عن أسد بن معاذ قال:
سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها فلما أصبح الرجل بكَّر على أبي عمرو بن العلاء يستنجزه.
فقال له أبو عمرو: إنك سألتني حاجة فوعدتك بها فانصرفت فرحاً، وبت مغموماً بنجاحه ثم عاق دونها العذر فضاعف الغم ثم بكَّرت علي مستنجزاً ولقيتك معتذرا وظللت محتشماً.
المبحث الرابع: سياق ما روي في أن القدري: الذي يزعم أن الله لم يخلق أفعال العباد ولم يقدّرها عليهم ويكذب بخلق الله لها وينسب الأفعال إلى نفسه دونه
ـ1287ـ (56) :
عن ابن عباس قال: كلام القدرية كفر وكلام الحرورية [1] ضلالة.
قال ابن عباس: لا أعرف ـ أو لا أعلم ـ الحق إلا في كلام قوم الجؤا [2] ما غاب عنهم في الأمور إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ وفوضوا أمورهم إلى الله وعلموا أن كلاً بقضاء الله وقدره.
ـ1288ـ (57) :
عن أبي عمرة قال:
(1) الحَرُورِيَّةُ من الخوارج تنسب لحروراء، لسان العرب (4/ 185) .
(2) قال المحقق:"هكذا في الأصل وهو كذلك في الإبانة"، ومعنى ألجؤا: ألجأه إلى كذا: اضطره إليه (مختار الصحاح:1/ 247) .