقال بأنه لم ينظر إلى الإجماع وقد قال عبد الله بن الشقيق وهو ثابتٌ عنه كما في الترمذي: بأنه لم يكن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. إجماع واضح بين مع الأقوال المنقولة عن الصحابة بأن تارك الصلاة يعتبر كافرًا، فنقول: المسألة مجمعٌ عليها وإن كان كذلك حينئذٍ لا يحل لك أن توقف من يضاد هذا الإجماع بأي عالم كان، والعلماء لهم مكانتهم ولهم حرمتهم ولا شك لكن إذا تبين لطالب العلم الحق بأن تارك الصلاة كافر بنصوص الوحيين الكتاب والسنة وكذلك أجمع الصحابة فلا يحل لك العدول عن ذلك البتة.