إذًا نقول الإيمان في الشرع له إطلاقان. الأول: أن يطلق على الإفراد غير مقترنٍ بذكر الإسلام حينئذٍ يراد به الدين كله القول والعمل. إذا أطلق لفظ الإيمان هكذا ولم يذكر معه في اللفظ في التركيب في الحديث في الآية لفظ الإسلام حينئذٍ يراد بالإيمان الدين كله القول والعمل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: لفظ الإيمان إذا أطلق يراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين، فكل ما يحبه الله ورسوله يدخل في لفظ الإيمان، كل طاعة سواء كانت الطاعة قلبية أو لسانية أو بالجوارح والأركان فهي داخلة في مسمى الإيمان على هذا الإطلاق. إذًا الاستعمال الأول أن يطلق لفظ الإيمان ولا يذكر معه لفظ الإسلام حينئذٍ كما قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: يراد بالإيمان ما يراد بلفظ البر والتقوى إذا أطلقت.
الثاني أن يطلق مقرونًا بالإسلام كما في حديث جبرائيل فحينئذٍ يُراد به بلفظ الإيمان الاعتقادات الباطنة يراد به الاعتقادات الباطنة، يعني ثَمَّ ما هو علم ظاهر، وثم ما هو عملٌ باطن، إذا قرن لفظ الإيمان بلفظ الإسلام اختص الإيمان بالأعمال الباطلة والإسلام بالأعمال الظاهرة، هذا عند الاجتماع كما في حديث جبرائيل المشهور الذي سيذكره المصنف دليلاً على هذه المراتب الثلاث.