فهرس الكتاب
الصفحة 337 من 486

شرح الباب 29

ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] .

أي تجعلون شكر رزقكم وما أنعم الله عليكم أنكم تكذبون تنسبونه إلى غيره كنسبة المطر إلى الأنواء وأشباه ذلك.

عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة على الميت، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب". رواه مسلم1. ولهما عن زيد بن خالد قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال:"هل تدرون ماذا قال ربكم؟"قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب"2.

فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من نسب نعمة الله

1 أخرجه مسلم (934) من حديث أب مالك.

2 أخرجه البخاري (846) ومسلم (71) من حديث زيد بن خالد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام