إذًا وعلى ذلك ما يقارب من مائة دليل من الكتاب والسنة، على ذلك بأن الإيمان مجموع القول والعمل، وهذا فيما إذا أطلق لفظ الإيمان حينئذٍ يشمل الأمور الباطنة الأعمال الباطنة ويشمل الأعمال الظاهرة. وفي الصحيحين وهو ما سيذكره المصنف رحمه الله تعالى (الإِيمَانُ وَهُوَ: بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَعْلاَهَا قَوْلُ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) إذًا أعلاها قولٌ وأدناها عملٌ، إذًا الإيمان بين هذه المراتب الأعلى والأدنى ومنه ما هو قول كلا إله إلا الله أعلاها قول لا إله إلا الله، ومنه ما هو عمل ك (إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) وسمّى الله تعالى الصلاة إيمانًا كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] سمّى الصلاة وهي عملٌ ظاهر في الأصل سمّاها إيمانًا ومعلوم أن العرب أو في لسان العرب أو من قاعدة العرب أنها لا تطلق الكل على جزئه إلا إذا كان الكل يفوت بفوات ذلك الجزء، قاعدة العرب أن الإيمان مركب لا شك أنه مركب، فإذا أطلق لفظ الإيمان على جزءٍ من أجزاء الإيمان دل على أن هذا الجزء له أثر في الأصل اللفظ وهو الإيمان وهذه العلاقة والترابط أن الإيمان الوصف العام يزول بزوال هذا الجزء فلما سمّى الله تعالى [الإيمان] سمَّى الصلاة بالإيمان دل على أمرين:
الأول: أن العمل الظاهر داخل في مسمى الإيمان كالصلاة.