فهرس الكتاب
  • 📄1
  • 📄2
  • 📄3
  • 📄4
  • 📄5
  • 📄6
الصفحة 124 من 174

ثانيًا: أن زوال الصلاة وهي جزء من أجزاء الإيمان مزيل لوصف الإيمان، وهذا من أدلة أهل السنة والجماعة على أن تارك الصلاة يعتبر كافرًا كفرًا أكبر مخرجًا له من الملة، وهذا محل إجماعٍ بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ومن الأدلة هذه التي مرّ معنا. أي صلاتكم الأولى إلى بيت المقدس، وهذا هو مراد السلف بأن الإيمان اعتقادٌ وقولٌ وعمل، إذا أطلق الفظ الإيمان فقد عرّفه السلف بماذا؟ بأنه ما اجتمع فيه ركنان: القول، والعمل. القول قول القلب واللسان، والعمل عمل القلب والجوارح والأركان. حينئذٍ لا بد من هذه الأجزاء الأربعة على جهة التفصيل، والاثنان على جهة الاختصار. فنقول: الإيمان هو اعتقاد بالقلب، وقولٌ باللسان، وعمل بالجوارح والأركان. إخراج العمل الظاهر عن مسمى الإيمان مخالف للإجماع الذي ذكرناه سابقًا، بمعنى أنه لا يُعَرّف الإيمان إذا أُطلق [بأنه القول] بأنه الاعتقاد وقول اللسان فحسب وبأن أعمال الجوارح ليست داخلة في مسمى الإيمان نقول: هذا قولٌ محدث وهو بدعةٌ وضلالة، لأنه مخالف لإجماع السلف وهو أن الإيمان مركبٌ من شيئين: قولٌ، وعمل. قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح والأركان. وهذا هو مراد السلف بأن الإيمان اعتقادٌ وقولٌ وعمل، وأن الأعمال كلها داخلةٌ في مسمى الإيمان. قال الأوزاعي رحمه الله تعالى: كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان. وهذا حكاية إجماع: كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان. يعني الإيمان هو العمل، والعمل هو الإيمان. لأن من خالف ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة خالف في دخول أعمال الجوارح في مسمّى الإيمان، وأما الاعتقاد والقول باللسان هذا لا يقول أحدٌ بأنه خارج عن مسمى الإيمان، وإنما من انتسب إلى السنة نازع في دخول الجزء الثالث وهو عمل الجوارح والأركان. وكتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى الأنصار أما بعد: فإن للإيمان فرائض وشرائع وحدود وسننًا فمن استكملها فقد استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان. قال البخاري رحمه الله تعالى: لقيت أكثر من ألف رجلٍ من العلماء بالأمصار فما رأيت أحدًا منهم يختلف في أن الإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص. إذًا الإيمان إذا أطلق فسر بما ذكر وهو أنه اعتقاد بالقلب وقولٌ باللسان وعمل بالجوارح والأركان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام