ـ1223ـ (8) :
عن مجاهد قال: قيل لابن عباس رضي الله عنه: إن ناساً يقولون في القدر! قال: يكذبون بالكتاب، لئن أخذت بشعر أحدهم لا نصونه [1] ، إن الله ـ عز وجل ـ كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً فخلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه. لفظهما سواء.
ـ1224ـ (9) :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: القدر نظام التوحيد فمن وحَّد الله ولم يؤمن بالقدر كان كفره بالقضاء نقضاً للتوحيد ومن وحَّد الله وآمن بالقدر كان العروة الوثقى لانفصام لها.
ـ1227ـ (10) :
عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت عند بن عباس رضي الله عنه فجاءه رجل فقال: يا أبا العباس أرأيت من صدني عن الهدى وأوردني الضلالة والردى ألا تراه قد ظلمني؟!
قال: إن كان الهدى كان [2] شيئاً لك عنده فمنعكاه فقد ظلمك وإن كان هو له يؤتيه من يشاء فلم يظلمك، قم لا تجالسني. لفظهما سواء.
ـ1228ـ (11) :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان الهدهد يدل سليمان على الماء.
فقلت له: كيف ذاك والهدهد يُنصبُ له الفخ عليه التراب؟!
فقال: اعضَّكَ [3] الله بهن أبيك [4] ألم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر.
ـ1230ـ (12) :
عن أبي يحيى مولى بني عفرا قال: أتيت ابن عباس رضي الله عنه ومعي رجلان من الذين يذكرون القدر أو ينكرونه، فقلت: يا ابن عباس ما تقول في القدر؟ فإن هؤلاء أتوك
(1) لا نصونه: أي لأخذ بناصيته: أي بمقدمة رأسه. لسان العرب: (15/ 327) ، وقرأها شيخنا ابن جبرين: لأنصونّه.
(2) تكررت كان، ولعلها لوكانت واحدة لكان أحسن في السياق، والله أعلم.
(3) كذا قرأها شيخنا، الشيخ: ابن جبرين.
(4) في الحديث:"من تعزّى بعزاء الجاهلية، فأَعِضّوه بهن أبيه، ولا تكنّوا"، رواه الإمام أحمد: (5/ 136:(21272 ) ) ، والنسائي في السنن الكبرى: (5/ 272:(8864 ) ) ، والمعنى: قولوا له: اعضض أَيْرَ أبيك، ولا تكنّوا عنه بالهن. القاموس المحيط: (648) .